IMLebanon

مهلة جديدة لاعلان التأييد «تطيّر» تصعيد 16 تشرين؟!

يقف لبنان السياسي على عتبة اسبوع تملأه التوقعات والانتظارات. فالمشهد السياسي لم يفرز أي جديد يوحي بالاقتراب من مربع الانتخابات الرئاسية، على رغم الحراك الذي «ملأ الدنيا وشغل الناس» طوال الاسبوعين الماضيين بين الداخل والخارج. رئيس الجمهورية لم يُعثر عليه بعد، وإن يكن سجلت في الوقت الضائع حركة ناشطة للرئيس سعد الحريري على أكثر من خط، ساهمت نسبيا في كسر جليد الانتظار الثقيل، من دون تذويبه.

فالاسبوع الذي انتهى لبنانيا على سلة تعيينات في مجلس الوزراء, سجل مواقف متضاربة بامتياز ،ومواقف صدامية تنذر بالعواصف، في رحلة التجارب المرة واختبارات النوايا وكشف الخبايا، من موسكو التي عاد منها الحريري بموقف بارد، والتي وصلها نائب عوني لاستطلاع ما حصل ومحاولة اصلاح ما يمكن الى بنشعي التي زارها السفير الروسي الكسندر في توقيت لافت ويلتقي سليمان فرنجية ، فيما السفيرة الأميركية التي لا تبعد سفارتها عن «بيت الوسط» أكثر من ربع ساعة، لم تطلب موعدا حتى الساعة في اشارة واضحة ورسالة ذات دلالة إلى موقف أميركي يحمل الكثير من المعاني، وهو ربما ما دفع امين عام المستقبل إلى اعلان موقف هو الأول من نوعه تجاه الأميركيين، يحمل فيه طهران وواشنطن مسؤولية المؤامرة على المنطقة لتقسيمها.

وعلى وقع النفي المزدوج للطرفين عن وجود اي ورقة لبنود اتفاق مكتوب بينهما، علم أن التواصل بين نادر الحريري والوزير جبران باسيل يتم بشكل يومي ولم ينقطع، حيث سجل في جديد بورصة المواعيد المضروبة ما سربته مصادر مقربة من بين الوسط عن موعد العشرين من الشهر حدا اقصى لاعلان التبني. فهل هي لعبة الوقت ذاتها لتمرير استحقاق السادس عشر من الحالي، كما مررت استحقاقات الشهر الماضي على امل كلمة لم تسمع حتى الساعة في الرابية.

وليس بعيدا عن سجال التسريب بين ورقة تفاهم من هنا وبنود تسوية من هناك بين الرابية وبيت الوسط، خرجت مصادر في الثامن من آذار تقول بان ما يحكى عن تفاهمات أو إتفاقات تمّت بين الحريري وعون لا تلزم الأطراف الأخرى، لا بل إنها إذا صحّت ستعرقل مساعي تسريع الإنتخابات الرئاسية، بإعتبار أن أي تفاهمات بشأن الرئاسة أو غيرها لا يمكن إلاّ أن تكون شاملة وجامعة وتحظى بغطاء القوى السياسية، وتحديداً في ما يتصل بشكل الحكومة الجديدة وقانون الإنتخابات الذي يجري العمل على إنجازه، متعجبة من الرفض العوني لسلة بري بوصفها تفرض شروطا على الرئيس فيما اتفاق ثنائي مع بيت الوسط مرحب به، كاشفة ان الثامن من آذار لن تقبل من عون ما رفضته من فرنجية يوم تعهد للحريري في باريس بمجموعة نقاط، علما انها كانت اقل بكثير مما قدمه العماد اليوم وفق ما سرب.

وفي هذا الاطار تكشف اوساط سياسية مطلعة ان الحديث عن ضمانات نالها الرئيس الحريري للعودة الى رئاسة الحكومة يمكن الا تتجاوز المهلة الفاصلة بين التكليف وإجراء الإنتخابات النيابية المقبلة بعد وضع قانون الإنتخاب الجديد الذي على أساسه سيتشكل مجلس نيابي جديد غير مضمون النتائج بالأكثرية التي تبقيه في السراي، فضلا عن ان الحديث عن ضمانات وتفاهمات مسبقة ليس في محله ما لم يكن هناك من يضمن ديمومتها. فالحراك الإقليمي قد يعطل الكثير منها ويقلبها رأسا على عقب في اي وقت. فتوازن القوى الطائفية والسياسية مختل ولا سبيل لتقويمه ما لم يلتزم الجميع بعملية ديمقراطية سياسية ولتنتج الأكثرية ما يمكن إنتاجه، لكن شرط الا تكون أكثرية مضغوطة ومركبة مبنية على تحالفات ظرفية غير طبيعية وآنية.

اذا الصورة ليست وردية إزاء خيار الجنرال. فموسكو وفق ما تقول المعلومات غير متحمسة للرئيس الطرف. السعودية من جهتها، لا تحبذ رئيسا يدور في الفلك الايراني ولو أنها تترك الكلمة النهائية في هذا الشأن للبنانيين، في حين لا تزال ايران ترفض الافراج عن الاستحقاق الرئاسي لابقائه ورقة تفاوضية في يدها.

في الانتظار المفتوح أيضا، تضج البلاد بالأسئلة: ماذا عن آراء العواصم الاقليمية والدولية؟، هل هي مشغولة عن استحقاق لبنان المؤجل من حين إلى حين؟، وهل يتحمل لبنان مزيدا من التأجيل لحين اتضاح أفق الحروب أو التسويات؟

البلد في مرحلة الانتظار. اللبنانيون يترقبون الجلسة المقبلة لانتخابات رئاسة الجمهورية، والكتل النيابية تنتظر موقف الرئيس سعد الحريري: هل يعلن تبني ترشيح العماد ميشال عون؟ فقبل تحديد جواب تيار «المستقبل»، لا يوجد أطر واضحة لمسار الجلسة، ولا لسيناريوهات انتخاب الرئيس العتيد. ومن هنا حتى هذا الموعد، ترصد حملات اعلامية تسويقية للجنرال، لكنها هجومية بإتجاه «حزب الله»، في مقابل انتشار تسجيل للجنرال على مواقع التواصل الاجتماعي ،وعبر الواتساب ، يدعو فيه التيار ومناصريه الى ملاقاته في «بيت الشعب» يوم الاحد 16 تشرين الاول، وفي خلفية النداء صوت جوليا تغني «نحنا الثورة والغضب»، في ذكرى اريد لها ان تكون «هذه السنة يوم احتفال بتطبيق الميثاق او يوم نضال لتحقيقه، وبكل الاحوال ستكون يوم الوفاء للشهداء، على طريق بيتكن بيت الشعب في بعبدا».

طريق اللاعودة نحو الرئاسة الموعودة منذ اكثر من عشرين عاما . فجرعة المخدر التي تم ضخها في عروق التيار وكفلت عدم تصعيده في الشارع بعدما «هدد بالويل والثبور وعظائم الامور» ربما تتكرر قبيل الجلسة الرئاسية المقبلة لكن بمكونات مختلفة قد تكون توافرت حتى ذلك الحين. ليستمر موسم تقطيع الوقت الى حين اتضاح صورة الرئاسة على حقيقتها.