قليلا من التواضع يا سماحة السّيد
استوقفني في كلام سماحة أمين عام حزب الله السّيد حسن نصر الله يوم اول من أمس السبت تركيزه على التطرف الذي يريد من خلاله ان يعطي تبريراً لتدخله عسكرياً في سوريا حيث يزج بالالاف من الشبان اللبنانيين في اتونها.
وهل فات سماحة السّيد ان المتطرفين الذين يتهمهم بأنهم ارهابيون هم رد فعل على الارهاب الشيعي الذي رعته ايران رسميا منذ العمليات في مختلف انحاء العالم وبالذات في لبنان بتفجير مقر المارينز ومقر القوات الفرنسية ومبنى السفارة الاميركية وقبله مبنى السفارة العراقية …
تلك كانت البداية وحسب.
وكان لافتا ان السيد نصر الله تلقف الكلام الذي صدر عن المرشح الرئاسي الاميركي دونالد ترامب متهما الرئيس الاميركي باراك اوباما بأنه »مؤسّس« تنظيم الدولة (داعش) وشريكته في التأسيس منافسة ترامب في المعركة الرئاسية هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة في ادارة اوباما.
ونحن لا نجادل في صحة هذا الاتهام او عدمه… إلاّ انّ لدينا ولدى المطلعيّن جميعا التأكيدات بأنّ داعش واخواتها من المتطرفين هم من انتاج رئيس النظام السوري بشار الاسد وحليفه رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي اللذين »صنعا« المنظمات الارهابية في سجونهما قبل ان يبادرا الى دفعها الى العمليات القتالية الارهابية …
بل ان ابو مصعب الزرقاوي الذي كان يقود العمليات ضد القوات الاميركية في العراق كان مقر اقامته في دمشق.
وعليه، فالسؤال البديهي الذي يطرح ذاته تلقائيا هو الاتي: بما أنّ الذريعة لتبرير انخراط حزب الله في الحرب السورية هي مكافحة الارهاب، فكيف يكون السّيد حسن نصر الله مع الشيء ونقيضه في آنٍ معاً؟ لأنه في الوقت ذاته هو حليف بشار الذي انتج هذا الارهاب؟!
أمّا احتفاله بحرب تموز و»النصر الالهي« في نهايتها، فهل ننعش ذاكرة سماحته بأنه صار على بعد 50 كيلومترا من الحدود الجنوبية؟ وان قوات دولية منتشرة هناك، أمّا قواته هو فموزعة على الحروب العبثية في دمشق وريفها وحلب وريفها وحماة… وجسر الشغور (….)؟
ويذكرنا سماحته بشعاره المعروف »ما بعد بعد بعد حيفا« جميل هذا الادّعاء، ولكن: مضت عشر سنوات على حرب تموز 2006 فماذا عمل سماحته طوال هذه السنوات سوى انه وفّر الامان لاسرائيل؟ وكيف ردّ على العمليات الاسرائيلية المتواصلة التي استهدفت مخازن الاسلحة وقوافل الحزب ناقلة الاسلحة… والاخطر انها استهدفت قياديين وكوادر مهمة والابرز على الاطلاق في هذا المجال القياديان البارزان عماد مغنية ومصطفى بدر الدين!…
امام هذه الوقائع لا يسعنا سوى ان نكرر القول لامين عام حزب الله: قليلا من التواضع يا سماحة السّيد.
عوني الكعكي