Site icon IMLebanon

اجندة وطنية للمواجهة ام اجندة حزب الله؟

كما في مواجهة الخطر الاسرائيلي كذلك في مواجهة الخطر الارهابي: لا جدوى من تبسيط الامور كالعادة في لبنان لأن اللعبة معقدة. ولا بد، مهما يكن النقاش خارج المؤسسات اشارة الى مواقف ضرورية، من نقاش الامور داخل المؤسسات. والمستجد حاليا هو امران: تلويح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بفتح حدود لبنان امام مئات الآلاف من المجاهدين الذين يقاتلون الارهاب في سوريا لقتال العدو الاسرائيلي في لبنان. وما كشفته عملية الجيش في مخيمين للنازحين السوريين في جرود عرسال من خطط ارهابية تضيف الكثير من الهموم الامنية الى الاعباء الاقتصادية والاجتماعية للنازحين.

والسؤال الذي يحتاج الى جواب في مجلس الوزراء كمؤسسة، لا فقط من اعضاء في المجلس، هو: الى اي حد يستطيع لبنان ان يتحمل كلفة مواجهة التحديات حسب اجندة حزب الله التي هي جزء من اجندة محور اقليمي في صراع مع محور اقليمي آخر؟ وما الذي يمنع تركيز المواجهة حسب اجندة وطنية؟ الى اية درجة يمكن الرهان على اطمئنان حزب الله الى ان العدو المحكوم ب توازن الردع لم يعد يستطيع الاعتداء من دون ان يدفع ثمنا كبيرا جدا؟ وهل يمكن اعتبار دعوة المجاهدين من عناصر الحرب النفسية ام من التحضيرات لمرحلة جديدة في صراع المشاريع الاقليمية؟

لا شيء في لبنان ولا في أي بلد في العالم اسمه الأمن الممسوك مئة في المئة. فالعمليات الناجحة للجيش والأجهزة الأمنية ضد الإرهابيين والتي هي نتيجة تخطيط ويقظة وتنسيق في إطار المعلومات هي مثل ملاحقة البعوض لأن تجفيف المستنقع يتطلب قرارات سياسية كبيرة. فضلاً عن أن خطر الإرهاب مرشح للتعاظم مع سقوط دولة الخلافة الداعشية في العراق وسوريا ونزول الإرهابيين تحت الأرض هناك وفي لبنان والمنطقة وأوروبا.

ومع تكاثر عوامل القلق وارتفاع منسوبه في لبنان، ترتفع بالطبع الأصوات الداعية الى معالجة موضوع النازحين بالبحث عن وسائل عودتهم الى بلادهم. وكالعادة، فإن حلفاء دمشق يطالبون بالتنسيق معها لإعادة النازحين، وخصومها يرفضون ويطالبون بالبحث مع الأمم المتحدة. لكن الكل يعرف ان تنظيم عودة النازحين ليس ممكناً حالياً، لا بالتنسيق مع النظام، ولا بالرهان على الأمم المتحدة. فالعودة ليست الآن من الأولويات عند النظام، سواء كان هرب النازحين منه أو من خصومه. والمنظمة الدولية متمسكة ب العودة الطوعية. ولا عودة بالمعنى المنظّم من دون حلّ سياسي ينهي الحرب والأزمة التي قادت إليها.

وسياسة النأي بالنفس صعبة، لكن الخروج منها أصعب.