“الاستحقاق الرئاسي كان وراءنا والآن أصبح في الأفق”. الكلام لمرشح مطروح ليكون مرشح تسوية بعد انسحاب الثلاثة الذين جمدوا انتخاب رئيس للجمهورية منذ 204 أيام. وأوحى بذلك أن في حوزته معلومات دقيقة جعلته يتكلم.
وأفادت مصادر ديبلوماسية “النهار” أن التقرير الذي نقله الموفد الفرنسي الى بيروت جان فرنسوا جيرو الى الرئيس فرنسوا هولاند لم يجعل الأخير يعد الرئيس تمام سلام الذي استقبله يوم الجمعة الماضي في قصر الاليزيه، بأن قضية انتخاب رئيس جديد قد حلّت، بل أبلغه أن المساعي ستتجدد مع كل من واشنطن وطهران والرياض من أجل الاتفاق على مرشح تسوية مطلع سنة 2015 إذا أمكن، لأن أي تأخير سيزيد الأمور تعقيداً وسيدخل البلاد في مرحلة جديدة من التوتر السياسي المتصاعد الذي سينشأ عن استمرار تمسك كل فريق بمرشحه.
ولفتت الى أن مهمة جيرو في طهران ليست سهلة لأن إيران تريد أثماناً من باريس كي تمارس ضغطاً على حلفائها اللبنانيين للإفساح في المجال أمام انتخاب رئيس توافقي لجمهورية بدلاً من المرشحين المتخاصمين.
وأشارت الى أنه لا يمكن التكهن بما يمكن أن تفعله باريس، العضو في فريق الخمسة + واحد الذي يفاوض إيران حول برنامجها النووي، بالاضافة الى ألمانيا، لجهة أن تتفرّد بأي موقف عن الفريق الذي ينتمي اليه، والذي مدد التفاوض الى تموز المقبل.
ودعت الى التفاهم بين القوى السياسية المتنافسة على مركز الرئاسة الأولى، لأن هذا التفاهم يستوجب تضحية ما لتسهيل اختيار مرشح تسوية من دون وضع شروط تعجيزية للقبول به، وهذا هو الطريق الأقصر لإنهاء الفراغ الرئاسي. وبرّرت هذه الدعوة لأنه يستحيل تحقيق أي اختراق في الاستحقاق الرئاسي في مثل هذه الأجواء المعقدة والمتشابكة محلياً وإقليمياً ودولياً، وتبيّن أن المساعي التي بذلها هولاند أو سواه بعيداً من الأضواء لم تثمر، بل دفعت كل مرشح الى التمسك بترشيحه. وتجلى العجز الدولي في المجاهرة للمسؤولين والمرشحين بأن ليس للدول أي مرشح، لأن هذا الأمر شأن داخلي، وعلى اللبنانيين أن يختاروا رئيسهم، فبقيت البلاد من دون رئيس للجمهورية منذ 205 أيام، وقوى الثامن من آذار في حال مبارزة مستحيلة مع قوى 14 آذار لتأمين النصاب الذي لم يتوافر بعد 16 دعوة وجهها الرئيس نبيه بري للانتخاب.
ورأت أن لا مجال لأي مخرج للتفاهم على مرشح تسوية الا بنشوء قوة انتخابية ثالثة تضم ممثلين لقوى 14 و8 آذار، لان تجربة ستة أشهر ونصف شهر انتظاراً، دلّت على أن لا جدوى من ذلك لأن عون على موقفه وكذلك جعجع. فشل كل من الموفدين الفرنسي جيرو والروسي ميخائيل بوغدانوف في إقناع الجنرال بمرشح تسوية. وكرر على مسامعهما موقفه الذي يختصر بتثبيت الوجود المسيحي في المعادلة السياسية اللبنانية، ليكون قادراً على تثبيت وجوده وتنفيذ ما يطرح من مشاريع.
وشجعت التحرك الذي يجريه البطريرك الماروني بشاره الراعي بعيداً من الأضواء، متمنية أن تساعده القيادات المؤثرة في العملية الانتخابية لأن أي حل لبناني سيكون أسرع ولمصلحة استقلال القرار اللبناني.