صعّد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تحذيره للحكومة التركية بسحب قواتها العسكرية التي دخلت الأراضي العراقية في منطقة الموصل كما يدعي، وتزامن هذا التصعيد مع تصعيد آخر من قِبَل قيادات بارزة في ميليشيات «الحشد الشعبي» وتحديداً على لسان زعيم منظمة «بدر» هادي العامري وزعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي… هذا كله يدل على أنها حرب بين أميركا وروسيا طبعاً وبالوكالة بين إيران وتركيا.
استوقفني هذا التهديد من العبادي وبالرغم من أني مع العبادي لأنّه يمثل اليوم الشعب العراقي الشقيق وطبعاً عملاً بالقول الشريف «انصر أخاك ظالماً كان أو مظلوماً» ولكن كنت أتمنى أن يكون هذا التهديد موجهاً الى:
دولة جارة تتدخل في الكبيرة والصغيرة.
دولة تدّعي أنها جارة ولكنها تمارس إذكاء نار الفتنة الطائفية.
وهنا أذكر، عندما حارب الرئيس صدّام حسين إيران ٨ سنوات، فبمن كان يحاربها؟ هل استورد شعباً غير الشعب العراقي؟ وهذا يؤكد أنّ العراق أيام صدّام كان دولة للشعب العراقي كله لا تفرقة بين سنّي وشيعي والجيش العراقي أيام صدام كان جيشاً وطنياً عراقياً لم تكن له علاقة بأي حال مذهبية.
منذ اليوم الأول للغزو الاميركي للعراق كان القرار الاول هو حل الجيش الوطني العراقي ما ترك مليون عائلة عراقية من دون تعويضات أو رواتب أو أي تقديمات اجتماعية.
وكانت إيران هي المستفيد الأول والوحيد بعد إسرائيل من الغزو.
ويحضرني سؤال موجّه الى دولة الرئيس حيدر العبادي: ماذا يفعل قاسم سليماني في العراق؟ وما هو الدور الذي يقوم به قائد «فيلق القدس» في العراق؟ هل يقوم بتحرير القدس؟ أم يرعى الفتنة السنّية – الشيعية ويزيد تأجيجها؟
وسؤال ثانٍ لدولة الرئيس حيدر العبادي: هذا التهديد لدولة تركيا لماذا لا يكون موجهاً الى «داعش» التي احتلت نصف الاراضي العراقية وسيطرت على الموصل وأعلنت عن قيام «الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام»؟
وسؤال ثالث: هل هناك منطقة آمنة في العراق كله؟ وهل هناك دولة بمعنى الدولة الحقيقية في العراق؟ وهل يمر يوم من دون سيارة مفخخة أو انفجار عبوة في بغداد أو البصرة أو سواهما من المدن العراقية؟
فإذا كان الرئيس العبادي يريد تهديد تركيا فلا مانع ولكن عليه أن يكون حاكماً للعراق أولاً لا أن ينفذ التعليمات التي يصدرها قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني.
العراق يا دولة الرئيس بلد عربي وسيبقى عربياً مهما حاولت إيران أن تحتله أو أن تتحكم به، وسيعود العراق الى موقعه العربي، انّ إيران لا تريد الخير للشعب العراقي وهي تنتقم من هذا الشعب لسببين:
أولاً- تنتقم من الإسلام لأنّ الاسلام هو الذي أسقط الامبراطورية الفارسية.
ثانياً- لأنّ العرب شنّوا حرباً ضد إيران وضد الإمام آية الله الخميني الذي كان يريد تصدير «الثورة الدينية» كما يدّعي، وهو كان يريد فعلاً نشر التشيّع وهمّه الوحيد أن يصبح أهل السُنّة شيعة تابعين لولاية الفقيه.