Site icon IMLebanon

علامة فارقة.. في الديموقراطية

لم تكن التظاهرة الديموقراطية التي شهدها تيار «المستقبل« على مدى يومين مجرد مؤتمر عام لتيار يطبق نظامه الداخلي ويتلو تقاريره الداخلية وينتخب أعضاء جدداً في مكتبه السياسي.. بل شكل هذا المؤتمر – شكلاً ومضموناً – علامة فارقة في الحياة الحزبية اللبنانية وحتى العربية .

قدم تيار «المستقبل« نفسه كحزب سياسي يرتكز على قاعدة شعبية عريضة عابرة للطوائف والمذاهب والمناطق، تياراً تتمثل فيه العائلة اللبنانية بكل مكوناتها كما المجتمع بكل شرائحه.

تياراً ملتزماً بقضيته «لبنان أولاً« الذي يرسيه نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري والمستمر أداء وممارسة ومواقف ومبادرات مع الرئيس سعد الحريري.

تياراً شاباً ينبض بالحيوية والتجدد ترفده خبرات كباره وطاقات شبابه وشاباته، تياراً ينصف المجتمع بأن يتوج المرأة «كُلاً» للمجتمع وليس نصفه.

تياراً منفتحاً على الرأي والرأي الآخر حتى في داخله يتخذ من ذلك منطلقاً لمراجعة الأخطاء وتصويب الأداء وللانطلاق الى المرحلة المقبلة بخطة ثابتة .

تياراً يعتز بلبنانيته وبثوابته الوطنية والعربية، ويرفض توريط لبنان في المحاور والصراعات الاقليمية والدولية.. تياراً جريئاً مبادراً بأفكار شجاعة سامية لقضية وهدف أسمى هو لبنان …

تياراً عصرياً مواكباً لكل حداثة مع تمسكه بالهوية والجذور والقيم اللبنانية الاصيلة.. قارئاً جيداً للمتغيرات بل طامحاً وعاملاً من أجل التغيير نحو الأفضل .

الا أن أهم ما يسجل لتيار «المستقبل« بالنسبة الى ما حمله مؤتمره العام الثاني هو أن مداخلات المندوبين والمشاركين من مختلف المناطق عبّرت عن ديموقراطية تفتقدها كثير من الاحزاب والتيارات في لبنان وعالمنا العربي، فقال كل رأيه بدون مجاراة أو مسايرة أو مواربة.. فعبّر عن شجون وهموم بلدة أو منطقة.. وعن هواجس من يمثل ..

لقد شعر كل من شارك في المؤتمر بالانتماء الى عائلة هي أكبر من حزب وطائفة ومنطقة.. بالانتماء الى لبنان الذي حلم به وعمل واستشهد من أجله رفيق الحريري.. لبنان الأمل والثقة والمبادرة والنهوض.. لبنان المستقبل مع سعد رفيق الحريري.

يبقى أن ما يوازي كل ذلك بالاهمية بالشكل هو حسن ورقي التنظيم والصورة الحضارية التي قدمها مؤتمر «المستقبل« للبنانيين وللعالم وأمام الوفود العربية والاجنبية باشراف أمينه العام أحمد الحريري الذي لم يهدأ ولم ينم طيلة يومي الانعقاد وقبلهما طيلة ايام التحضير لهذا العرس المستقبلي للديموقراطية.. بتوقيع 2800 مشارك.