IMLebanon

مسؤول لبناني التقى عباس وتبلغ منه معلومات عن الحريري

 

لليوم الخامس لا تزال بعبدا محطة اساسية في المشاورات الجارية وان بدأت تلوح في الافق بوادر هجوم لبناني مضاد على المملكة العربية السعودية بدأه وزير الخارجية تلميحا واستكملته اذاعة البرتقالي صراحة، وسط تحييد كامل للرئيس سعد الحريري وتحويله الى ضحية، ليزداد الالتباس السائد مع صدور بيان اللقاء المشترك بين الكتلة النيابية والمكتب السياسي للمستقبل، فيما حط البطريرك الماروني رحاله في القصر الجمهوري لاستطلاع رأي سيده قبل حسم قرار الزيارة المرتقبة الى السعودية.

في غضون ذلك اشارت المعلومات المتوافرة الى ان السفير الفرنسي في الرياض والذي اجتمع الى الحريري في قصره،رفع تقريرا مفصلا الى قيادة بلاده وصلت خلاصته الى بيروت ومفادها ان ما يجري تداوله مضخم جدا وان ثمة اقتناعا لدى الحريري بانه مستهدف امنيا، فضلا عن مخاوف في الحلقة المقربة منه من تكرار ما حصل مع والده الذي بعد دفعه الى الاستقالة تم اتخاذ القرار بتصفيته. وتشير المصادر الى انه سيتم ابلاغ المعنيين به ذلك ان لا عودة للحريري الى بيروت قبل ضمان سلامته بالكامل وبضمانات دولية واضحة،علما ان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم كان قد زار الاردن على عجل بتكليف من الرئيس عون واطلع من الرئيس الفلسطيني على اجواء لقائه بالشيخ سعد.

وفي هذا المجال، تحدثت المعلومات عن ان رسائل كانت نقلت الى بكركي تتمنى عليها تأجيل تلبية الدعوة الى السعودية، او اقله الوقوف على «خاطر» رئاسة الجمهورية حولها، على ما المحت مصادر في «الرابطة المارونية»، ما دفع بالكاردينال الراعي الى اجراء جولة مشاورات سريعة مع عدد من المطارنة والاطراف السياسية لعدم الاقدام على اي خطوة ناقصة، رافضة كل ما يقال عن تهديدات وضغوط تتعرض لها بكركي التي تبقى سيدة قرارها في تحديد المصلحة اللبنانية العليا ومصلحة المسيحيين بعيدا عن زواريب وحسابات السياسة الضيقة.

وكشفت المصادر ان اللقاء بين البطريرك والرئيس كان ايجابيا حيث تم الاتفاق على امرين :الاول، ان يحمل سيد بكريكي معه الى الرياض رسالة واضحة من بعبدا  تدعو الى تحييد لبنان عن الصراع المستعر في المنطقة لان لا قدرة له على تحمل ما هو فوق طاقته، والثاني، معرفة صحة ما يقال عن مصير الحريري وحسمها، مؤكدة ان كل التحضيرات انجزت، على ان يصدر خلال ساعات بيان رسمي عن بكركي في هذا الخصوص، كاشفة عن ان من بين اللقاءات المرتقبة زيارة للبطريرك الراعي الى قصر الحريري حيث سيلتقيه وقد يلبي دعوته الى الغذاء بحضور عدد من المدعوين، قبل ان يغادر مساء الاثنين من الرياض الى روما برفقة وفد من المطارنة للقاء البابا قبل ان يتوجه الى فرنسا مطلع الاسبوع المقبل للقاء الرئيس ماكرون.

ورأت الاوساط ان التعامل مع مسألة الزيارة يجب ان يكون بموضوعية لان اي خطوة ناقصة وفي غير محلها في هذه المرحلة الحساسة ستكون لها تداعيات كبيرة على الوضع اللبناني والمسيحي خصوصا، في حال صح كلام البعض عن ان ما يجري اليوم هو محاولة لعزل الرئيس المسيحي القوي.

غير ان اللافت في بيان المستقبل الذي غرد بعده بدقائق الوزير السبهان مبشرا بخطوات تصعيدية تدريجية ستتبع قرار سحب الرعايا ومنع سفر للسعوديين الى لبنان، ما جاء فيه من كلام يحمل اكثر من رسالة ومعنى والتي قالت ما حرفيته «عودة الحريري ضرورة لاستعادة الاعتبار والاحترام للتوازن الداخلي والخارجي للبنان في اطار الاحترام الكامل للشرعية اللبنانية». فهل هو انتقاد لاخراج الاستقالة وللخطوة السعودية؟ ام هناك ما هو ابعد من ذلك؟

مصادر المستقبل لم تر في الاجراءات السعودية استهدافا لها او ردا على بيانها، معتبرة ان زيارة الراعي الى المملكة جاءت في وقتها لما يمكن ان تقدمه من مساعدة على اكثر من صعيد، داعية الى وقف التحليلات والشائعات التي تتناول وضع الرئيس الحريري والتي بدأت تسيء الى لبنان، سائلة كيف للشيخ سعد ان يعود في ظل التهديدات الحالية في الوقت الذي شاهد فيه جميع اللبنانيين مساء امس وعلى مدار الدقائق عبر شاشات التلفزيون مسار طائرة «سعودي اوجيه» .

بين البحث عن بهاء وجلاء حقيقة اختفاء سعد، دخل اسم نادر على خط الاسماء المطروحة لدخول نادي رؤساء الحكومة وهذه خطوة اعتبرها الكثيرون ضربة معلم باسيلية في الوقت الضائع والمفتوح على كل الاحتمالات في حال فشل البطريرك الراعي في مسعاه .