كلام هادئ في جو مضطرب
إنّ الشارع بحاجة اليوم الى أن يقف مصدر موثوق، خصوصاً إذا كان وزير الداخلية، ليبعث في الناس الثقة بدلاً من القلق المتزايد، خصوصاً في ضوء الشائعات والرسائل الإلكترونية التي تحذر من التوجه الى المولات والشواطئ الخ…
من هنا عندما يتحدث الوزير المعني بالشأن الأمني، والمطلع على ما يجري، فإنما يأتي كلامه ليزيل هذا القلق.
ومن أبرز ما ردده الوزير في اليومين الأخيرين أنّ الانتحاريين جاؤوا من الداخل السوري لتنفيذ عملياتهم، وليس من مخيمات النازحين… علماً أنّ مرورهم سهل عبر البلدات والأماكن المتداخلة مثل القاع ورأس بعلبك وسواها.
ونقطة ثانية أشار إليها الوزير المشنوق في حديثه التلفزيوني مساء أمس وهي أنه تم كشف أسماء سبعة انتحاريين من أصل الثمانية، وهذا بحد ذاته إنجاز.
النقطة الثالثة المهمة التي كشف عنها الوزير المشنوق هي اعتقال سبع شبكات قبل تنفيذ عملية القاع، وبالتالي تم تعطيل مخططهم لعمليات كانت مقررة في الضاحية.
ونقطة رابعة أنّ للإرهابيين تكتيكاً جديداً وهي أنهم في «خلايا عنقودية» ولا يعرفون بعضهم البعض … فقد يعرف أحدهم الآخر في الشكل إنما لا يعرف عنه شيئاً آخر… ثم هم لا يلتقون في ما بينهم.
ونقطة خامسة أثارها وزير الداخلية وهي أنّ الأهداف لم تعد محصورة بالضاحية الجنوبية بل هم نوّعوا الأهداف ووسّعوها.
وطمأن وزير الداخلية المواطنين الى الشواطئ والمولات… على أساس أنّ الإعترافات التي أدلى بها إرهابيون جرى اعتقالهم سابقاً لم تأتِ على ذكر أي شيء بهذا الصدد، وإن كان لا يمكن الجزم بهذا الأمر.
أخيراً نتمنى على السياسيين و»المحللين» العسكريين والامنيين أن يخففوا من الحكي وادعاء المعرفة في كل شاردة وواردة، خصوصاً أنهم يجري الاستعانة بهم لملء الشاشات… فلا يزيدوا في طين الخوف والقلق بلّة.