IMLebanon

صفحة جديدة بين «التكتل» وفرنجية؟

الجولة العونية مستمرة. وأخبارها تتسلل بين الضجيج الذي أحدثه اقتراب تشكيل الحكومة. فـ «تكتل التغيير» ما يزال سائراً في عملية الفصل بين الحكومة ومساعيه لتحريك النقاش في قانون الانتخاب. تنقّله بين الكتل النيابية، أوصله أمس إلى بنشعي. هناك لا يمكن أن يظل قانون الانتخاب طبقاً وحيداً على مائدة المجتمعين. هو اللقاء الأول بين العونيين والحليف الذي افترق عنهم رئاسياً، مع ما تلى ذلك من شوائب «وإهانات» اعترضت العلاقة بين الحليفين، اللذين جمعهما «تكتل التغيير والإصلاح» على مدى 7 سنوات.

وصل النواب ألان عون وزياد أسود ووليد خوري إلى مؤسسة «المردة» باكراً، حيث كان في استقبالهم فرنجية والوزير السابق يوسف سعادة وطوني فرنجية. لم يتأخر النقاش في قانون الانتخاب، حيث يتفاهم الطرفان «على قانون النسبية الكاملة للانتخابات النيابية المقبلة»، كما قال عون بعد اللقاء، انطلاقاً من أنه «القانون الأمثل الذي قد يمثّل كل الفئات السياسية والطائفية والتعددية اللبنانية، سواء في شمال لبنان أو في زغرتا أو في بقية المناطق اللبنانية».

وقد ميز عون بين العلاقة السياسية بين الطرفين حيث «من الطبيعي ان تكون المردة الى جانب العهد»، وبين المسار الرئاسي الأخير الذي «ترك تداعيات سلبية على مستوى العلاقة».

وأضاف: «من غير المستحيل ألا تعالج هذه الشوائب في العلاقة، ما دام لا اختلاف في جوهر السياسة، وما دام هناك سبيل إلى إصلاحها نرى أن هناك إمكانا لتطوير العلاقة على المستوى السياسي والثنائي بشكل أفضل، وإخراجها من كل الشوائب». وقال إن «صفحة الرئاسة طويت، ونحن أمام استحقاق حكومي ونيابي، وعلينا التطلع جميعا نحو المستقبل القريب والبعيد الذي نرى فيه إمكانات للتعاون والتفاهم الذي لا يستثني أحدا، لأن التيار الوطني الحر لا نية له لإلغاء أحد، ونعمل على تبديد الهواجس إذا وجدت، ونمد اليد للجميع لأن العماد عون يريد أن ينجح في عهده وان يجمع القريب قبل البعيد».

وفيما بدأت الجولة صباحاً من بنشعي انتهت مساءً في كليمنصو، حيث زار عون وأسود ونعمة الله أبي نصر وغسان مخيبر النائب وليد جنبلاط، المعروف بأنه أشد المتحمسين لبقاء قانون الستين، والملتزم مع «المستقبل» و«القوات» باقتراح قانون يعتمد النظام المختلط (68 نائباً على أساس النظام الأكثري و60 نائباً على أساس النظام النسبي).

بعد اللقاء الذي شارك فيه النواب: مروان حمادة، غازي العريضي، أكرم شهيب، هنري حلو، بالإضافة إلى تيمور جنبلاط وأمين السر العام لـ «الحزب الاشتراكي» ظافر ناصر، قال عون «إن النقاش كان صريحاً جداً حول الهواجس التي يحملونها من جرّاء تغيير القانون الحالي». أضاف: «لا شكّ بأننا نتفهّم المخاوف الوجودية التي تطرح إنما نحن نسعى الى التوفيق بين تلك الهواجس وضرورة تغيير القانون الحالي ونحن لا نريد أي قانون يشكل خطر إلغاء للوجود السياسي او الطائفي لأي من المكونات اللبنانية، كما لا نرى في النسبية هذا الخطر بل يمكن الوصول الى صيغة تزاوج بينها وبين التطمينات المطلوبة من كل فريق».

وعلمت «السفير» أن وفدا من «التكتل» سيزور غداً الرئيس نبيه بري لإطلاعه على نتائج الجولة وتقييم مواقف الكتل، تمهيداً لبدء النقاش التقني على صعيد مجموعة التواصل التي تمثّل كل أطياف المجلس النيابي.

يذكر أن جولة «التيار» شملت، أمس، كلاً من حزبي «الطاشناق» و«القومي».