مناسبتان كانتا الاهم في الاسبوع الماضي، الأولى اللقاء الذي شهده الفاتيكان لأنقاذ لبنان، وموقف البابا فرنسيس باسم الكنائس مجتمعة، وموقف البطريرك الكاردينال بشارة الراعي رأس الكنيسة المارونية، الصادم والمتقدم بقوله، جميع مسؤولي السلطة بمن فيهم رئيس الجمهورية، خالفوا الدستور، ومع ذلك حاولت رئاسة الجمهورية والتيار الوطني الحر، استيعاب نتائج اللقاء في محاولة لجعلها تصب في مصلحتهم .
المناسبة الثانية كانت في لقاء وزراء خارجية الولايات المتحدة الاميركية أنطوني بلينكن، ووزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، واتفاق الثلاثة على وجوب تشكيل حكومة اصلاح سريعا، واذا اهدروا هذه الفرصة، يجب تشكيل حكومة عسكرية أو الفوضى.
وللتذكير بأن التاريخ يعيد نفسه، احيانا كثيرة يفيد الرجوع الى سنة ١٩٨٨ عندما تعذر على الرئيس أمين الجميل تشكيل حكومة مدنية، كلف العميد ميشال عون تشكيل حكومة عسكريين لتأمين انتخاب رئيس جمهورية، لكن هذه المهمة لم تنفذ وجرى ما جرى من حروب وفوضى ودمار وقتلى وجرحى وانقسام داخلي.
في هذه المناسبة اريد أن اذكر بمقال كتبته بتاريخ ١٢ تشرين الثاني سنة ٢٠١٩ حمل عنوان
« آخر الدواء الكي …قائد الجيش رئيسا للحكومة»، قلتُ فيه «كنتُ دائما وما زلتُ ضد حكم العسكر، ولكن عندما تصل السكين الى عنق الوطن والشعب، على ما هو الوضع اليوم، لا بد من اللجوء الى اصعب الحلول والخيارات، وذلك يكون بتكليف قائد الجيش العماد جوزاف عون تشكيل حكومة انقاذ لمهلة محددة « .
عندما انتهيتُ من قراءة التقرير للصحافي مارتن شولوف مراسل جريدة «الغارديان» البريطانية، حمل عنوان «لبنان يواجه نهاية الزمان»، غضبتُ حتى الدمع من هذه السلطة المتحكمة بمصير الوطن والشعب .