IMLebanon

بكركي قلقة من فراغ رئاسي في الموقع المسيحي الأول… والفاتيكان على الخط

هل يصل رئيس وسطي صُنع في لبنان ضمن تسوية داخليّة بأنامل خارجيّة…؟

 

كما كل إستحقاق هام في لبنان، تبدأ التأويلات والتسريبات والتوقعات، وتغيب الوقائع والحقائق في إنتظار التوافق الداخلي، ثم الخارجي الذي يأتي بالطليعة، فينتهي الاستحقاق على سلام والنتيجة تسوية داخلية بأنامل خارجية، خصوصاً في الاستحقاق الرئاسي الذي يهدّد كل 6 سنوات بفراغ مرتقب، تبدأ توقعاته قبل اشهر نسبة الى مستجدات وتطورات الوضع. ومن هنا نستذكر الفراغ في سدة الرئاسة مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، الذي غادر قصر بعبدا من دون أن يسّلمها لخلف، في انتظار ما ستؤول اليه التطورات الإقليمية، وبالتالي معالم تسوية تشمل لبنان، وفي انتظار تلك التسوية حينئذ جهد البطريرك بشارة الراعي للوصول الى خيار رئيس يرضى عنه الجميع، وأتت جهود سيّد بكركي بعد استشعار الكنيسة خطر الوقوع في الفراغ الرئاسي، في ظل العجز عن ايجاد آلية للتوافق في ذلك الوقت بين فريقي النزاع أي 8 و14 آذار، لذا قام الراعي بتقريب وجهات النظر بين كل القيادات السياسية، كي يكون على مسافة واحدة من الجميع، كونه أخذ على عاتقه مهمة توحيد الصف المسيحي، لكنه إصطدم بالبعض، ما جعله امام مهمة صعبة هي حماية موقع الرئاسة الاولى من التهميش.

 

الى ذلك، تبرز مخاوف في الكواليس السياسية من تكرار ذلك المشهد، بحيث يجري اليوم التنبه عن فراغ لا يستبعده معظم السياسيين، خصوصاً انّ وضع البلد لا يبشر بالخير، بدءاً بالازمات المتلاحقة والمتشعبة من دون أي حل، وصولاً الى غياب كليّ لمشهد تأليف الحكومة الجديدة، وهذا بات معروفاً ولا احد ينكره من المعنيين، لكن الفراغ في سدّة الرئاسة يطلق الهواجس والمخاوف اكثر، ومن حصول ما لا يحمد عقباه، وفق ما تشير مصادر سياسية واكبت الفراغ الرئاسي السابق، محذرة من العواقب التي يجب التنبّه اليها ، والعمل على إنتخاب رئيس توافقي لا يثير الاستفزاز لأي فريق.

 

واشارت المصادر الى أنّ الاستحقاق المذكور يلاقي اهتماماً اقليمياً ودولياً، لكن الاتفاق النهائي على الاسم لم يتبلور بعد، كما هنالك إهتمام لافت من قبل الفاتيكان، وفق ما نقلت المصادر المذكورة عن ديبلوماسي غربي، بعد ان دقّ البطريرك الراعي ناقوس الخطر، من خلال كلامه وتصريحاته ورسائله التي يوجهّها الى المعنيين في عواصم القرار لمساعدة لبنان، فنقل القلق من فراغ في الموقع المسيحي الاول، ما من شأنه إلحاق الضرر الاكبر بالمسيحيين اولاً وبالتوازن الميثاقي ثانياً، كما يشدّد دائماً في مواقفه على ضرورة ان يكون الرئيس صناعة لبنانية، بكل ما في الكلمة من معنى، مع امله ان يتم الاتفاق المسيحي اولاً على مرشح واحد، لكن هذا الامل يقارب المستحيل، لذا لم يعد الراعي يدعو الى جمع الاقطاب الموارنة، للاتفاق على إسم واحد لانّ كل واحد منهم يعتبر نفسه الاحق بالكرسي الرئاسي، فيما كان وسيبقى هذا الاتفاق مطلوباً، خصوصاً حين يكون الامر متعلقاً بمنصب الرئيس، الذي هُدرت صلاحياته من خلال اتفاق الطائف، وفي ظل الشرخ المستشري بين الجميع، كما ان التنازل عن المصالح الخاصة مطلوب ايضاً، وإلا سنخسر جميعنا، والاحداث التي تتوالى تتطّلب وحدة في الموقف، لافتة الى ان البطريرك الراعي مستعد لمواجهة تحديات كبرى، في سبيل وحدة المسيحيين وهو مدرك تماماً لحجم هذه التحديات.

 

ورأت المصادر عينها بأنّ الرئيس اللبناني المنتظر يشغل دائماً بال العالمين العربي والغربي، فيتم اختياره وفقاً لما هو مطلوب اقليمياً، ووفق ما تبغيه الدول القربية، أي باختصار على الرئيس اللبناني ان ينال مباركة الجميع، وإلا لن يصل الى سدة الرئاسة.

 

وختمت: «هنالك أسماء كانت مرشحة للرئاسة طُويت، واخرى طامحة وقد لا تكون في مكانها الصحيح، لذا فالخيار الصحيح مطلوب اولاً، وعدم وضع الشروط والعصي في الدواليب، كي نحظى بالرئيس المنتظر».