Site icon IMLebanon

إندفاعة فرنسية جديدة تجاه لبنان خوفاً من أن يفوته قطار المساعدات

إندفاعة فرنسية جديدة تجاه لبنان خوفاً من أن يفوته قطار المساعدات

الأفق مُقفل أمام التأليف وكلام نصر الله السبت يُبيِّن الخيط الأبيض من الأسود

 

العام الحالي قد يُطوى ولبنان من دون حكومة مكتملة الأوصاف

 

لا يملك أي من السياسيين جواباً واضحاً وحاسماً حول مصير الحكومة العتيدة، وبدأ البعض ممن يعملون على خط التأليف بوضع هذا الموضوع في خانة علم الغيب، بعدما تعذر عليهم حل اللغز الذي حال منذ أكثر من خمسة أشهر دون ولادة الحكومة.

وإذا كان هؤلاء ينتظرون عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من العاصمة الفرنسية لاطلاق مروحة جديدة من الاتصالات والمشاورات المتعلقة بالتأليف، فإنهم لا يرون بأن طريق الحريري ستكون مزروعة بالورد والياسمين لا بل إنها ستكون وعرة وشاقة كون ان العقدة المتبقية لتأمين ولادة الحكومة والمتعلقة بتمثيل النواب السُنّة من 8 آذار لا يملك الحريري حلها، لا بل إنه لا يستطيع هضمها، وقد عبّر عن ذلك بتأكيده أن دخول هذا الفريق إلى الحكومة يعني بالنسبة له الانتحار، وهو أمر لن يُقدم عليه ولو كلفه ذلك الاعتكاف أو الاعتذار.

وفي تقدير هؤلاء المطلعين على مسار المفاوضات والاتصالات الجارية بشأن التأليف ان الأفق الداخلي مقفل بالكامل امام الحلول، وان بصيص الأمل المتبقي يكمن في الحراك الفرنسي الذي عاد إلى الساحة اللبنانية من خلال جولة موفد الرئيس الفرنسي اوريليان لو شافالييه في اليومين الماضيين على المسؤولين اللبنانيين حيث حمل إليهم رسالة فرنسية واضحة بوجوب العمل سريعاً على تأليف الحكومة لأن قطار المساعدات الدولية لا يستطيع ان يقف عند محطة التزامات الدول المانحة طويلاً. ولم تستبعد مصادر مطلعة ان يستكمل الاهتمام الفرنسي غير المستجد بالوضع اللبناني وتحديداً في ما خص تأليف الحكومة، من خلال إيفاد الرئيس ماكرون المزيد من الموفدين إلى لبنان، أو من خلال اتصالات ولقاءات يجريها مع مسؤولين لبنانيين علّه ينجح في فتح كوّة في جدار أزمة التألف.

وتعتبر المصادر المطلعة ان العام الحالي قد يطوى والبلد من دون حكومة مكتملة الاوصاف، كون ان العقدة التي تمسك بخناق الحكومة العتيدة عصيّة على الحل في ظل المناخات الموجودة، سيما وان «حزب الله» الذي يتبنى بالكامل مسألة تمثيل نواب السُنّة المستقلين ليس في وارد التراجع، وهو خاض أكثر من تجربة مماثلة إن بالنسبة لإيصال الرئيس ميشال عون إلى قصر بعبدا، او إيصال الوزير جبران باسيل إلى وزارة الطاقة في العام 2010، وهذا الأمر بالتأكيد سيلقي عليه الضوء الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله الذي سيتحدث يوم السبت المقبل في «يوم الشهيد»، ومن خلال الكلام الذي سيقوله نصر الله سيتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في ما خص مصير التأليف، وان كانت كل المعطيات تفيد بأن السيّد نصر الله ليس في وارد التراجع عن الوعد الذي قطعه للنواب السُنّة المستقلين بالتمثل في الحكومة، وان مثل هذا الموقف من شأنه ان يزيد الأمور تعقيداً، خصوصا وان الطرفين المعنيين بالتأليف، رئيسي الجمهورية والحكومة، أعلنا بشكل واضح رفضهما لهذا التمثيل وان كان هذا الرفض ليس للاعتبارات ذاتها عند الفريقين.

وعندما تسأل المصادر عمّا إذا كانت هناك من اتصالات خلف الكواليس أم ان التواصل مقطوع في ما خص التأليف فإنها تؤكد بأن كل الأطراف مرابضة على مواقفها من العقدة المتبقية امام التأليف وان لا وجود لأية مؤشرات تدّل على إمكانية ان يتراجع أي فريق أو يتنازل للفريق الآخر، وان خطوط التواصل مقطوعة بالكامل على مستوى التأليف وهذا الواقع ربما يطول لأسبوع أو أسبوعين في حال مدد الرئيس المكلف زيارته إلى باريس وهو أمر مرجح  في حال لم تبرز أي معطيات إيجابية تجعله يعدل عن قراره ويعود إلى بيروت، وهذه المناخات ما لم تتبدد في غضون هذا الأسبوع فهذا يعني ان أمد التأليف سيطول وربما يبقى إلى العام المقبل.

وتهزأ المصادر من الذين يربطون عملية التأليف بما يجري في الولايات المتحدة، إن على مستوى القرارات التي يتخذها الرئيس ترامب أو على مستوى الانتخابات النصفية التي تجري في هذا البلد، مؤكدا ان لا رابط بين هذين الموضوعين، وإنّ تأخر التأليف يعود إلى الثقة المفقودة بين القوى السياسية وخوف كل فريق من ان يمسك الفريق الآخر بالثلث المعطل، مستغربة لجوء بعض أهل السياسة إلى ربط أي خلاف سياسي داخلي حول أي استحقاق بأوضاع إقليمية أو دولية وهذا يحصل في غالبية الأحيان بفعل عجز هؤلاء عن إيجاد الحلول للأزمات التي تكون قائمة.

وتختم المصادر بالاعراب عن مخاوفها من ان تتفاعل عقدة «السُنّة المستقلين» في ظل غياب أي مؤشر يعطي الأمل بحلها في المدى المنظور.