فعلاً يجب أن يطلق على عهد الرئيس الاميركي دونالد ترامب عهد الـ(cowboy) بدون مسدس وكما في الافلام الاميركية حيث هناك بطل يركب حصاناً ويضع مسدسين على خصره وتدور الاحداث وفي النهاية يفوز البطل.
أما في فيلم ترامب فلا نعرف من هو البطل ومن هو السيىء وكيف سينتهي هذا الفيلم الاميركي… ولأول مرة في تاريخ السينما الاميركية نرى فيلماً بدون بطل وبدون نهاية.
لماذا نقول ما نقول؟ بكل بساطة لأنّ ممثل الرئيس الاميركي ترامب وزير خارجيته الجديد مايك بومبيو قال إنه باقٍ الى الوقت الذي يقرر الرئيس ترامب أن يرسل له قرار إقالته على «التويتر» هكذا وبكل بساطة غريبة بالنسبة للعالم وللتاريخ! ولكن مع ترامب كل شيء جائز.
في عهده الميمون نقلت السفارة الاميركية الى القدس، واعترف بها رسمياً عاصمة أبدية لإسرائيل في الوقت الذي يعرف جيداً ان هذا الموقف هو تزوير للحقيقة وللتاريخ ولقرارات الامم المتحدة ولكن هكذا يريد ترامب.
في عهده أيضاً اعترف بضم الجولان الى الدولة العبرية التي اغتصبت فلسطين وهنا أيضاً داس على قرارات الامم المتحدة وعلى وديعة «اسحق رابين» رئيس وزراء الدولة العبرية الذي اغتاله الصهاينة المتطرفون لأنه أراد السلام مع العرب.
اليوم وزير خارجيته في لبنان وقابل الرؤساء عون وبري والحريري والوزيرين باسيل والحسن.
عون قاله له: إسرائيل تعتدي يومياً على لبنان.
فأجاب: الحق على «حزب الله» لأنه إرهابي ويهدد أمن إسرائيل.
بري قال له: «حزب الله» صاحب حيثية شعبية…
فقال بومبيو: هذه الشعبية ليست ثابتة لأنّ الحزب حصل عليها بقوة السلاح.
الحريري قال: نريد مساعدتكم في تحصيل حقنا في الغاز والنفط في مياهنا الاقتصادية، وأما سلاح «حزب الله» فنحن لسنا معه وهذا موقفنا المعلن، ولكن الحزب لبناني ومتجذّر شعبياً.
بومبيو أجاب: المسألة الآن هي كيف يضرب نفوذ إيران وكيف يحجم «حزب الله»… والباقي يأتي أوانه!
جبران قال: مسألة النازحين تشكل عبئاً علينا وهذا موقف لبناني موحد ولا نستطيع الانتظار طويلاً.
بومبيو اجاب: انتظروا الحل السياسي في سوريا.
الخلاصة في لبنان القوى منقسمة بين فريق يؤيد «حزب الله» وعنده سياسته الخاصة وهو مقتنع بها، وفريق لا يرغب بسلاح «حزب الله» ويطالب بالاستراتيجية الدفاعية وأن يكون سلاح «حزب الله» تحت إمرة الجيش اللبناني ولا يعود الامر العسكري في «حزب الله» الى ايران بل يجب ان يعود لبنانياً.
في النهاية اذا كان بومبيو يريد ان يحرض فريق 14 آذار على «حزب الله» وسلاح «حزب الله» وإيران فهم ليسوا بحاجة الى رأيه ولا الى تحريضه… وهناك نظرية لبنانية راسخة انه لو ارادت أميركا فعلاً الانتقام لتفجير قوات المارينز في لبنان عام 1983 فماذا تنتظر؟
ثم بين أميركا وإيران أفضل العلاقات غير المعلنة لأنّ هناك مصالح مشتركة وهي:
1- تدمير البلدان العربية.
2- القضاء على الجيوش العربية.
3- احداث فتنة سنية شيعية.
وكل ما يجري اليوم من حروب في سوريا والعراق واليمن وحتى في ليبيا هو من أجل مصلحة إسرائيل وهذا هو المطلوب.
فعلاً انه فيلم أميركي طويل ولكن هذه المرة بلا بطل.
عوني الكعكي