IMLebanon

استراتيجيّة إسرائيليّة جديدة تجاه لبنان ؟

 

 

في الداخل حركة دبلوماسية وسياسية كثيفة، يرافقها حراك دولي، غير معروف الاهداف والطبيعة والنتيجة، غالبه “تحت الطاولة”، يرسم بنظر الكثيرين صورة قاتمة عما ينتظر المنطقة من سيناريوهات، باتت خيوط ازماتها معقدة ومتشابكة فيما بينها بشكل كبير، قد يصعب معها فكفكتها او التخفيف من وطأتها.

 

وفي الانتظار، بقيت الحركة الداخلية في لبنان دون بركة، في حين نشط الحراك الديبلوماسي في شكل لافت، اذ بعد مغادرة وفد الكونغرس الاميركي الذي ركز محادثاته مع المسؤولين على الوضع الجنوبي، وفي شكل خاص كيفية مساعدة الجيش ومسار صرف المساعدات الأميركية الممنوحة له، وفيما عدل السفير ديفيد هيل عن زيارة لبنان، التي كانت مقررة عشية العاشر من آذار، الموعد المضروب كمهلة لانطلاق العمليات الموسعة ضد لبنان.

 

في المقلب الآخر من المشهد، وعشية التحرك المتصاعد والغير محكوم باي “محرمات” للعسكريين المتقاعدين بدعم من الموظفين في القطاع العام، بعدما فشلت كل المحاولات مع الدولة اللبنانية، خاب ظن رفاقهم في الخدمة الفعلية، بعدما اعلن عن تأجيل عقد مؤتمر دعم للجيش في باريس، في حضور الرئيس الفرنسي وامير قطر، فضلا عن قادة خمسة جيوش، من بينهم العماد جوزاف عون، اعتبرت مصادر في الثامن من آذار ان هدفه تأمين التغطية اللازمة للمشروع الغربي، الذي يشكل جزءا اساسيا لخطة الحل والتسوية المطروحة جنوبا، وبالتالي تأمين الدعم المالي لها، معتبرة ان التأجيل جاء بناء لطلب لبناني اولا لان قائد الجيش لا يمكنه السفر راهنا، قبل حسم مسألة رئيس الاركان نهائيا، وثانيا لان لا اتفاق سياسي او قرار راهنا حول التسوية الحدودية.

 

ارتباطا بذلك وبتواطؤ غربي واضح، و”قبة باط” اميركية، تستمر “اسرائيل” في معركتها، معتمدة استراتيجيتها الجديدة في لبنان، القائمة على ثلاثية لخرق قواعد الاشتباك: اولها استهداف المدنيين، ثانيها تخطي الحدود الجغرافية لمنطقة العمليات العسكرية، وصولا الى اطراف بيروت وما بعدها لاحقا، بحجة ضرب قيادات لحماس، وثالثها تكثيف عمل سلاح الجو “الاسرائيلي” فوق الاراضي اللبنانية مع سحب الوحدات المدفعية، وسلاح المدرعات الى الخطوط الخلفية، في موازاة ادخال المقاتلات الى جانب الطائرات المسيرة.

 

من جهته، وفي اطار ضبط النفس الذي يعتمده حزب الله، تحت عنوان الصبر الاستراتيجي، لتفويت الفرصة على واشنطن و”تل ابيب” لجره الى مواجهة غير معروفة النتائج والتداعيات، تصعد المقاومة من عمليات الاستطلاع التي تقوم بها، عبر تسلل وحدات من الرضوان الى ما وراء الحدود، وعلى جمع المعلومات من خلال الطائرات المسيرة، بعدما تغير بنك الاهداف نتيجة تكتيك جيش العدو الاسرائيلي، باعادة تموضع قواته ونشرها خارج نطاق العشرة كيلومترات، التي اعتبرت مسرحا شرعيا للعمليات.

 

وفي هذا الاطار، كشفت الاوساط ان لبنان تبلغ عبر احد المسؤولين الامنيين والاستخباراتيين الذي زار بيروت منذ ايام رسالة “اسرائيلية” تحذيرية، رافقتها تحركات ميدانية، عبر طلعات سلاح الجو “الاسرائيلي” فوق بعض المناطق الحساسة البعيدة عن مسرح العمليات، سواء في طرابلس او غيرها، ما استتبتعه تغييرات سريعة في بعض الاجراءات الامنية المتخذة، خصوصا ان التقييمات الامنية لبنانيا تتخوف من عامل اساسي، يتمثل في تحرك المستوطنين في مناطق شمال “اسرائيل”، وضغطهم باتجاه تنفيذ عمل عسكري على الحدود مع لبنان، وآخر ما سجل في هذا الاطار انتشار لافتات تمنع الدخول اليها، ما فسر على انه تحضيرا لشيء ما، او خوفا من تسلل من الجانب اللبناني.

 

استراتيجيّة إسرائيليّة جديدة تجاه لبنان ؟ – ميشال نصر

 

في الداخل حركة دبلوماسية وسياسية كثيفة، يرافقها حراك دولي، غير معروف الاهداف والطبيعة والنتيجة، غالبه “تحت الطاولة”، يرسم بنظر الكثيرين صورة قاتمة عما ينتظر المنطقة من سيناريوهات، باتت خيوط ازماتها معقدة ومتشابكة فيما بينها بشكل كبير، قد يصعب معها فكفكتها او التخفيف من وطأتها.

 

وفي الانتظار، بقيت الحركة الداخلية في لبنان دون بركة، في حين نشط الحراك الديبلوماسي في شكل لافت، اذ بعد مغادرة وفد الكونغرس الاميركي الذي ركز محادثاته مع المسؤولين على الوضع الجنوبي، وفي شكل خاص كيفية مساعدة الجيش ومسار صرف المساعدات الأميركية الممنوحة له، وفيما عدل السفير ديفيد هيل عن زيارة لبنان، التي كانت مقررة عشية العاشر من آذار، الموعد المضروب كمهلة لانطلاق العمليات الموسعة ضد لبنان.

 

في المقلب الآخر من المشهد، وعشية التحرك المتصاعد والغير محكوم باي “محرمات” للعسكريين المتقاعدين بدعم من الموظفين في القطاع العام، بعدما فشلت كل المحاولات مع الدولة اللبنانية، خاب ظن رفاقهم في الخدمة الفعلية، بعدما اعلن عن تأجيل عقد مؤتمر دعم للجيش في باريس، في حضور الرئيس الفرنسي وامير قطر، فضلا عن قادة خمسة جيوش، من بينهم العماد جوزاف عون، اعتبرت مصادر في الثامن من آذار ان هدفه تأمين التغطية اللازمة للمشروع الغربي، الذي يشكل جزءا اساسيا لخطة الحل والتسوية المطروحة جنوبا، وبالتالي تأمين الدعم المالي لها، معتبرة ان التأجيل جاء بناء لطلب لبناني اولا لان قائد الجيش لا يمكنه السفر راهنا، قبل حسم مسألة رئيس الاركان نهائيا، وثانيا لان لا اتفاق سياسي او قرار راهنا حول التسوية الحدودية.

 

ارتباطا بذلك وبتواطؤ غربي واضح، و”قبة باط” اميركية، تستمر “اسرائيل” في معركتها، معتمدة استراتيجيتها الجديدة في لبنان، القائمة على ثلاثية لخرق قواعد الاشتباك: اولها استهداف المدنيين، ثانيها تخطي الحدود الجغرافية لمنطقة العمليات العسكرية، وصولا الى اطراف بيروت وما بعدها لاحقا، بحجة ضرب قيادات لحماس، وثالثها تكثيف عمل سلاح الجو “الاسرائيلي” فوق الاراضي اللبنانية مع سحب الوحدات المدفعية، وسلاح المدرعات الى الخطوط الخلفية، في موازاة ادخال المقاتلات الى جانب الطائرات المسيرة.

 

من جهته، وفي اطار ضبط النفس الذي يعتمده حزب الله، تحت عنوان الصبر الاستراتيجي، لتفويت الفرصة على واشنطن و”تل ابيب” لجره الى مواجهة غير معروفة النتائج والتداعيات، تصعد المقاومة من عمليات الاستطلاع التي تقوم بها، عبر تسلل وحدات من الرضوان الى ما وراء الحدود، وعلى جمع المعلومات من خلال الطائرات المسيرة، بعدما تغير بنك الاهداف نتيجة تكتيك جيش العدو الاسرائيلي، باعادة تموضع قواته ونشرها خارج نطاق العشرة كيلومترات، التي اعتبرت مسرحا شرعيا للعمليات.

 

وفي هذا الاطار، كشفت الاوساط ان لبنان تبلغ عبر احد المسؤولين الامنيين والاستخباراتيين الذي زار بيروت منذ ايام رسالة “اسرائيلية” تحذيرية، رافقتها تحركات ميدانية، عبر طلعات سلاح الجو “الاسرائيلي” فوق بعض المناطق الحساسة البعيدة عن مسرح العمليات، سواء في طرابلس او غيرها، ما استتبتعه تغييرات سريعة في بعض الاجراءات الامنية المتخذة، خصوصا ان التقييمات الامنية لبنانيا تتخوف من عامل اساسي، يتمثل في تحرك المستوطنين في مناطق شمال “اسرائيل”، وضغطهم باتجاه تنفيذ عمل عسكري على الحدود مع لبنان، وآخر ما سجل في هذا الاطار انتشار لافتات تمنع الدخول اليها، ما فسر على انه تحضيرا لشيء ما، او خوفا من تسلل من الجانب اللبناني.