IMLebanon

باسيل يُصعّد رئاسياً: لا لترويكا جديدة..

 

ليس جديداً ما قاله رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في باريس عن أسباب ممانعته وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وتحديداً سبب إعادته البلد إلى عام 90 بحيث أننا ننتقل من ترويكا “بري – حريري – الهراوي” إلى ترويكا جديدة “بري – ميقاتي – فرنجية”.

 

يرى باسيل ما قاله توصيفاً دقيقاً للواقع، رغم أنه لا ينكر أنه يتفق مع فرنجية بالموقف الاستراتيجي لكن هما على خلاف تام داخلياً إذ يعتبر أن المردة لم يقف معه قط بكل معاركه الداخلية حتى بمعركة الترسيم بل كان لدى فرنجية جرأة بإنكاره وجود نفط وغاز للبنان، فمن هذا المنطلق قال باسيل إنه يعارض وصول فرنجية الى الرئاسة لأنه لا يتفق معه في البرنامج السياسي الإصلاحي لبناء الدولة.

 

يعتبر التيار نفسه أنه خارج المنظومة رغم اكتساحه الانتخابات عام ٢٠٠٥ ودخوله الى السلطة التنفيذية عام ٢٠٠٩ فوجوده لا يعني أنه أصبح داخلها إنما رأى أنه لن يبقى متفرجاً عليها فاعتبر نفسه مضطراً للمشاركة في الحكومة باعتبار أن الإصلاح من الداخل أفضل من الخارج، لكن بدخوله بثلثه المعطل يعتبر أنه استطاع أن يُعطل لكن لم يستطع أن يقوم بمشاريع لأن الكيدية السياسة كان لها الدور الأبرز طول فترة حكمه وتحديداً في فترة رئاسة العماد ميشال عون، لذلك يَظهر التيار أنه حاسم لأمره بعدم انتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، وهذا ما يعلمه الجميع وتحديداً حزب الله حليفه الأوحد الذي يتفهم موقفه على عكس ما يُشاع، يؤكد التيار، وأكثر من ذلك فإن نتائج اللقاء الأخير الذي جمع مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا والوزير جبران باسيل كانت ممتازة إصافة الى أن التنسيق بالملف الرئاسي ما زال قائماً.

 

يعلم التيار أنه بما وبمن يُمثّل ممر إلزامي للرئاسة وأنه لا يمكن تجاوزه بهذا الإستحقاق وأنه لن تتم أي تسوية هُو خارجها وأن كل الكلام الذي يُقال بهذا السياق لا يمكن أن يُترجَم عملياً، فالواقع مختلف تماماً.

 

رغم أن رئيس التيار الوطني الحر لم يُعلِن ترشيحه، إلا أن المواصفات التي تحدّث عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في يوم الشهيد يَعتبر التيار أنها تنطبق على باسيل أكثر من فرنجية لأسباب عديدة منها: العقوبات الأميركية التي فُرضت عليه بسبب موقفه، حجمه التمثيلي أكبر بكثير بالإضافة الى حضوره الداخلي والخارجي، عدا أن بالممارسة السياسية كان دائماً الى جانب المقاومة بينما غيره وقف متفرجاً بكثير من الإستحقاقات.

 

وجهة نظر التيار بالملف الرئاسي يرى أنها تحتاج لشرح داخلياً وخارجياً ومن هذا المنطلق كانت زيارة باسيل للدوحة وباريس نظراً لدورهما وتأثيرهما بهذا الموضوع.

 

أما وجهة النظر الأخرى فترى بزيارة باسيل أنها تسويقية لنفسه فهو عملياً يُعتبر مرشحاً ويُصر على هذا الترشيح، فالهدف من الزيارة تحصينه بدعم خارجي ليُقدّم نفسه داخلياً تحت عنوان خلق منظومة جديدة غير الموجودة حالياً، فباريس لها دور أساسي في هذا المجال وقطر يبدو أنها ستُكرر سيناريو عام ٢٠٠٨ وتصبح دولة بديلة عن السعودية العاجزة عن فعل أي شيء على الساحة اللبنانية.

 

وبانتظار نتائج الزيارة وانعكاسها على المواقف الداخلية، ليس شرطاً أن يكون التصعيد بالمواقف يُنذر بتعقيد المشهد، فهذا التصلّب بالموقف الباسيلي تجاه فرنجية من الممكن أن تُليّنه استعادة ذاكرة انتخاب الرئيس عون وموقف فرنجية في ذلك الوقت بالإضافة الى حصول تفاهم طيلة مدة الحكم والأهم بحال تلقى باسيل وعوداً بتسلّمه سدة الرئاسة بعد ٦ سنوات…

 

احتمالات ثلاثة ممكن أن يتضمنها أي سيناريو رئاسي مُقبل، فقد اعتدنا في لبنان أن نهاية كل تصعيد، توافق لا بدّ أن يَحصل…