قالها صراحة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط «مبروك فخامة الرئيس» لرئيس تيار المستقبل النائب سليمان فرنجية في لقاء العشاء التكريمي لفرنجية في كليمنصو، وهو جاء على ذكر التهنئة بعدما كان كلام للاول عن انه عندما يعطي كلامه يفي بوعده فكيف اذا كان الكلام قد جاء بعد تعهد الرئيس سعد الحريري لفرنجية بانه يدعمه في انتخابات رئاسة الجمهورية، منهيا بذلك مرحلة طويلة عريضة من الشغور الرئاسي زاد على ما يقارب السنتين!
ولان فرنجية ابن اصل، فقد حافظ على السر بينه وبين الحريري الى ان وصل الى اعتاب منزل جنبلاط واصبح لزاما عليه ن يقول ما عليه قوله اخيرا من انه لن يغير شيئا في علاقاته مع حليفه رئيس تيار التغيير والاصلاح العماد ميشال عون الذي سبق له ان زاره معزيا بوفاة شقيقه قبل وقت قصير من تلبيته دعوة جنبلاط الى العشاء في كليمنصو.
اشارة في هذا الصدد الى ان فرنجية لم يقل الى الان انه مرشح للرئاسة على حساب علاقته بعون، او علاقته بأي حليف في قوى 8 اذار كي لا يفهم منه انه جاء ليكسر علاقته باصدقائه لاسيما من هم في مركز القوة مثل الجنرال عون وحزب الله، فيما ستكون «كلمة لو» على صعيد علاقاته المستجدة او التي ستستجد مع خصومه من الزعماء المسيحيين الذين سيجدون انفسهم مضطرين لان يتعاطوا مع عهده مهما اختلفت الاعتبارات، اضف الى ذلك ضرورة استيعاب خطوة ترشيح فرنجية على اساس علاقته الجديدة مع المملكة العربية السعودية؟!
ومن حيث المبدأ لا بد من فهم ترشيح فرنجية على اساس ماهية الرابط بين السعودية وكل من تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب ومعظم المستقلين المسيحيين، ما يعني ان هؤلاء الذين فهموا الهدف السعودي يرجون ان لا تقتصر العلاقة على طرف سياسي واحد، لاسيما بالنسبة الى ما ستكون عليه علاقة فرنجية بسمير جعجع وآل الجميل تحديدا، اضف الى ذلك علاقة فرنجية برئيس مجلس النواب نبيه بري الذي ستحتاج اليه المرحلة لتدوير الزوايا بحسب الضرورة القصوى التي تفرضها الظروف السياسية؟!
يبقى سؤال عما هو مرتقب من «الرئيس» فرنجية في حال وصل الى قصر بعبدا، حيث الامور ستكون مشدودة بين الداخل والخارج وبين الداخل والداخل، خصوصا ان شد الحبال سيكون باتجاه ما يخدم المصلحة العامة المرشحة لان تشهد متغيرات جذرية لدى معظم الذين سيتعاطى فرنجية معهم على قاعدة ما هو معروف عنهم وليس على قاعدة ما هو معروف عنه، لان الامور مرشحة لان تتغير بنسب مرتفعة بحسب ما هو معروف عن الرئيس العتيد وعن خصومه في الصف المسيحي الذين فاجأتهم خطوة الرئيس الحريري في صميم اللعبة السياسية المغايرة لما كان حاصلا!!
المهم في النتيجة ان لا شيء سيبدل المبادئ لدى بعضهم كما صدر عن حزب القوات اللبنانية، ليس لوجود نيات مسبقة، بل لان ثمة من يجتهد لدى القوات كي لا تتطور الامور بالاتجاه الذي لا يخدم مصالحهم التي بنوها على مدى وقت طويل وعلى حساب متغيرات سياسية لا بد من اخذها في الاعتبار بعد طول الاعتماد عليها في اوساط جرى تحضيرها عمليا ونفسيا لهذه الغاية؟!
وما يصح التوقف عنده تكرارا ان عهد الرئيس فرنجية في حال وصل الرجل الى بعبدا لن يكون حافلا بالايجابيات بعد طول سلبيات محلية واقليمية ودولية اضف الى ذلك ان فرنجية لن يتساهل في تغيير وجهة نظره كما حصل مع غيره من السياسيين الذين وجدوا انفسهم في موقع حساس مثل الرئاسة الاولى، لاسيما ان علاقاته (فرنجية) معروفة عنه بوضوح وصراحة من الصعب بل من المستحيل تغييرها مهما حاول ارضاء بعض الطارئين على الساحة السياسية من الذين يتصورون انفسهم نصف الهة (…)
التساؤلات لن تكون مقتصرة على سياسيين بالاسماء والمواقع، طالما ان تغييرا سيطرأ على مجالات عمل الرئيس العتيد من غير حاجة الى دلالات لا بد وان يفهم منها انها طارئة وتصب في مصالح جهات على حساب اخرين لن يكونوا من وجهة نظر الرئيس؟!
والجديد ايضا ان المرحلة ستفرز صانعا للرؤساء هو سعد الحريري والرئيس سيكون سليمان فرنجية؟!