Site icon IMLebanon

فيلم أميركي طويل  

 

تصاعد حمّى المواجهة في المنطقة ليس سوى مشهد من المشاهد الكثيرة لهذا الفيلم الأميركي الطويل الذي بدأ عرضه على شاشات العالم كله تقريباً منذ أن ولج عتبة البيت الأبيض هذا الرجل الأصهب الذي أكثر ما يصح فيه قول منافسته في الإنتخابات هيلاري كلينتون: أنت لست مجنوناً، ولكنك أحمق كبير.

 

ومع أن «العرض متواصل» (على طريقة صالات السينما في ساحة البرج يوم كان بعضها يمدّد العرض طوال سنة أو أكثر أربعاً وعشرين ساعة في اليوم، خصوصاً إذا كان من تمثيل فريد الأطرش أو عبد الحليم حافظ أو سعاد حسني…) نقول: مع أن العرض متواصل يحار المراقب من أين يبدأ في متابعة هذه المشاهد:

هل من الفقرات البورنوغرافية، وما أكثرها حتى الآن وفيها يبدو دونالد ترامب شغوفاً بالعارضات الجميلات وبنجمات الأفلام الإباحية اللواتي أغدق عليهن أموالاً طائلة إن «مقابل» لحظات اللهو في السرير أو مقابل إسكاتهن عن كشف العلاقة… إلاّ أن شهرزادات هذا الزمن الترامبي لم يسكتن عن الكلام المباح قبل أن يدركهن الصباح… وما أدراك الى أين ستؤدي نجمة الأفلام الخلاعية برئيس الدولة العظمى بعدما دهمت الشرطة مكتب محاميه الذي عقد «صفقة الصمت» مقابل 135 ألف دولار… ولم تمش الحال!

أو يبدأ المراقب من قضية التنصُّت (والتجسس عموماً) على الحملة الإنتخابية للحزب الديموقراطي من خلال عملاء غير أميركيين باتوا معروفين لدى القضاء الأميركي!

أو ندخل الى هذا الفيلم الطويل في الفقرة التي عنوانها روسيا تساعد المرشح الجمهوري دونالد ترامب بأساليب ملتوية والتي أسفر التحقيق فيها حتى الآن عن فضائح ومهازل لا تحصى، ما أدى إلى إطاحة رؤوس كبيرة في محيط الرئيس!

أو ترانا ندخل من فقرة الإستقالات التي لم يبق معها شخص واحد في موقعه من الفريق الذي خاض معركة ترامب الرئاسية.

أو إننا نشاهد من هذا الفيلم الأميركي الطويل فقرة الإقالات التي لا حصر لها وقد تناولت كباراً في الإدارة وليس آخرها وزير الخارجية!

أو يلفتنا مشهد تبادل الأشخاص على شغل الموقع الواحد، ليسقط كل منهم قبل أن «يسخن مطرحه» فيأتي البديل الذي سرعان ما يتم استبداله ببديل آخر… وهكذا دواليك.

أو نستمع في أحد مشاهد الفيلم الى الشتائم والإهانات التي يوجهها رئيس القوة الأعظم في العالم الى من كانوا قبل دقائق موضع ثقته ومكمن سرّه… فيلاحقهم (وهو يصرفهم) بالتكبيت والتأنيب والشتم واللعنات؟! (…)

أما الفصل الحالي من هذا الفيلم الأميركي – الطويل، وهو فصل هذه الأزمة الحادّة في المنطقة فجلّ ما يهمنا منه أن نبتعد، نحن اللبنانيين، عن المزايدات والتشاطر ونعمل بجد لينجو لبنان من التداعيات.