IMLebanon

نظرة على ترشيحات لانتخابات ربما لن تحصل أبناء عموم وبناتهم وآباء وأولادهم وأحفاد…

تبين مطالعة لأسماء الـ 514 الذين ترشحوا للانتخابات النيابية التي لن تحصل على الأرجح ظواهر لافتة تستحق التوقف عندها . لماذا يترشح سياسي وابنه مثلا على مقعد في دائرة واحدة؟ النائبان السابقان جبران طوق وسمير عازار ترشحا مع نجليهما ملحم وابرهيم في بشري وجزين. هل هناك شكل أبهى للوراثة السياسية والنيابية ولعقلية استمرار “البيوتات”؟

صحيح أن الشيخ بيار الجميّل ونجله الشيخ أمين كانا نائبين معا عن دائرتين مختلفتين، ولمقعدين – انتقلا الآن إلى ابني العم نديم وسامي الجميّل – في بيروت الأولى والمتن الشمالي. لكن المكتب السياسي الكتائبي شارك تصويتا في اختيار خليفة نائب المتن موريس الجميّل بعد وفاته المفاجئة على المنبر البرلماني عام 1970. لا نزال ضمن العائلة ولكن بتصويت على الأقل. ولو كان مثيرا للجدل في داخل البيت المركزي وخارجه، ومثيراً أيضاً لعتب طويل قد يكون أزاله الزمن عند منير الحاج. الزمن ورئاسته للحزب قبل كريم بقرادوني وبعد جورج سعادة في مرحلة غياب آل الجميّل. الرئاسات والمراكز صابون القلوب في لبنان.

خلفية قد تكون مفيدة: انتزعت ستريدا جعجع النيابة من عمها جبران، الذي كان انتزعها بدوره من بيت أبناء العم الطري طوق . هناك ابن عم آخر ترشح في بشري هو سعيد يوسف طوق. يغفر السياسي كل شيء إلا إزاحته من منصب أو منعه من الوصول إليه. سيغادر ريمون إده لبنان في 1976 والحياة في فرنسا عام 2000 غير ناس كيف حال القطبان المارونيان الآخران كميل شمعون وبيار الجميل دونه ورئاسة الجمهورية كان مستحقا لها ومستأهلاً. فضلا عليه توالياً سليمان فرنجية 1970 والياس سركيس 1976.

تبين الترشيحات أيضاً نية المنافسة بين ابناء عموم آخرين: ابنا الرئيس عمر كرامي وشقيقه السيد معن كرامي، الوزير السابق فيصل والسيد وليد في طرابلس. وعلى غرار حفيدي الزعيم الراحل عبد الحميد كرامي في طرابلس، سيتنافس في المتن الشمالي حفيدا الزعيم جميل لحود، ابنا الرئيس إميل لحود وشقيقه الراحل نصري، واللذان يحملان اسمي والديهما، إميل ونصري لحود “جونيور”. قبلهما تنافس على الزعامة في بعبدات والمتن الرئيس لحود وابن عمه الأبعد، النائب نسيب لحود. من عائلة المرّ لم يترشح هذه المرة سوى “دولة الرئيس” ميشال المر. في عمشيت ترشح لمقعد جبيل مجددا النائب وليد نجيب الخوري ولم يترشح ابن عمه النائب السابق ناظم شهيد الخوري.

في البقاع الغربي، وعلى غرار طوق وعازار، ترشح الوزير السابق عبد الرحيم مراد ونجله السيد حسن. مثلهما في جزين النائب السابق سمير عازار وابنه ابرهيم. لماذا يترشح سياسي وابنه معاً؟ أو منصور غانم البون وزوجته السيدة سيلفانا، النائب نقولا فتوش وشقيقه موسى في زحلة، وهم على وفاق وود؟

الانتخابات هذه إذا تخيلناها حاصلة فعلاً ستتميز بالفوز الواسع بالتزكية في شكل لا سابق له إلا في ظل المقاطعة الكبرى لانتخابات سنة 1992. فيعود نواب النبطية وبنت جبيل الشيعة إلى البرلمان بلا معركة وكفى الله المؤمنين شر القتال. يتقدمهم كبير السن في المجلس النائب عبد اللطيف يوسف بك الزين النائب بلا انقطاع عن المنطقة منذ 1960 وقبله والده مدى نحو ربع قرن. مثلهم يعود الرئيس نبيه بري والنائبان ميشال موسى وعلي عسيران في دائرة قرى صيدا . ونائب الشوف نعمة طعمة الذي لم يقدم أحد على منافسته على المقعد الكاثوليكي، وأيضا المرشحان الأرمنيان في المتن الشمالي، أغوب بقرادونيان ويغيشه أندونيان.

ولكن مهلاً. الكتائب و”القوات” حزبان خرجا من بيت واحد، (نيَّال البيت…) شقيقان أو أولاد عم إذا بعدت القرابة، وثمة ما يثير الريبة في ترشيحاتهما في طرابلس والبترون. ليس أمراً عابراً أن يترشح الأمين العام للكتائب ميشال خوري، ابن شكا في البترون، وأن يكرر نائب طرابلس، ابن شبطين وسط البترون تقديم ترشيحه للمقعد الماروني في طرابلس، حيث يزاحمه هناك أيضاً مرشح من الحزب الشقيق. النائب الماروني وهناك في عاصمة الشمال لا أسهل من فوزه بأصوات اللائحة الأقوى عند أهل المدينة السنة. فضّل ابن الدكتور جورج سعادة المقعد المضمون في انتخابات غير مضمونة على المنافسة في دائرته الأصلية، على رغم أن ابن عمه تخلى عن مزاحمته.

يلفت في بعبدا ترشيح السيدة ترايسي شمعون، هل يتبناه الجنرال ميشال عون نكاية بخصومه إذا رشحوا أحد الذين خرجوا من تياره وعليه؟ ابتعدت ترايسي عن الشوف عرين آل شمعون. وهناك ترشح عمها دوري رئيس الأحرار وليس ابن عمها كميل المطلّ على السياسة والحزب. أما عميد الكتلة الوطنية كارلوس إده فلا ابن عم له ينافسه لكنه تقزز من الانتخابات على الطريقة اللبنانية بعدما رأى بعينيه وحواسه أشد مظاهرها فجاجة في كسروان – الفتوح. برافو عميد! لا يتفوّق عليه إلا نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري: لا أنا ولا ابني ولا أحد من عائلتي. “أوعا”!