IMLebanon

لقاء السقف الواحد بين رأس الكنيسة ورأس الإعتدال

كتبت

يوم الإثنين 13 تشرين الأول لناظرهِ قريب، إنه يوم اللقاءِ المنتظرِ بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس الحكومةِ الأسبق سعد الحريري في روما، وهو يأتي غداة إتصالِ المعايدةِ بعيد الأضحى المبارك والذي أجراه الكاردينال الراعي بالرئيس الحريري الموجودِ حالياً في العاصمة الفرنسية، وخلال الإتصالِ تم التفاهمُ على يوم اللقاء، على أن تُترَكَ ساعتهُ للحظة الأخيرة، خصوصاً أن الكاردينال الراعي يشارك في أعمال سينودس الأساقفة في الفاتيكان حول موضوع العائلة برئاسة البابا فرنسيس ومشاركة بطاركة الشرق وكرادلةٍ وأساقفةٍ وكهنةٍ وراهباتٍ وعلمانيين من كل أنحاء العالم، وهذه المشاركةُ للكاردينال الراعي، وهذا الحضورُ أساسي، حيث يشارِك محاضِراً ومناقشاً ومقدِّماً مداخلات، وأحدث مشاركاته كانت يوم الأربعاء إذ قدَّم مداخلةً حول صعوبات العائلة الناتجة عن أنظمة الأحوال الشخصية في الشرق الأوسط وفي أفريقيا الشمالية.

المؤتمر يُعقَد على مدار النهارِ مع إستراحةٍ ظهراً أو مساءً، وعليه فإن لقاء الإثنين سيُعقَد في فترة الإستراحةِ للسينودس، إما ظهراً وإما السابعة مساءً، على أن يليه عشاء.

ما إنْ أُعلِنت، أو سُرِّبت تفاصيل الموعد حتى استنفرَ الإعلامُ على أنواعه، ولا سيما المرئي منه، لإعتقادٍ ساد بأن طبخةَ إنتخاباتِ رئاسة الجمهورية وُضِعَت على نارِ هذا اللقاء، وهذا الإعتقاد له ما يبرره، خصوصاً أن البطريرك الراعي والرئيس الحريري هما من أشدِ الحريصين على موقع رئاسة الجمهوريةِ وعلى أن تتم إنتخاباتها بعد طول فراغٍ وشغور. فالرئيس الحريري قال جهاراً أكثر من مرة ان هذا الموقع هو للمسيحيين، والكلمةُ الأولى فيه هي للمسيحيين، وحين يقول رجلٌ يملك أكبر كتلةٍ نيابيةٍ في مجلس النواب، وهي كتلة متنوعة من مختلف الطوائفِ والمذاهب، فهذا يعني أن كلمتهُ يجب أن تكون مسموعةً من الجميع ولدى الجميع، أليس هو القائل:

لا لبنان من دون المسيحيين؟

وانطلاقاً من هذا الحرصِ فإن للرئيس الحريري القولَ الحاسمَ والحازم بأن على المسيحيين وعلى الموارنة تحديداً، أن يتفقوا على مرشحٍ، وهو على أتم الإستعداد للسيرِ في مَن يسمونه.

بهذا الموقف يكون زعيم المستقبلِ قد قطع الطريقَ على كل مَن يحاولون زجَّه في تسمية هذا المرشح أو تزكية ذاك المرشحِ أو وضع فيتو على ثالث.

وهذا السقفُ الأخير هو السقف الذي يضعه الكاردينال الراعي لنفسه أيضاً، فلا هو يرضى تسمية أحدٍ، ولا هو يزكِّي أحداً ولا هو يضع فيتو على أحد.

تحت هذا السقف الموحَّد سيجري حوار الإثنين:

رئاسياتٌ ومواصفاتٌ، وأكثر من ذلك كله، لا إنتخاباتٍ نيابيةٍ قبل الإنتخاباتِ الرئاسية.

ولأن الحوار سيبلغ هذه المرحلة المتقدِّمة، فإن المرشحين المعلنين منهم والمُضمَرين، هُم في أعلى درجاتِ الجهوزيةِ لتلقُّف نتائجَ الإجتماعِ، لكن يبقى منهم مَن يتَّصفون بالواقعية والصدقية والعمل الجدي بعيداً من بهرجة الإعلام، ومن هؤلاء مَن لم يُرشِّح نفسه، بل رشَّحه عمله الدؤوب في كلِ المواقعِ التي تبوّأها، وجميع أنواع المهام والمناصبِ السياسيةِ والخارجيةِ وغيرها، كما تُرشحهُ سمعتهُ الطيبة لدى جميع الأطرافِ والمرجعياتِ السياسيةِ والدينية، خصوصاً انه كان صلةُ وصل في زمن انقطاع التواصل بين معظمِ القياداتِ والمرجعياتِ والسياسيين. هذا الدور الذي تولاه بصمتٍ وصبرٍ وهدوء، حاز إعجاب كلٌ مَن حاورهم وناقشهم، ورسَّخ سمعةً طيبةً في الداخل والعواصم المعنية بشأن الملف الرئاسي اللبناني خاصة الدور الفرنسي والفاتيكاني.

ومما لا شك فيه، فإن الحوارَ حين يبلغُ مرحلةَ التسمياتِ، فإن إسمَ هذا المرشَّح المضمر سيكونُ في الطليعة، ولكن قبل ذلك هناك الضوء الأخضر لإجراءِ الإنتخابات، وهو في نهايةِ النفقِ فيما الوضع الحالي لم يبلغ نهايةَ هذا النفق.