IMLebanon

لا مناص من تسوية رئاسية أو انتخاب رئيس توافقي

 

الرئاسة تحضر في حراك خارجي ولا ملامح لمبادرة جاهزة لا في الداخل ولا في الخارج

 

منذ البداية قالها العارفون بخبايا الأمور في لبنان: لا مناص من التسوية مهما تأخر الوقت،تسوية رئاسية أو رئيس تسوية.. هؤلاء المدركون بالحقيقة القائلة ان التغيير الحقيقي لم يحن أوانه بعد يتحدثون عن هذه التسوية التي تنتج رئيسا جديدا للبلاد في لحظة ما، لكن السؤال الذي لا يترددون في طرحه يتصل بماهية تحقيق الأمر وبمحركي التسوية أو صانعيها بالإضافة إلى المنخرطين فيها والمؤيدين وكذلك المعارضين لها ..وهل تكون تسوية قوى الثامن والرابع عشر من أذار..فالإقرار بالتسوية ينسف الرئيس السيادي والحيادي إلا إذا كان خارج الإصطفافات كما يحكى. يتعذر الاتفاق على صفة رئيس الجمهورية في حين أن الكلام عن الضغط الخارجي بشأن هذا الاستحقاق ليس دقيقا حتى وإن حط الملف الرئاسي في أجندة القادة المهتمين به، أما اللقاءات التي تعقد في الخارج فتتركز على كيفية تعاطيهم مع ملف الرئاسة، دون تسويق لمرشح.

منذ وقت ليس بطويل كانت كلمة الخارج الشهيرة:«الإتفاق»، تتقدم على ما عداها، ومع مرور الوقت تحولت إلى عبارة «الأمل بالإتفاق»، إلى أن بات الجميع يعلم صعوبة الأمر، ولذلك تقوم المحاولات وتطرح المساعي.

يقف البعض معترضا على الوساطات الخارجية، في حين أن البعض الآخر يؤكد أن لا حل من دونها، فهي الرافدة الأساسية للإنتخابات الرئاسية، لو بعد حين ويسود انطباع مفاده أن هذا الملف يأخذ مداه في التداول بين الدول المؤثرة وإن الأفرقاء في الداخل على علم بهذه المساعي التي لم يكشف عن تفاصيلها، ومن هنا يرى المتابعون أنه ما لم تكن هناك من صفة رسمية، فستبقى ضمن عنوانها الطبيعي، وبالتالي مختلفة عن مبادرات خارجية أخرى بنقاط محددة كما كانت الحال عليه في المبادرة الفرنسية في أعقاب انفجار مرفأ بيروت .

وتشير أوساط سياسية مطلعة لصحيفة اللواء أن المعارضة ترفض النقاش في أي تسوية يعمل عليها ولا تنطلق من الثوابت التي حددت بشأن الرئيس العتيد وتقول ان هذا المفهوم بالنسبة لها غير ناجع ومن غير المقبول الموافقة عليها وكأن شيئا لم يكن، مشيرة إلى أن ما من أحد من افرقاء المعارضة على استعداد للانخراط بالتسوية وبالتالي فإن الموضوع مبتوت بالنسبة لهم، على أن ما من أحد حتى الساعة وضع خطوطا معينة بشأن اي مبادرة أو تسوية والأسماء التي تطرح في البورصة الرئاسية.

المعارضة غير معنية بدعم مرشح من قوى الثامن من آذار ، هذا ما تؤكده الأوساط وفق اجواء افرقاء المعارضة الذين لم تصل إليهم معطيات بشأن العمل على إنتاج أي تسوية، وإن ما طرح لم يكن مبادرة بنقاط كاملة أو مشروع يعمل على تسويقه لاحقا بعدما يشكل محور أخذ ورد، معتبرة أن ما من دولة ستتبنى أي تسوية غير قادرة على إنتاج الحل، وإن المسألة أيضا مرتبكة بالقرار الداخلي. وتؤكد أن قوى الثامن من آذار ولاسيما حزب الله لن تقبل بأي شكل من الأشكال برئيس لا يمثل خياراتها وتلاحظ كيف أنها لا تقدم جوابا وافيا في موضوع دعم قائد الجيش العماد جوزف عون الذي يقال أن طرح اسمه ينتظر الحراك الرئاسي على أن الحزب على تمسكه برئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية.

 

بعد الأعياد كلام آخر.. والانهيارات المالية عامل ضغط أم استثمار المرابين في الأزمات المنهكة؟

 

وتوضح أن استمرار انهيار الوضع المالي في ظل ارتفاع سعر الصرف هو عامل ضغط لانتخاب رئيس الجمهورية ومعلوم أن المسؤولين الدوليين يبدون خشية من تفاقم الأوضاع، ولذلك يتوقع أن ترتفع وتيرة مطالبتهم بإنجاز الانتخابات الرئاسية وتفادي الشغور الذي قد يطول ما لم يتم التفاهم على الرئيس العتيد، وترى ان اللقاءات الخارجية في الشهر المقبل من شأنها أن تظهر صورة ما عن الملف الرئاسي دون معرفة إذا كان سيصار إلى تكليف موفدين من الدول المعنية لإجراء اتصالات في لبنان بشأن الموضوع الرئاسي أو أنها نقطة البداية، مع العلم أنه ليس واضحا ما سيخرج عن هذه الاجتماعات وما إذا كان الملف الرئاسي هو البند الرئيسي اما أن النقاش يشمل الوضع الحالي في البلد وانعكاسات الشغور والفشل في انعقاد جلسات مجلس الوزراء وتوقف سير الملفات وغير ذلك، على أن الأولوية تبقى إنهاء الشغور باجراء الإنتهابات الرئاسية.

وماذا عن طاولة حوار رئاسية في الخارج؟ تؤكد الأوساط أنه من المبكر توقع هذا الأمر، وأن الفكرة لم تناقش وليس هناك من مؤشر أنها قد تجد متحمسين لها بناء على تجارب سابقة، وترى أنه متى تمت ادارة المحركات الخارجية بكثير من الجهد والعمل، فإن خرقا ما قد يتوقع على صعيد الإنتخابات، وهنا يجدر ترقب ما قد يحصل وما إذا كانت هناك لائحة أسماء مرشحة يعمل عليها في المرحلة المقبلة، مشيرة إلى ان البعض يؤكد أن التعويل الأول قائم على المناخ الداخلي المسهّل لإيصال رئيس إنقاذي إلى سدة الرئاسة.

قد يطول الإنتظار قبل أن تحضر المبادرة الفعالة في الرئاسة وقد يمضي وقت لا بأس به قبل أن تتظّهر هوية الرئيس اللبناني، على أن المؤكد هو أن الأمر يبقى مرهونا بالتجاوب مع المسعى المطلوب محليا وخارجيا، إنما حاليا الفترة فترة أعياد وبعد ذلك كلام آخر.