قرأنا البارحة تهديداً من نائب قائد الحرس الثوري الايراني العميد حسين سلامي بزيادة مدى الصواريخ الباليستية للوصول الى أوروبا، وشدّد على أنّ طهران لن تفاوض نهائياً بشأن الصواريخ التي تعهّد بتطوير قدراتها مما يتناسب مع التهديد.
واعتبر سلامي في حديث للتلفزيون الرسمي نقلته وكالة «تسنيم» التابعة لـ»الحرس» أمس أنّ برنامج الصواريخ الباليستية الايرانية «ضامن للأمن والاستقلال والديبلوماسية»، وأكد أنّ إيران لن تفاوض مطلقاً على قدراتها الدفاعية لأنّ هذا التفاوض يعني الاستسلام ويعني انتصاراً للعدو من دون حرب.
وهدّد ثانية أوروبا بزيادة مدى الصواريخ للوصول إليها قائلاً: إذا كنا لم نتجاوز حتى اليوم مدى الألفي كيلومتر بصواريخنا فهذا لا يعود الى تقيّد التكنولوجيا عندنا بل الى المنطق الاستراتيجي لأبعاد صواريخنا، واستناداً الى هذا فإذا أراد الاوروبيون أن يعتدوا علينا فسنزيد من مدى صواريخنا.
من جهة أخرى، قال قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي الجعفري إنّ نواة المقاومة تشكلت في الدول الإقليمية وكثير من بلدان العالم بما يبشّر بنتائج قيّمة في المستقبل.
وأضاف خلال مهرجان بمناسبة مرور 39 عاماً على تأسيس ميلييشا «الباسيج» أنّ التعبئة العالمية تشكلت على صعيد الجبهة الاسلامية اليوم.
توقفت طويلاً عند هذا الكلام لمسؤولين كبار في الحرس الثوري، وتحضرني بعض الملاحظات أريد تناولها:
أولاً: هناك مثل شعبي يقول إنّ من يهدّد يكون ضعيفاً ويلجأ الى هذا الأسلوب ظناً منه أنه يغش به عدوّه… وهنا لا بد من أن ألفت نظر جماعة المسؤولين في «الحرس» الى أنّ كلامهم لا يعني شيئاً! فهذا الكلام يستعمل فقط داخلياً للتعبئة ولا يعكس حقيقة الأمر.
ثانياً: بالنسبة الى الصواريخ، كان الأجدى تطويرها من مدى 2000 كيلومتر الى 5000 كيلومتر كحد أدنى لكي تصل الى أوروبا وبعدها يمكن التهديد بها.
ثالثاً: يبدو جلياً أنّ إيران تستعمل أسلوبين إذ من ناحية يتحدّث الرئيس روحاني ويفاوض ويرسل وزير خارجيته محمد جواد ظريف كما حدث طوال عشر سنوات في موضوع المفاوضات مع مجموعة 5+1 حول السلاح النووي وهذه الفرصة لن تتكرّر ثانية لأنّ الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما الذي تأثر كثيراً بمجموعة من الايرانيين الذين كانوا يعملون في مكتب المحاماة التابع لزوجته ميشيل وكان لهم تأثير كبير عليه.
رابعاً: الحرس الثوري التابع لولاية الفقيه المرشد الأعلى آية الله خامنئي الذي يعطي دوراً لهم عندما يريد التصعيد ويستعمل الرئيس روحاني والدولة عندما يخفف التصعيد… حسب الظروف.
خامساً: علينا عندما نتعامل مع إيران أن نضع في حسابنا ما يُسمّى بالتقية أي انهم يقولون شيئاً ويفعلون شيئاً آخر وهذه سياسة الدولة الايرانية، والأنكى أنّ رجال الدين هم الذين يمارسون التقية وهذا شيء فظيع إذ انّ الناس يصدقون ما يقوله رجل دين خصوصاً أنه من المفروض عندما يتحدّث رجل دين أن يتّسم بالصفة الأولى وهي الصدق وهذا بعيد عنهم…
سادساً: مَن يتذكر الحرب الايرانية – العراقية ويتذكر كيف استطاع الرئيس صدّام حسين أن يستعيد الأهواز وقسماً كبيراً من الأراضي العراقية التي تحتلها إيران، والأهم أنّ هذه الحرب دامت 8 سنوات ولم تستطع أي من الدولتين أن تنتصر على الأخرى لأنه بكل بساطة غير مسموح بل المطلوب تدمير البلدين والهدف الحقيقي ضرب الإسلام والمسلمين.
عوني الكعكي