يوم غد السبت هو الموعد الجديد الذي حدده الأمن العام لتنفيذ عملية نقل نازحين سوريين من شبعا إلى مسقط رأسهم في بلدة بيت جن السورية ومحيطها في السفح الشرقي لجبل الشيخ. «لأسباب لوجستية وأمنية»، وفق مصدر أمني، تأجّل الموعد الأوّلي الذي تحدد يوم السبت الماضي لإعادة حوالى ألف سوري كانوا قد نزحوا من بلدة بيت جن ومحيطها في السفح الشرقي لجبل الشيخ على المقلب الآخر لبلدة شبعا.
النازحون الذين يستعدون للعودة، بينهم أطفال ونساء، هم جزء من كتلة سورية بالآلاف نزحت إلى شبعا عبر المعابر غير الشرعية في جبل الشيخ، إما سيراً على الأقدام أو على ظهور البغال، هرباً من نيران المعارك التي دارت بين جبهة النصرة وحلفائها من جهة والجيش السوري من جهة أخرى.
عباس إبراهيم: الأمن العام هو الجهاز الوحيد الذي ينسّق مع السوريين
هذه العودة الطوعية جاءت ثمرة تنسيق بين الأمن العام اللبناني والدولة السورية، وهي تأتي استكمالاً لجهد بذله الجانبان اللبناني والسوري، بدأ بعد نقل المسلحين السوريين وعائلاتهم من عرسال وجرودها إلى إدلب. حينها، أبدى عدد من نازحي شبعا رغبتهم في العودة إلى ديارهم بعد تحريرها من المجموعات الإرهابية. تدريجاً، راح رقم المسجلين يتزايد، وهو مرشح للارتفاع في اليومين المقبلين، «إذ إن الحماسة للعودة تنتقل من عائلة سورية إلى عائلة أخرى»، وفق المصدر الأمني اللبناني.
ومنذ يوم الأربعاء الفائت، يعكف فريق من المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة على إحصاء الراغبين في العودة وملء استمارات تتضمن بياناتهم وعناوينهم في لبنان وسوريا. وعلم أن أحد أسباب التأجيل يعود إلى عدم اكتمال تنسيق العودة الآمنة بين المفوضية والدولة السورية.
وقال المصدر الأمني إن الدافع الرئيسي لمعظم العائدين المفترضين هو تسوية أوضاعهم، إذ إن معظمهم دخل لبنان خلسة عن طريق التهريب، وهم يقيمون بطريقة غير شرعية.
موكب النازحين السوريين العائدين إلى ديارهم لن يسلك الطريق المختصرة مباشرة من شبعا الى بيت جن عبر جبل الشيخ، بل إن الحافلات سوف تسلك طريق شبعا ـــ البقاع الغربي باتجاه بوابة المصنع ثم نحو الأراضي السورية، لتلتف جنوباً باتجاه بلدة بيت جن. وكان المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم قد أعلن أن الأمن العام هو الجهاز الوحيد الذي ينسّق مع السوريين، وسيعود في اليومين المقبلين ألف سوري الى بلدهم.
يذكر أن الأمن العام استحدث نقطة له في شبعا من أجل الحد من ظاهرة الدخول بصورة غير شرعية إلى لبنان، وتشجيع من دخلوا خلسة في بداية الأزمة السورية على تسوية أوضاعهم.