ينطبق على اللبنانيين اننا «بلد النقاقين»، المثل الشعبي يقول: «بيعملوا من الحبة قبّة»، وليس من عمل واحد في هذه الدولة إلاّ يأخذ سنوات، هذا إذا أنجز… وعموماً لا ينجز، لأنه يضيع في متاهات النق والإتهامات والإتهامات المضادة.
على سبيل المثال لا الحصر: سنة كاملة ونحن نتحدّث بالنفايات وأضحى عندنا، بلا زغرة، علماء في الزبالة، وخبراء في الكنس، وعباقرة في الفرز، واختصاصيون في الجمع…
والمصيبة الكبرى اننا بعد سنة من الإعتراضات والاتهامات وتشويه الحقائق وشحن الزبالة الى الخارج، أو عدم شحنها… عدنا هكذا الى نقطة الصفر… أما الزبالة فلا تزال من دون حل.
المضحك المبكي: انّ أحداً لا يريد الزبالة عنده، هذا طبيعي… وهذا مفهوم… وهذا معلوم… ولكن: ماذا يفعلون في العالم أمام هذه المعضلة؟ أين يذهبون بنفاياتهم؟… وهل نحن وحدنا البلد الذي ينتج نفايات؟
في العواصم كلها هناك أماكن لمعالجة النفايات… ثم حيث يُطمر ما يجب طمره منها تقام فوقها أجمل الحدائق والاستراحات العامة.
تكراراً هل نحن غير شكل؟ هل نحن وحدنا ننتج نفايات؟ الجواب: طبعاً لسنا وحدنا في إنتاج الزبالة، ولكننا وحدنا، في هذا العالم، عاجزون عن إيجاد حل في معالجتها.
والآن يطرحون مسألة جديدة: البطاقة الممغنطة أو البطاقة البيومترية، وقد أخذت هذه المسألة أبعاداً كان يجب الا تأخذها ولكنها معهودة بالنسبة إلينا إذ اننا نخترع المشكلات حيث لا توجد!
إنّ مَن يربح الانتخابات يقول إنّها نزيهة ومن يخسر يقول إنّها مزوّرة… وهذه حكاية ابريق الزيت التي نعرفها منذ أن كان لدينا انتخابات نيابية، بل منذ أن كنا أوّل بلد في الشرق الأوسط يجري انتخابات نيابية منذ 149 سنة أي منذ القرن التاسع عشر وتحديداً منذ العام 1868…
وما بين الانتخابات التي نريدها ولا نريدها والبطاقة الانتخابية التي هي أيضاً نريدها ولا نريدها، وندّعي اننا نريد الامرين معاً وبسرعة، ولكن كيف نريد هذا وذاك من دون أن نتحمّل التكاليف؟ أو من دون أن نوجد النفقات؟
كيف يكون ذلك؟
ثم يتلاعب السياسيون بنا: هذا يريد الانتخابات، هذا يريد التهديد، هذا يريد وذاك يريد… والواقع أنّ احداً لا يقول الحقيقة… انها حفلة تكاذب على الشعب ليس لها حدود.
وأما الكهرباء فبتنا «مكهربين» لشدة ما حكينا في هذا الموضوع، ولكثرة ما عانينا منه، ولكثرة ما اكتوينا به… فمنذ أيام الوزير المرحوم جورج افرام ونحن نتكلم بالكهرباء، أي منذ نحو ربع قرن تقريباً.
إنّ حاجتنا الى الكهرباء هي 1500 ميغاواط، وما زلنا عاجزين عن تأمينها، بينما مصر تبلغ حاجتها الى الكهرباء 5000 ميغاواط، وقد استطاعت توفيرها في مشروع جرى تنفيذه خلال أشهر معدودة، ونحن لا نزال نجرجر… نق… نق… نق… وقمح يا حنة رح تاكلي.
عوني الكعكي