Site icon IMLebanon

نقطة من دم الشهيد رفيق الحريري تساوي ملايين الشوارع  

 

قد يظن البعض أنهم أذكياء وأن الآخرين أغبياء.

 

وانطلاقاً من فائض السلاح ومن فائض الذكاء ومن فائض استغباء الناس يتصرفون بثقة عالية بالنفس غير مبالين بأي شعور وطني او حتى انساني.

هذا ما ينطبق على جماعة حاملي السلاح الذي كان شرعيا حتى عام 2000 ثم انتهت مدته، ولكنهم لا يعلمون.. وأيضاً انطلاقاً من فائض الثقة بالنفس واستغباء بني البشر وكأن رب العالمين خلقهم وكسر القالب.

يا جماعة الخير لا تظنوا ان افتعال فتح شارع واطلاق أي اسم عليه يمكن ان يغير أي حقيقة.

دم الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري لا يمكن ان يمحوه او يزيله اي شيء في الدنيا.

يوم استشهد الرئيس الحريري قال لي صديقي الذي هو في الوقت ذاته مسؤول كبير جداً: ان التقديمات والأعمال الخيرية التي حققها رفيق الحريري لا يمكن ان تذهب هدراً وان اليد التي امتدت اليه وقتلته سوف تُحاسب لأن رب العالمين لا يمكن إلا ان يحاسب هؤلاء القتلة وهو يمهل ولا يهمل.

اليوم المحكمة الدولية التي أقامتها الامم المتحدة خصيصاً لمحاكمة قتلة الشهيد الكبير يظن البعض أنها لا شيء.. يا جماعة أنتم واهمون تعيشون في الخيال، وليتكم تدركون أن لا الحروب الإلهية ولا فتح شارع في الضاحية او في العاصمة او في نيويورك يمكن ان يغيّر الحقيقة.

المحكمة الدولية قبضت على الحقيقة ووصلت الى أدق التفاصيل، والحكم لن يكون مبنياً على اتهامات عشوائية او كيدية، والقضاة القيمون على تلك المحكمة لا يعرفون وليس لهم أي صلة او علاقة بأي متهم او غير متهم.

هذه المحكمة تابعة للأمم المتحدة وقراراتها ستكون تحت الفصل السابع! وللذين لا يعرفون ما هو الفصل السابع اقترح ان يذهبوا الى الرئيس بشار الاسد ليسألوه: ماذا عن القرار 1559؟ وكيف تعامل معه يوم صدوره عام 2004؟ وكيف قال نائب رئيس الجمهورية السوري انذاك فاروق الشرع ان هذا القرار على »صبّاطه«.. وبعد أربعة أشهر غيّر رأيه قائلاً ان هذا القرار يعني الدولة اللبنانية واذا طلبت منا الدولة اللبنانية ان ننسحب سوف نلبي طلبها. طبعاً مع العلم أنه في ذلك الوقت لم يكن أي مسؤول كبير او صغير يجرؤ على ان يطلب من الحكومة السورية او النظام ان يسحب قواته من لبنان.

وبعد مضي اقل من ثلاثة أشهر على اغتيال شهيد لبنان الرئيس رفيق الحريري وقبل انتهاء مفعول المهلة المحددة في القرار 1559 بأربعة أيام، أي في 26 نيسان 2005 انسحبت القوات العسكرية السورية من لبنان بطريقة كانت للأسف مهينة ولا تليق بأي جيش او دولة تحترم ذاتها.

ومن مجلس الشعب السوري أعلن الرئيس بشار الاسد »اننا تنفيذاً لقرار الامم المتحدة رقم 1559 نعلن انسحاب جميع القوات العسكرية السورية من لبنان«.

لذلك فإننا ننصح من يهمه الامر ألاّ يكبّر نفسه وألاّ يعتمد على الحروب والقرارات الالهية لأن سيف العدالة أصبح قريباً جداً.. وان افتتاح شارع بإسم أيٍ كان لن يغير في حقيقة الجريمة الكبرى.

وان غداً لناظره قريب.

عوني الكعكي