رشيد سليم الخوري
يتناقل عدد من الأصدقاء، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، موقفاً وطنياً، للشاعر القروي: رشيد سليم الخوري، يجسّد واقع التلاحم الذي كانت تعيشه الشعوب العربية، في كنف القومية العربية، والتآخي الذي كان يجمع بين المسلمين والمسيحيين!
المناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، والمكان: سان باولو في البرازيل، حيث دُعي الشاعر القروي (المسيحي) لإلقاء كلمة في احتفال الذكرى، حيث خاطب الحاضرين بهذه الكلمات، وبكل ما تحمله من معانٍ وحِكَم:
أيها المسلمون! أيها العرب! يولد النبي على ألسنتكم كل عام مرّة، ويموت في قلوبكم.. وعقولكم.. وأفعالكم كل يوم، ألف مرّة. ولو ولد في أرواحكم لولدتم معه، ولكان كل واحد منكم محمداً صغيراً. ولكان العالم منذ ألف سنة أندلساً عظيماً… ولالتقى الشرق بالغرب منذ زمن طويل، ولعقدت المادية الغربية مع روح الشرق المسلم حلفاً، ولمشى العقل والقلب يداً بيد، إلى آخر مراحل الحياة.
أيها المسلمون! يَنْسِب أعداؤكم إلى دينكم كل فرية، ودينكم من بهتانهم براء.. ولكنكم انتم تصدقون الفرية بأعمالكم، وتقرّونها بإهمالكم. دينكم دين العلم وأنتم الجاهلون! دينكم دين التيسير وأنتم المعسّرون! دينكم دين الحسنى وأنتم المنفّرون! دينكم دين النصر ولكنكم متخاذلون! دينكم دين الزكاة ولكنكم تبخلون!
يا محمد! يا نبي الله حقاً، يا مجد العرب والإنسانية، إنك لم تقتل الروح بشهوات الجسد، ولم تحتقر الجسد تعظيماً للروح! فدينك دين الفطرة السليمة، وإني موقن أن الإنسانية بعد أن يئست من كل فلسفاتها وعلومها المادية، سوف لا تجد مخرجاً من مآزقها وراحة روحها، وصلاح أمرها إلا بالارتماء بأحضان الإسلام.. عندئذ يحق للبشرية، في مثل هذا اليوم ان ترفع رأسها وتهتف ملء صدرها، وبأعلى صوتها:
عيد البرية عيد المولد النبوي
في المشرقين له والمغربين دويّ
{ { {
يا فاتح الأرض ميداناً لدولته
صارت بلادك ميداناً لكل قويّ
{ { {
يا قوم هذا مسيحي يُذكّركم
لا يُنهض الشرق إلا حُبّنا الأخويّ
إلى آخر القصيدة العصماء حيث لا يتسع لها هنا المجال!
أين الطائفيون الجدد، أصحاب المشاريع التحريضية المشبوهة من هذا الفكر المسيحي المتنوّر؟