Site icon IMLebanon

يوم سياسي أسود

منذ خمسة عشر عاماً، كان اليوم الأسود في واشنطن ونيويورك.

وبعده، أصبح في بروكسل.

وغداً، يحل اليوم الأسود، في لبنان.

أو في البرلمان.

والثمرة نضجت على الشجرة.

والرئيس نبيه بري، صاحب هذا القول، وسيد البرلمان، يخاف من أن تسقط.

ماذا يحدث اذا ما سقطت الثمرة، وتهاوت على أديم الواقع.

طبعاً، ان أبسط شيء هو أن يسقط لبنان.

وهذه هي نهايته السوداء.

أوروبا، العالم، الولايات المتحدة الأميركية تواجه الارهاب. تخاف منه، تكاد أن تستسلم، والانتصار مرادف ل الانكسار.

ومن بن لادن الى خلفائه، من الظواهري وأصدقائه فإن المعركة واحدة، ولو عرّجت على القاعدة وأخواتها.

ومن باكستان الى أفغانستان، فالارهاب له وجوه وأعتاب والمصير واحد.

ولد الارهاب بعد احتلال الاتحاد السوفياتي السابق لمدينة كابول.

ولم يستطع بريجنيف ولا بولغانين أو بودغورني هزيمة الأميركان.

الا ان بن لادن طرد السوفيات من أفغانستان، لكنهم طردوه أو هكذا شبّه لهم من الحياة.

الارهاب عالم لا ينتهي.

وكيف تكون نهايته قريبة، وقد أصبح يملك منابع النفط في العراق، ويعربد في سوريا، ويزمجر في أوروبا، ويرقص في بلجيكا، ويجعل العائلة المالكة فيها، تنتقل الى مكان آخر، خوفاً منه!!

***

اليوم يزحف نواب البرلمان الى ساحة النجمة، في محاولة جديدة لانتخاب رئيس جديد لجمهورية، مضى عامان عليها، وهي تكاد تختنق من الفراغ.

ويُقال إن نواباً غابوا مدة سنتين عن لبنان، سيحضرون الجلسة، ولن يكون هناك نصاب أو اقتراع.

فرنسا ترتعد خوفاً، لأن داعش توعدت بلجيكا بضربة قاصمة، لأنها أرشدت عاصمة الجمال والأناقة، الى رائد القباحة في الهجوم على باريس، قبل أشهر.

وألمانيا القوية تبدو ضعيفة، لأن الداعشيين أمعنوا في تخويفها، والمستشارة المخضرمة تحار من تستشير لدحر الارهاب على أبوابها.

والسيدة ميركل لم تصدِّق بعد، كيف سقط جدار برلين وارتفع مكانه جدار الارهاب.

صحيح أنها كانت منشرحة بعودتها الى برلين الموحدة، لكنها لم تكن لتتصور أن بلاد الفوهرر أخافت العالم، وهي تخاف الآن من الارهاب!

قبل أشهر حضرت شخصية عربية بارزة الى عاهل كبير، وحذرته من تمدد داعش، لكنه استخف بمخاوفه، وأحاله على عاهل آخر.

***

عندما برز خطر داعش رحب بإطلالته الكبار والصغار، لأنه سيمهد للقضاء على خطر مماثل.

لكن، لم يكن أحد يظن أن داعش ستجتاح النصرة وتقوى على القاعدة وتصبح الأكثر قوة، والأمعن ضرراً.

هل صحيح، أن المطلوب حرب عالمية جديدة، على داعش قبل أن تصبح أميركا وأوروبا والشرق الأوسط تحت الخطر الداعشي؟

البلاد، في معظمها، أمام يوم أسود ينتصب في وجه الداعشيين الجدد!