IMLebanon

صيغة متجدِّدة لمشروع رفيق الحريري تلاقي المتغيِّرات وتستجيب لمطالب الأجيال الطالعة

صيغة متجدِّدة لمشروع رفيق الحريري تلاقي المتغيِّرات وتستجيب لمطالب الأجيال الطالعة

تشكيلة مرشحي «المستقبل» مختلفة عن غيرها بعناصرها الشبابية والنسائية ومكوناتها من كل الطوائف والمذاهب

 

تفرق تشكيلة مرشحي تيار «المستقبل» عن غيرها انها تشمل مرشحين من كافة الطوائف والمذاهب من كل لبنان

لوحظ أن تشكيلة مرشحي تيّار «المستقبل» التي أعلن عنها رئيس الحكومة سعد الحريري لخوض الانتخابات النيابية المقبلة فيها، تضم في تركيبتها مواصفات ومكونات تختلف عن سائر تشكيلات مرشحي الأطراف والأحزاب الأساسيين وتطل على الناخبين في أكثرية الدوائر بنموذج جديد من المرشحين لم تشهده الساحة الانتخابية من قبل، ما يؤشر إلى توجه متقدّم للخروج من نماذج ومرشحي التشكيلات التقليدية المعتادة، والاستجابة إلى مطالب الأجيال الطالعة في التغيير وتجديد الحياة السياسية وتطعيمها بمرشحين وعناصر تماشي تطلعاتهم ونظرتهم المستقبلية للنهوض بالبلد نحو الأفضل.

أولى مواصفات التشكيلة الجديدة للمرشحين على لوائح «المستقبل؛ دخول مرشحين من الشباب بأعداد لا بأس بها من شأنها ان تعطي دفعاً شبابياً ودينامية فاعلة في خوض الانتخابات أولا ومن ثم تغذية الكتلة النيابية الناجمة عن هذه الانتخابات بحماس وخبرات مهنية وحياتية متجدّدة تلاقي طموحات الأجيال الصاعدة وتتفاعل مع متغيرات الحياة المتسارعة، إن كان في اقتحام التكنولوجيا الشامل لكافة القطاعات ومفاصل حياة النّاس من دون حواجز أو توقف والتأقلم معها أو الاستعداد الدائم للتعامل مع تزايد متطلبات المعيشة التي تزداد يوما بعد يوم والتكيف مع أساليب المتغيّرات الاقتصادية والاجتماعية أو مواجهة تداعياتها السلبية.

وثاني هذه المواصفات زيادة العنصر النسائي في تشكيلة المرشحين أكثر مما كان معتمدا في السابق بشكل ملحوظ، الأمر الذي يؤشر إلى الاستجابة لمطالب المرأة للانخراط في خوض غمار الانتخابات والمشاركة بشكل أوسع في الحياة البرلمانية، بالرغم من ان اعداد النساء المرشحات ما تزال محدودة ولكنها تزداد في كل دورة انتخابية عمّا كانت عليه من قبل، وهذا يعتبر مؤشرا ايجابيا.

ولا شك ان إعطاء الفرصة للعنصر النسائي للانضواء ضمن تشكيلة مرشحي تيّار «المستقبل»، يفسح في المجال امام المرشحات الجدد لإثبات كفاءتهن في خوض غمار العمل السياسي والتشريعي وإعطاء نموذج إيجابي لتشجيع باقي الأطراف لضم اعداد إضافية من المرشحات إلى صفوفهم حاليا وفي المرحلة المقبلة لتكريس مشاركة أوسع وأفعل للمرأة عموماً في الحياة السياسية.

وثالث هذه المواصفات التي تفرق تشكيلة مرشحي تيار «المستقبل» عن غيرهم هي شمولها على مرشحين من كافة الطوائف والمذاهب من كل لبنان خلافاً للعديد أو حتى أكثرية مرشحي الأحزاب والأطراف السياسيين، وهذه الصفة ليست بجديدة على مرشحي المستقبل بعدما كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري قد كرس هذا النموذج الوطني المتعدد في اختيار مرشحيه للانتخابات النيابية والبلدية سابقاً بالرغم من كل الضغوط والتحديات التي كان يتعرّض لها من قبل نظام الهيمنة السوري وملحقاته للتخلي عن هذا النهج والاكتفاء بترشيح تشكيلة أو لائحة من لون مذهبي أو طائفي محدد يماشي خططهم وأهدافهم في بث التفرقة والتنابذ بين كل اللبنانيين.

ولعل شمول تشكيلة مرشحي «المستقبل» لشخصيات من كافة الطوائف والمذاهب يأتي أيضاً لتأكيد توجهات زعيم التيار بعدم الاستجابة لمطالبات بعض الزعامات السياسية لحصر مرشحي التيار بالشخصيات السنية والتقوقع في إطار طائفي أو مذهبي ضيق ومحصور، وإنما لتكريس نهج ونموذج متجدد لشمول مرشحي التيار لشخصيات من طوائف ومذاهب متعددة باعتباره تياراً يُجسّد صيغة العيش المشترك بين كل اللبنانيين وليس محصوراً بلون طائفي أو مذهبي محدد.

والصفة الأخيرة في لائحة المرشحين، خلوّها من أي مرشحين من الخصوم التقليديين للتيار، إن كانوا من اتباع النظام السوري أو الدائرين في فلكه وفلك النظام الايراني أيضاً.

وفي الحصيلة فإن تشكيلة المرشحين بشبابها ونسائها ومخضرميها وتلاوينهم الطائفية والمذهبية على اختلافها وعناوين المشروع الذي طرحه زعيم التيار لخوض الانتخابات النيابية على أساسه طالباً أصوات الناخبين وثقتهم، إنما يُشكّل صيغة متجدّدة لمشروع الرئيس رفيق الحريري، بحلة متقدمة، يراعي فيها المتغيّرات التي طرأت على الواقع السياسي اللبناني ويلاقي التحديات والصعوبات الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية ويطرح المعالجات والحلول المطلوبة لها وبعضها يتشابه ببعض اوجه بما كان يطرح سابقاً.