تحلّ على العالم هذا المساء ليلة النّصف من شعبان المباركة، فتّحنا أعيننا على بيوت ذوينا يستقبلونها باحتفاء كبير لشرفها العظيم، يحيون ليلها ويصومون نهارها ويترقبون هلال شهر رمضان المبارك على أحرّ من الجمر، تحلّ علينا هذه الليلة ببركاتها والبلاء يعمّ العالم ويضرب البلاد والعباد، يعيش العالم أسوأ كوابيسه، يعيش الخلائق من الأديان والألوان مؤمنين وملحدين، محنة عظمى من غير الواضح حتى متى ستنتهي، حتى وعود العثور على لقاح له يضع لها أكثر المتفائلين يضربون لها مواعيد ما بين 6 إلى 8 أشهر، من دون معرفة إن كان هذا التاريخ يتضمن نتائج تجاربه على البشر أم لا.
إن رفع اللبنانيّون في هذه الليلة أكفّهم صوب السماء فسيسألون الله فرجاً قريباً عاماً شاملاً عاجلاً غير آجلٍ، فرجاً يكشف عن لبنان غمّة الذين ما يزالون يرزحون على ظهورهم يتقاسمون ما تبقّى من الجبنة وامتصاص ما تبقّى من دماء اللبنانيين، غمّة من لم يُغيّروا ما بأنفسهم من جشع وطمع وأنانيّة ولو على حساب لبنان كلّه!!
وإن رفع اللبنانيّون في هذه الليلة أكفّهم صوب السماء في هذه الليلة المباركة، فسيسألون الله أن يرفع عن لبنان بلاءات إيران وإفسادها في المنطقة العربية، فيمزّق ملكها ويكفينا شرور أذاها في لبنان وسوريا والعراق واليمن وفي غزة، وأن يرفع ويدفع عنا بلاء سلاح حزب الله وأجنداته الإيرانية الممتدة من لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى أذربيجان…
وإن رفع اللبنانيّون في هذه الليلة أكفّهم صوب السماء في هذه الليلة المباركة، فلأن”الدّعاء” وسيلة المؤمن لا وسيلة العاجز، وكلّنا إيمان بأن الله خير حافظٌاً وأنه سيحفظ بلاده وعباده وسيحفظ لبنان وشعبه بطوائفه ومذاهبه بمسيحييه ومسلميه، ولأننا نؤمن أننا في ابتلاء عظيم وأنّ الصبر هو طريق العبور الوحيد إلى نهايته، وأنّ الذين لا يؤمنون برحمة الله سبحانه هم الذين يثقون بأنّه مبتليهم ليمتحنهم لا ليعاقبهم، وأننا بالرغم من سواد الصور المحيطة بنا بأزماتها نشاهد لطف الله في تصريف أمورنا كلّها، فله الحمد وله والشكر دائماً أبداً على عظيم لطفه الخفيّ والظاهر الذي يتداركنا به.
اللهم؛ في هذه الليلة المباركة ليلة الأعمار والأرزاق والتقدير، نسألك يا حنّان يا منّا يا لطيف بعباده، يا خبيراً بعباده، نسألك من فضلك العميم وجودك الواسع، وفيض رزقك يا من لا تنفد خزائنه، اللهمّ ارحمنا فإنك بنا راحم، اكشف عنا وعن لبنان من البلاء ما نعلم وما لا نعلم وما أنت به أعلم إنك أنت الأعزّ الأكرم، واختم لنا بالعفو والمغفرة واكشف عنّا هذا البلاء والوباء واحفظنا بحفظك يا حفيظ.. اللهمّ إنّك عفوّ كريمٌ تُحبّ العفو فاعفُ عنّا واغفر لنا وتب علينا وتجاوز عنّا يا كريم، اللهم آمين… برحمتك يا أرحم الراحمين.