Site icon IMLebanon

إجتماع في الفاتيكان لحسم الخيارات اللبنانيّة 

 

الى ان يقضي الله امرا كان مفعولاً، بحسب ما يردد “ابو مصطفى” امام زواره وفي مجالسه، تبقى الساحة الداخلية في حال ترقب لعودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الاسبوع المقبل، علّه يحمل دواء الخماسي السحري الذي طال انتظاره، رغم صعوبة ذلك ان لم يكن استحالته، وفقا للمعطيات القائمة، في حين تتبلور في الداخل المواقف تباعا، وابرزها موقف البطريرك الماروني الذي خلط الاوراق مسيحيا، وطرح الكثير من علامات الاستفهام حوله، رغم ان التدقيق فيه لا يظهر تغييرا في موقف بكركي، التي سبق ان طرحت حلا مشابها على لودريان.

 

ووفقا للمطروح وفي حال كتب له النجاح، فان الخلطة السحرية التي يجري العمل عليها تقوم على معادلة رئيس غير مفروض وغير مرفوض، لا يوحي المشهد السياسي اللبناني المحكوم بالتناقضات والالتباسات بأي امكانية لتمريرها، فايجاد قاسم مشترك بين المشروعين المتنافسين لا يلتقيان الا “بإذن الله”، ان اذن.

 

مصادر مواكبة تكشف ان المباركة البطريركية انطلقت من نقطتين اساسييتين:

 

– الاولى: ان مبادرة عين التينة، وبعيدا عن الحسابات الضيقة التي يحكى عنها، والتحليلات عن انها تصفية حسابات فرنسية – ايرانية، هي بالاساس تتوافق مع الخطوط العريضة لمطالب بكركي، التي طالما عبّرت عنها بيانات مجلس المطارنة وعظات البطريرك الراعي وتصاريحه.

 

– الثانية: تتعلق بالاجتماع الذي تحضر له دوائر الفاتيكان مع اطراف من الخماسي الباريسي في روما، بينهم واشنطن، لبحث الملف اللبناني، عشية لقاء الموفد الفرنسي الى بيروت لودريان باطراف الخماسي، على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة، لوضعهم في تفاصيل لقاءاته ونتائج زيارته المنتظرة الى بيروت.

 

واكدت المصادر ان المعلومات التي رشحت من الصرح البطريركي تشير الى انه لم يكن في اجواء المبادرة التي اطلقت، كما ان اي تنسيق لم يجر مع البطريرك بشأنها، خلافا لكل التسريبات، معتبرة ان ما صدر عن عين التينة ضبابي ويحتاج الى الكثير من الايضاحات، دون ان يعني ذلك عدم التعامل بايجابية مع الخطوة من جهة، وامكانية تعديل بنودها من قبل مطلقيها لتصبح اكثر قبولا من جهة ثانية.

 

وحول امكانية الخلاف الذي قد ينشأ بين بكركي واطراف مسيحية معارضة، رأت المصادر ان الصرح لا يلزم احد بموقفه، وهو يقف على الحياد بين الاطراف السياسية المسيحية، ومواقفه نابعة من المصلحة الوطنية، مستدركة ان الانقسام المسيحي الحاد، وعدم رغبة تلك الاطراف بالجلوس في بكركي لمناقشة الاستراتيجية الواجب اعتمادها، تدفع بكركي الى التدخل وتجرها الى ذلك، علما ان البطريرك ملتزم باي اجماع مسيحي يمكن ان يتحقق.

 

واعتبرت المصادر بان الحديث عن ان موقف الصرح يقترب من موقف ميرنا الشالوحي وهو مؤيد له، فان في ذلك مجافاة للحقيقة، لان التيار الوطني الحر يخوض حوارا سياسيا مع حزب الله بكركي غير معنية فيه، كما ان البياضة لا تحمل وجهة نظر الكنيسة الى طاولة الحوار ولا تمثلها، وبالتالي فان موقف البطريرك يبقى معنويا.

 

وختمت المصادر بان القصور المسيحي الذي يتجلى عند كل محطة مفصلية، يجعل الكنيسة ملزمة بالتدخل، وبالتالي بالحصول على دعم الحاضرة الفاتيكانية بما تمثله من ثقل معنوي على الساحة الدولية، خصوصا في ظل تأثيرها الحالي في اكثر من ملف، من الحرب الاوكرانية الى الانتخابات الاميركية.