Site icon IMLebanon

دولة فلسطينيّة… مهما طالت حرب غزّة  

 

 

من كان يتصوّر أنّ أبطال «طوفان الأقصى» لا يزالون يحاربون الجيش الاسرائيلي منذ 115 يوماً، أي حوالى  4 أشهر.

 

وعدد الجيش الاسرائيلي يبلغ مليوناً مع الاحتياطيين. ولكن الأهم هي المعدات العسكرية التي تعطيها أميركا وجميع دول العالم لإسرائيل من دون حساب في أغلب الأوقات… بحجة خوفهم على دولة إسرائيلية تحيط بها دول «مجرمة» تريد أن ترمي اليهود في البحر… هذه هي الصورة التي تظهر فيها إسرائيل أمام العالم كله.

 

وكي لا ننسى، علينا أن نقول إنّ إسرائيل تملك أكثر من 5000 دبابة «ميركاڤا»،  والتي يبلغ سعر الواحدة منها 10 ملايين دولار… بالاضافة الى 3000 ناقلة جند. اما بالنسبة للطيران فإنها تملك أكثر من ألفي طائرة مختلفة منها: F-15 وF-16، والفانتوم، والـF-35، وأسراب من الميراج الفرنسية التي كانت بطلة حرب 1967، يوم احتلت إسرائيل سيناء والجولان السوري والضفة الغربية وقطاع غزّة والقدس… كل هذا أمام ثلاثة جيوش عربية خلال 4 أو 5 أيام.

 

اليوم يوجد في فلسطين، أبطال يؤمنون بأنّ هذه الارض هي أرضهم… وهذه البيوت هي بيوتهم… ولا يملكون أي  جنسية كما هي الحال بالنسبة لليهود الذين جاؤوا الى فلسطين بعد نكبة 1948 من دول أوروبية عدّة.

 

هؤلاء الأبطال ما زالوا ينتظرون منذ 75 سنة، أن تقام لهم دولة… وعلى هذا الأساس قِبَل الرئيس ياسر عرفات بـ «اتفاق أوسلو» عام 1993 الذي ينص على إقامة دولة موقتة في فلسطين، في الضفة الغربية وقطاع غزة… ولكن إسرائيل بدل أن تنحو نحو السلام، لجأت الى الكذب والتسويف والقتل والتدمير واستغلال فائض القوة العسكرية، لتمارس على الشعب المسكين المظلوم كل أنواع العبودية والظلم والقهر والقتل، حيث كانت تظن انها بالقوة تستطيع أن تروّض هذا الشعب وتجبره على القبول بالأمر الواقع.

 

ولكن يبدو انها لا تعرف قول أبي القاسم الشابي:

 

إذا الشعب يوماً أراد الحياة

 

فلا بُدّ أن يستجيب القدرْ

 

وهكذا في 7 تشرين الأول (أكتوبر) بدأ أبطال «طوفان الأقصى» رحلة تحرير فلسطين.. واليوم تجرى مباحثات في فرنسا بين مدير مخابرات أميركا وليام بيرنز ومدير المخابرات الاسرائيلية (الموساد) ديڤيد برنياع، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، للوصول الى اتفاق.

 

فما هو هذا الاتفاق؟ بكل بساطة، لا حل إلاّ بإقامة دولة فلسطينية مهما حاولت إسرائيل التسويف والكذب والمماطلة.

 

وهذه بعض المعلومات التي حصلنا عليها عن الاجتماعات في باريس وغيرها للتوصّل الى حل للمشكلة القائمة.

 

تفيد معلومات مؤكدة، ان مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز ونظيره الاسرائيلي التقيا مسؤولين قطريين يوم الأحد الماضي، لإجراء محادثات بشأن إمكانية إبرام اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة والإفراج عن الرهائن الاسرائيليين لدى حركة حماس.

 

وأفادت المعلومات أيضاً ان بيرنز ومدير جهاز المخابرات الاسرائيلي (الموساد) ديڤيد برنياع التقيا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في باريس الأحد. كما قالت المعلومات إنّ رئيس المخابرات المصرية عباس كامل شارك في المحادثات.

 

وتحاول إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسهيل إطلاق سراح أكثر من مائة رهينة متبقين ممن احتجزتهم «حماس» خلال الهجوم على إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، والذي أعقبه حرب إسرائيل على قطاع غزّة التي دخلت شهرها الرابع.

 

والتقى رئيسا المخابرات الاميركية والاسرائيلية مسؤولين قطريين ومصريين في وقت سابق ضمن جهود الوساطة التي أثمرت عن هدنة قصيرة في تشرين الثاني الماضي وإطلاق سراح أكثر من مائة رهينة.

 

وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض للصحافيين المرافقين للرئيس الاميركي على متن طائرة الرئاسة إنّ بيرنز كان له دور في صفقة الإفراج عن الرهائن السابقة، وهو يساعدنا في إتمام صفقة أخرى.

 

ورفضت وكالة المخابرات المركزية التعليق على أنباء المحادثات التي تسرّبت أخباره هذا الاسبوع.

 

من جهة أخرى، قالت «حماس» إنها ستلتزم بأي قرار يوقف إطلاق النار في غزّة شرط التزام إسرائيل به.

 

وقالت إدارة بايدن في مناسبات عدة، إنها تدعم وقفاً موقتاً لإطلاق النار يسمح بإدخال المزيد من المساعدات الانسانية.. لكنها لا تدعم وقفاً كاملاً للحرب.

 

الى ذلك، تعتبر اجتماعات بيرنز مع رئيسي الاستخبارات الاسرائيلية والمصرية ورئيس الوزراء القطري المتوقعة علامة على التقدّم المستمر في الوقت الذي يضغط فيه البيت الابيض من أجل التوصّل الى اتفاق.

 

عدد كبير من المسؤولين المتابعين لسير المباحثات أعربوا عن حذرهم من ان المناقشات كانت متقلبة حتى الآن، وأنّ العقبات لا تزال قائمة أمام التوصّل الى اتفاق يمكن أن تتفق عليه جميع الاطراف.

 

ومن بين النقاط الشائكة، انّ إسرائيل مصرّة على انها لا تستطيع الموافقة على وقف دائم لإطلاق النار في غزّة، وهو المطلب الرئيسي لحركة حماس. ومن غير الواضح كيف سيتم حل هذا الاختلاف الكبير.

 

ومع ذلك، تمّ إحراز تقدّم بشأن معايير صفقة الرهائن التي ستتم على 3 مراحل، وتشمل إطلاق سراح المدنيين والجنود وجثث الرهائن الذين ماتوا أثناء احتجازهم.

 

ومن المتوقع أيضاً أن تعقد اجتماعات بين بيرنز ومدير الموساد ديڤيد برنياع ومدير الاستخبارات المصري عباس كامل ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني لحلّ المشاكل التي تعترض الاتفاق.

 

وهذه المحادثات هي الأحدث في سلسلة من الجهود الديبلوماسية الأخيرة لإطلاق سراح أكثر من مائة رهينة متبقين مع التحرك نحو وقف طويل الأمد للأعمال القتالية.

 

وتُعَد موجة النشاط هذه، بمثابة الجهد الأكثر كثافة منذ أشهر للتوصّل الى اتفاق يمكن أن يغيّر بشكل كبير مسار الحرب في غزّة.

 

وتعمل قطر ومصر والولايات المتحدة على محاولة إيجاد أرضية مشتركة في المقترحات التي طرحتها قبل عدة أسابيع كل من «حماس» وإسرائيل.

 

في المقابل، سيتم إطلاق سراح الفلسطينيين المحتجزين في السجون الاسرائيلية في صفقة تبادل ثلاثة مقابل واحد، على غرار الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه العام الماضي. وستصاحب كل مرحلة وقفة للقتال، إيصال المساعدات الى شمال غزة وجنوبها.

 

وكجزء من المقترحات التي تتم مناقشتها حالياً، فإنّ في نهاية عملية إطلاق سراح الرهائن ستأتي مع وقف دائم لإطلاق النار، وهي خطوة لم تكن إسرائيل مستعدة للموافقة عليها.

 

وتأتي مناقشات بيرنز مع اللاعبين الاقليميين وسط توترات بين إسرائيل وقطر بشأن تسجيل مسرّب يُقال إنه لنتانياهو ينتقد فيه قطر ويصف تحركها بإنه «إشكالية».