ما هي حقيقة المعلومات عن اعادة تحريك الملف الرئاسي قريبا؟ وهل حان الوقت لاخراجه من الجمود والمراوحة ؟ توقفت مصادر مطلعة عند ما ينقل عن الرئيس نبيه بري عن تجديد دعوته للاطراف السياسية لتلقف الفرصة من اجل انتخاب رئيس للجمهورية، واستعداده الدائم لاي تحرك يكسر حركة التعطيل، شرط تجاوب هذه الاطراف واستعدادهم لحسم هذا الملف .
وتقول المصادر ان كلام بري لا يأتي من العدم، بل يستند الى ما يملكه من معلومات مشجعة يمكن البناء عليها لانتخاب رئيس الجمهورية والخروج من الازمة .وترى المصادر ان رئيس المجلس يوجه بكلامه هذا رسالتين للداخل والخارج، تتمحور حول المبادرة الى التعاطي مع الملف الرئاسي على اساس ان الفرصة متاحة لحسمه، من دون ربطه بحرب غزة وتداعياتها . وتشير الى ان موقفه هذا ليس جديدا، فقد سبق وعبّر عنه في تشرين الاول الماضي بعد اسبوع من اندلاع حرب غزة .
وعلى الرغم من عدم الافصاح عما يملكه بري من معلومات ومعطيات جديدة، يبدو ان تطورا بدأ يتبلور اكثر على صعيد قناعة “اللجنة الخماسية” بصورة عامة، بان هناك حاجة اليوم اكثر من اي وقت مضى للتعامل مع الملف الرئاسي اللبناني مجددا، على قاعدة اهمية اعادة تكوين السلطة التنفيذية بانتخاب رئيس الجمهورية وتاليف حكومة كاملة الصلاحيات .وتعود هذه الرغبة الى قناعة هذه الدول بان المنطقة قادمة على استحقاقات ومنها لبنان، وان وجود رئيس وحكومة جديدة حاجة مهمة للتباحث مع لبنان بهذه الاستحقاقات .
ويقول مصدر سياسي بارز ان الملف الرئاسي سيوضع قريبا على النار، مشيرا الى ان هناك مؤشرات تدل على ان هناك مناخا مؤاتيا للدفع باتجاه انتخاب الرئيس. ويكشف عن ان هناك سعيا جديا للعمل على خطين : الاول استئناف عمل “اللجنة الخماسية”، والثاني اجراء حركة حوارية ناشطة في الداخل تشمل الكتل والاطراف السياسية يكون بري محورها، وهذا الحوار يرجح ان يكون بالمفرق وليس الى طاولة حوار .
وبرأي المصدر ان الدعوة التي يوجهها بري للاطراف السياسية اليوم لتحمّل مسؤولياتهم، مرتبطة بالاجواء التي تجمّعت عنده حول الحراك الداخلي الاخير على اكثر من محور، وحول المعلومات عن زيارة قريبة للموفد القطري ابو فهد مرجحة قبل نهاية هذا الشهر، لاجراء جولة ناشطة من اللقاءات مع القوى السياسية، تعتمد على مقاربة او مبادرة جديدة وترمي الى حصر الخيارات بثلاثة اسماء، والسعي الى تحقيق توافق او اكبر قدر من التوافق على اسم منها، قبل الذهاب الى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية.
ويرى المصدر ان التحرك القطري المرتقب يحظى باهتمام اساسي، بعد تراجع زخم تحرك الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، لكن هذا لا يعني ان فرنسا لن تكون على خط هذا الحراك او بعيدة عنه . ويشير الى ان التحرك القطري يكتسب اهمية اليوم نظرا للدور الناشط الذي تلعبه الدوحة في اكثر من ملف اقليمي، وللدعم الذي تلقاه من الادارة الاميركية، وان كانت واشنطن تحرص على عدم الدخول العلني والمباشر في الحراك القائم، بانتظار انضاج الطبخة الرئاسية القطرية المتقاطعة مع الحراك الداخلي اللبناني، الذي سيكون لبري الدور الاساسي في ادارته .
وتكشف مصادر مطلعة عن ان الموفد القطري يعتزم طرح مبادرة جديدة تستند الى طرح ثلاثة اسماء للرئاسة، وهذا يتوافق مع ما اعلنه الرئيس بري في نهاية آب من العام المنصرم في ذكرى الامام موسى الصدر، لجهة حصر الخيارات بمثل هذا العدد وتعزيز اجواء التوافق التي تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية. وتضيف المصادر ان هناك تكتما على تفاصيل المبادرة القطرية والاسماء التي سيحملها ابو فهد، مشيرة الى ان هناك همسا عن احتمالين : اما ان يطرح اسمي سليمان فرنجية والعماد جوزاف عون واسم ثالث، او ان يطرح ثلاثة اسماء خارج فرنجية وعون يتردد ان من بينها اللواء الياس البيسري والوزير السابق ناصيف حتي . ويبدو ان الاحتمال الثاني يأخذ حيزا من الاهتمام، لكن من الصعب الحديث عن حسم او سلوك مثل هذا التوجه .
ويقول قيادي حزب ان فكرة انجاز الاستحقاق الرئاسي بمعزل عن حرب غزة وتداعياتها ممكن ترجمتها، لكن التطورات المتصلة بحرب غزة تفرض نفسها ايضا، خصوصا اذا لم تتوافر الظروف الداخلية لحسم الملف الرئاسي .