يؤكد مرجع قيادي بارز في 8 آذار بأنه ليس واردا على الاطلاق ترك رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون وحيدا في معركة استرجاع حقوق المسيحيين.
صحيح ان حلفاء الجنرال وخصومه في فريق 8 آذار ما زالوا حتى اللحظة يحاولون معالجة المشاكل الحكومية بالتي هي احسن تحت شعار الحفاظ على حكومة الرئيس تمام سلام كونها اخر المعاقل السياسية الفاعلة ولو شكليا في منظومة المؤسسات، الا انه «للصبر حدود» كما يقال، وعلى حد تعبير المرجع القيادي فان اللعبة السياسية قد تفرض علينا في لحظة معينة قلب الطاولة على الجميع لإيقاظ الافرقاء في الداخل لتنبيههم من خطورة الاستمرار في سياسة الاستنزاف السياسي التي تمارس ضد فريقنا، بالجملة والمفرق، تارة ضد حزب الله وطورا ضد التيار الوطني الحر واخرى ضد رئيس مجلس النواب نبيه بري.
ليس بالضرورة، وفقا للمرجع، ان يكون بعض التهاون الذي يتبعه الرئيس بري او رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في مجاراة المسائل الحكومية استهتارا بمطالب العماد عون المحقة… البراغماتية السياسية التي يتبعها الثنائي الفعال في 8 آذار قد تتغير اذا ما استمر فريق بعينه في استهداف الجنرال، فنحن في النهاية فريق واحد وتجمعنا استراتيجية ومفاهيم سياسية واحدة حتى لو اختلفنا على بعض التفاصيل الداخلية.
الكلام الاول من نوعه لمرجع بهذا الحجم في 8 آذار يمكن ترجمته على النحو التالي:
اولا : الى متى بإمكان هذا الفريق بما يمثل تجاوز مسألة تمادي تيار المستقبل بمرجعيته المعروفة في استنزاف وابتزاز بعض الافرقاء في 8 آذار وتحميلهم مسؤولية وعواقب فرط حكومة سلام فيما ان الوقائع تشير بوضوح الى ان المعطل معروف؟
ثانيا: ماذا لو ان جزءا من فريق 8 آذار غطى الانقلاب العوني للضغط على الجميع لاستعادة صوابهم والاعتراف بأحقية المسيحيين في ايصال من يمثلهم الى رئاسة الجمهورية؟
ثالثا: هل يظن اي طرف ان بامكانه استهداف حزب الله بسلاحه وتنظيمه وسرايا المقاومة التابعة له ويعتقد ان الامور قد تمر مرور الكرام؟
رابعا: اذا كان دولة الرئيس نبيه بري لا يتفق مع عون كما يقال فهل هذا يعني انه قد يرضى باستهداف الحزب او قد يغطي اية حكومة فاقدة للميثاقية وتهمش بإيعاز من الخارج شريحة واسعة من اللبنانيين؟
باختصار يؤكد المرجع بأن صبر 8 آذار على حكومة سلام «مؤقت» والخيارات مفتوحة بدءا من قلب الطاولة على رؤوس الجميع لتصبح الخسارة شاملة للفريق الآخر (في إشارة إلى فريق المستقبل).
ويضيف المرجع، لربما حان وقت تفكير كل الافرقاء جديا بضرورة ايجاد حلول والتراجع عن سياسة الكيدية في مقاربة المسائل السياسية الخلافية، وثمة سؤال لا بد ان يتوقف عنده كل حريص او مدع للحرص على حكومة تمام سلام: ما هو موقف تيار المستقبل اذا وجدنا بأن قلب الطاولة الحكومية مهما كان الثمن هو المدخل الوحيد لإعادة فتح ابواب قصر بعبدا وتفعيل عمل المؤسسات وانتظام الدورة السياسية والامنية والاقتصادية في البلد؟
وفي السياق ذاته، نسأل ايضا: هل نكون ملكيين اكثر من الملك ونحاول الحفاظ على حكومة لا يحاول الحفاظ عليها من هو معني بها اكثر منا وسيتضرر سياسيا اضعافا مضاعفة اذا طارت؟