IMLebanon

لا حل بدون دولة فلسطينية

 

 

يبدو ان 50 عاماً من القهر والتعذيب والذل واستعمال جميع أنواع الترهيب التي يمارسها العدو الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني المناضل الذي يقف بكل جرأة وتحدّ في سبيل كرامته وبحثاً عن العيش الكريم لا تكفي…

 

إذ لم يترك الاسرائيليون نوعاً من أنواع التعذيب والتنكيل والقتل إلاّ ومارسوه على الفلسطينيين… ويكفي أن نرى المذابح التي تعرّض لها هذا الشعب الوديع، وأعني هنا الشعب الفلسطيني، على يد الصهاينة بدءاً بمجزرة دير ياسين الى إقامة دولة «إسرائيل» بمساعدة الاستعمار الانكليزي، بمؤامرة أقل ما يُقال فيها إنها أبشع أنواع الكذب والقهر، ومصادرة الأملاك وطرد السكان الآمنين من بيوتهم تحت شعار «ان هذه الارض هي أرض الميعاد».

 

وحاولوا أن يجلبوا من بلاد العالم، كُلّ من له علاقة باليهود، حتى اليهود في إثيوبيا والصومال وغيرهما ومن كافة بلاد العالم، كانوا يظنون ان أرض الميعاد التي وُعِدَ بها اليهود ستتحقق في فلسطين، وسوف تكون عندهم مزارع وبيوت ومصانع وأعمال مزدهرة وزراعة متفوّقة حتى وصل أكبر عدد منهم الى 6 ملايين، ولكن هذا الرقم انخفض الى 4 ملايين، لأنّ اليهود الذين جاؤوا من أميركا وأوروبا والبلاد المتحضّرة لم يحصلوا على الوعود التي وُعدوا بها فرجعوا الى البلاد المتحضّرة تاركين أحلاماً كاذبة ووعوداً كلها كذب بكذب.

 

لم يبقَ إلاّ بعض اليهود من أوروبا الشرقية والصومال وإثيوبيا، ونستطيع القول إنّ اليهود الأغنياء قاموا بهجرة معاكسة وبقي الفقراء فقط.

 

على كل حال، هذه الدولة المغتصبة لم تتعلم انه بعد 25 سنة قامت الدول العربية بقيادة جمهورية مصر العربية وبقيادة الرئيس أنور السادات والرئيس السوري حافظ الأسد والملك حسين بحرب غيّروا من خلالها الخارطة، وأجبرت إسرائيل على الانسحاب من سيناء، كذلك أُجبرت الدولة العبرية على عقد اتفاق مع الفلسطينيين هو «اتفاق أوسلو» لإقامة دولة فلسطينية… والاتفاق الثالث كان «اتفاق وادي عربة».

 

أما الاتفاق مع سوريا فلم يتحقق لأنّ أحد اليهود المتطرفين قام باغتيال اسحاق رابين، وهكذا بقيت الأمور معلقة بين سوريا وإسرائيل تحت «وديعة رابين» والخلاف هو حول بحيرة طبريا وحسب «المد والجزر».

 

اليوم وبعد مرور 75 سنة على اغتصاب أراضي الفلسطينيين وطردهم من بيوتهم وقراهم ومدنهم.. لا يزال المقاوم الفلسطيني يقاوم، وقد أعطوا اليهود أكبر درس في التاريخ عن البطولات الحقيقية.. وماذا تعني أرض فلسطين لأهلها الفلسطينيين.. فإذا كان اليهود يظنون انه بالقوة والقهر يستطيعون أن يعيشوا في الأراضي التي اغتصبوها، نقول لهم إنّ عملية «طوفان الأقصى» هي أكبر درس في التاريخ يجب أن يُعلّم في الجامعات ويحكي عن بطولات المجاهدين الفلسطينيين وتضحياتهم لاسترجاع أراضيهم وبيوتهم وبلداتهم وقراهم.

 

نصيحة: يجب أن تفهم إسرائيل، أنه وبعد 75 سنة، وبعد جميع الممارسات التي مارستها لا يزال المجاهد الفلسطيني، ومن الجيل الرابع، أكثر تمسّكاً بوطنه وأرضه.

 

والشعب الفلسطيني علّم العالم معنى الوطن ومعنى الأرض، وكيف يكون المواطن الصالح المؤمن بأرضه وحقوقه.

 

فمهما حاول الصهاينة أن يفرضوا على الفلسطينيين وبجميع أنواع القهر والوسائل، فإنهم لن يفلحوا وستبقى أفعالهم من دون جدوى.

 

الحل الوحيد: الجلوس إلى طاولة المفاوضات وإعطاء الفلسطينيين حقّهم في إقامة دولتهم ونقطة على السطر.