هل يريد اللبنانيون رئيساً للجمهورية.
نعم، يريدون.
ولكن، كيف، ولماذا التأخير؟
هل سألوا أنفسهم هذا السؤال؟
ثمة فريق يريد رئيساً الآن، قبل الغد كيف ما كان وأنّى يكون.
وثمة فريق ثانٍ، يريد رئيساً يقود الجمهورية. ولا يكون مجرّد عدّاد للأزمات.
أو رجل يحاول، يسعى، ولا يفعل أكثر من المحاولات شيئاً، كما حصل مع رؤساء سابقين للبلاد، بعد إقرار اتفاق الطائف.
رحلت الوصاية.
هل حَلّتْ مكانها وصاية جديدة؟
ربع قرن انقضى، وعشرات اللقاءات والقمم حدثت.
ربما كانت الوصاية لا تريد الطائف، لكنها عطّلته بالممارسات والأخطاء.
القضية ليست قضية الرئيس العماد عون، ومن يريده، ومن لا يريده.
وليست قضية النائب سليمان فرنجيه، ومن يستسيغه، ومن لا يريده، أو يقبل به مرغماً.
وليست قضية نصاب أو غياب.
بل قضية رئاسة لها وزن.
ورئاسة بلا وزن.
وهذا هو بيت القصيد.
هل الرئاسة مستوحاة من قرار يرفضه فريق، ويرحب به آخر.
هل هي بانتظار ايحاءات من الخارج؟
أم مستوحاة من الداخل؟
كان الأستاذ حبيب أبو شهلا، يقول في العصر الاستقلالي، ان الرئاسة الأولى هي قرار لبناني، ونقطة على السطر.
وهي لبّ الصراع بين الكتلة الدستورية بزعامة بشارة الخوري ورياض الصلح، والكتلة الوطنية بقيادة اميل اده ومحمد الجسر.
لكن اميل اده، وعلى الرغم من خسارته المعركة معنوياً وسياسياً، لم يرفض رئاسة بشارة الخوري.
لماذا هذا العداء، بين ما يريده فريق ولا يقبل به الآخر؟
ولماذا كان الوفاق السابق بين الجنرال وزعيم تيار المردة، وظهر الخلاف لاحقاً، ويكاد يتحوّل الى عداء.
ولماذا بدأ الصراع يقوى بين الرابية ومعراب من جهة وبكفيا من جهة أخرى؟
ولماذا يقبل المرشح المستحق للرئاسة بصراع لا دور فيه لطموحاته، والى جانب فريق يفتّش عن تحالفات، ليكون له وزن في معركة لا وزن له فيها.
هل يعتقد روّاد المواقف العابرة للصراعات، ان الناس باتت تعرف الأثمان للسياسات العابرة للمصالح الخاصة وللأهداف، على غرار المصالح والرغبات.
كان الأستاذ فيليب تقلا وزيراً للخارجية، وبقي على غرار والده سليم تقلا، صورة نقيّة للأهداف التي عرفها فيه اللواء فؤاد شهاب.
هل ثمة من يدعو قادة البلاد، الى مواقف كبيرة، في الأزمات الصغيرة تمهّد لانتخاب رئيس للجمهورية.
ربما، ينصاع دعاة الحق لمواقف، مجرّد مواقف لاختيار رئيس للجمهورية، يقود ولا ينقاد.
يحرّر المواقف من العصبيات، وتكون آراؤه عَصَب الحياة السياسية الى وطن جدير بالحياة والبقاء.
كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري يقول في مجالسه الخاصة والعامة، ان الاتفاق على رئيس للبلاد، هو قمة ما يطمح اليه قادة البلاد من أمجاد، لأنه لا يولد قائد كل خمس دقائق بل كل ست سنوات أحياناً.