Site icon IMLebanon

قراءة في نتائج الانتخابات: سقوط السفارة السعودية في بيروت

 

 

شهدت دائرة بيروت الثانية، في يومها الانتخابي الهادئ، عدداً كبيراً من المفاجآت غير المتوقعة حتى لأكثر الماكينات جدّية وتحسّباً. لم يكن أحد يتوقع، رغم المقاطعة الحريرية المفترضة، نسبة مشاركة سنية تبلغ 42.7%، كانت لها تداعياتها على كل التوقعات. اللائحتان المنفصلتان لجمعية المشاريع وتلك المدعومة من حزب الله كانتا تتوقعان نيل الأولى مقعدين نيابيين والثانية أربعة مقاعد، فجاءت النتيجة حفاظ كل منهما على حجمه كما في انتخابات 2018. لم يكن الوزير خالد قباني ليتوّج مسيرته بما انتهت إليه «لو كان يعلم»! هو، ومعه الرئيس فؤاد السنيورة الذي ورّطه في هذه المعركة ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كانوا يعتقدون بأن لائحته «ضامنة» ثلاثة مقاعد على الأقل ففازت بمقعد يتيم. لم يكن أحد، قبل الانتخابات، ليجرؤ على التشكيك أمام النائب فؤاد مخزومي في فوز لائحته بأقل من ثلاثة مقاعد، فانتهت الانتخابات بحفاظه على مقعده فقط. حتى لائحة النائب نبيل بدر والجماعة الإسلامية كانت واثقة من فوزها بحاصلين والمنافسة على مقعد ثالث، فإذا بها تفوز بمقعدين أحدهما بكسر الحاصل. فيما كان طموح المجتمع المدني الفوز بأربعة مقاعد ففاز بثلاثة.

 

أساء كل من الأفرقاء تقدير حجمه أولاً وأحجام بعضهم بعضاً. لم يكن أحد يتخيّل هذا الحضور لـ«مجتمع» إبراهيم منيمنة وملحم خلف في صناديق الاقتراع. وحتى الآن، لا تزال الماكينات البيروتية تحاول فهم كيفية عمل ماكينة المجتمع المدنيّ لتقفز من 6174 صوتاً عام 2018 إلى 32823 صوتاً عام 2022، ما ضاعف حجمه الانتخابي أكثر من 5 مرات. سياسياً وإعلامياً وافتراضياً يمكن لهذا أن يحصل. لكن ترجمته في صناديق الاقتراع تحتاج إلى ماكينات وموازنات وقدرات ومندوبين وجهاز نقل وغيره، وهي جميعها لم تكن بحجم ما أظهرته الصناديق.

 

في بيروت الثانية عدد كبير من العلامات الانتخابية الفارقة، أبرزها دون شك حسم مقعدين لمصلحة المجتمع المدني ونبيل بدر على حساب لائحة المخزومي واللائحة المدعومة من السعودية، في ظل فارق صغير جداً في الكسور (0.03) وعدد كبير جداً من الأوراق الملغاة (5795). بيروت الثانية أعطت الكثير للقوى التغييرية الناشئة، ومنحت المرشحَين: إبراهيم منيمنة وملحم خلف تحديداً ثقة كبيرة. وهي أسقطت «الفؤادين»: السنيورة الذي أنهى مسيرته السياسية بصفعة بيروتية – حريرية مدوّية، والمخزومي الذي كان قد بدأ التصرف كوارث حتميّ للزعامة الحريرية في بيروت، فإذا به يتراجع من 11346 صوتاً عام 2018 إلى 10021 مثبتاً أن حجمه أقل بكثير من جمعية المشاريع، ولا يوازي ــ بكل صخبه الإعلامي والإعلاني ــ ثلث حجم مرشح حزب الله في دائرة بيروت الثانية (ملاحظة: ليس حزب الله بل مرشح حزب الله).

كذلك أسقطت بيروت الثانية مشروع إسقاط البيئات الحاضنة لحزب الله عبر منح الحزب في أقلام الناخبين البيارتة السنّة أكثر من ضعف ما ناله عام 2018، مع نمو هادئ لحلفاء الحزب، وفي مقدمهم جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية. كذلك، كانت بيروت الثانية وفيّة لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري عبر حجبها أصواتها عن اللائحة السعودية المتمثلة بثلاثي جنبلاط – السنيورة – القوات، ومنحها الأصوات للائحة المقربين من الحريري (الجمل – بدر) والمجتمع المدنيّ. بيروت الثانية حفلت بالمفاجآت.

 

تراجعت نسبة الاقتراع في دائرة بيروت الثانية في الانتخابات النيابية الأخيرة بنحو 6 في المئة من 41.82 في المئة عام 2018 إلى 35.83 في المئة. وهذه النسبة المقبولة، نسبياً، تشمل المغتربين الذين بلغ عددهم 26425، اقترع منهم 16482 (1.4 حاصل)، أي ما نسبته 62.4 بالمئة، وهي نسبة مرتفعة جداً تعكس حجم الاهتمام بهذه الدائرة. ومع حاصل انتخابيّ أول يبلغ 13538 صوتاً، تمكّنت ست من أصل عشر لوائح من تأمين الحاصل الانتخابيّ لتدخل دائرة التنافس على 11 مقعداً، وفق حاصل ثان بلغ 13103 أصوات، فيما لم تستطع، عام 2018، سوى ثلاث لوائح من أصل تسع تأمين الحاصل الانتخابي الأول. تشتّت صوت تيار المستقبل، سمح لعدد أكبر من اللوائح بتأمين الحاصل هذه المرة. وقد حلّت لائحة حزب الله أولى بـ 36962 صوتاً، تليها لائحة المجتمع المدنيّ (32823)، فلائحة نبيل بدر والجماعة الإسلامية (20439)، ثم لائحة مخزومي (19421)، تليها لائحة السفير السعودي (السنيورة – الاشتراكي – جعجع) بـ 18050 صوتاً فقط، وأخيراً لائحة جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش) بـ 14931 صوتاً.

في النتيجة، حصلت لائحة الحزب على ثلاثة مقاعد نيابية، والمجتمع المدني على ثلاثة مقاعد أيضاً، في مقابل مقعدين للجماعة وبدر، ومقعد لكل من: تحالف السنيورة – الاشتراكي – القوات، المخزومي، المشاريع.

بالتمعن في نتائج هذه الدائرة، يمكن تسجيل الملاحظات الآتية:

• في 2022، توزّعت الأصوات التي نالتها لائحة تيار المستقبل عام 2018 (62970 صوتاً) في أربعة اتجاهات: مقاطعة محدودة، لائحة المجتمع المدني (32823 صوتاً)، لائحة بدر – الجماعة (20493) و«لائحة السعودية» (18060). في المقابل، توزّعت الأصوات التي نالتها لائحة حزب الله – المشاريع في انتخابات 2018 على لائحتيهما هذه المرة، مع تسجيلهما تقدماً ملحوظاً من 47087 صوتاً إلى 51893.

 

 

• في سابقة خيالية، تضاعف الحجم التمثيلي لمرشح المجتمع المدني إبراهيم منيمنة نحو ثماني مرات من 1676 صوتاً في 2018 إلى 13281 صوتاً عام 2022، رغم أن حضوره السياسي والإعلامي والميداني قبل 17 تشرين وخلاله وبعده كان متواضعاً جداً وموزوناً وبعيداً عن المزايدات والتعبئة والتحريض.

• نال نبيل بدر 5631 صوتاً في الانتخابات الأخيرة مقابل 854 صوتاً عام 2018، أي أن حجمه الانتخابيّ تضاعف 6.5 مرات خلال أربع سنوات، مستفيداً من الانكفاء الحريريّ الرسميّ، وهو أمر مستحيل في ظروف طبيعية.

 

نالت لائحة حزب الله 5000 صوت سني وحجم جعجع في «الثانية» أكبر من حجم جنبلاط

 

 

• قفز عدد أصوات مرشح الجماعة الإسلامية عماد الحوت من 3938 صوتاً عام 2018 إلى 7362، وهو تقدّم يحسب للجماعة في ظل تراجع تمثيل غالبية القوى السياسية.

 

• زادت أصوات مرشح حزب الله (عن أحد المقعدين الشيعيين) النائب أمين شري من 22961 عام 2018 إلى 26363 (بزيادة 3401 صوت)، فيما تراجعت أصوات مرشح حركة أمل النائب محمد خواجة 2045 صوتاً من 7834 إلى 5789. وتتضح أهمية عدد الأصوات التي نالها مرشح حزب الله لدى مقارنتها بتلك التي نالها المرشح المدعوم من السعودية الوزير السابق خالد قباني؛ إذ نال شري نحو 7.7 أضعاف ما ناله قباني، فحلّ مرشح حزب الله أوّل في بيروت ومرشح السعودية في المرتبة 12.

• سجّل مرشح حزب الله تقدّماً لافتاً في الأقلام السنية، (3597 صوتاً في مقابل 2617 عام 2018). أهمية هذا الرقم أنه، أولاً، يأتي بعد كل التحريض الطائفي وثانياً أنه أكثر مما ناله قباني في بيروت (مجموع أصواته 3433)، فيما حصل خواجة على نحو 400 صوت سني أيضاً. كما نال المرشحون الثلاثة عن المقاعد السنية على لائحة الحزب (مها شاتيلا وعبد الله مطرجي والمعتصم بالله أدهم) 990 صوتاً، ليصل مجموع الأصوات السنية للائحة الحزب إلى نحو 5000.

• جيّر الحزب نحو 90 في المئة من أصواته التفضيلية لمرشحه الحزبي (شري) ونحو 10 في المئة لمرشح حركة أمل، فيما لم يجيّر أصواتاً لأيّ من المرشحين على لائحته حتى لا يتهم بتفضيل مرشح على آخر.

• زاد عدد أصوات جمعية المشاريع من 13018 عام 2018 إلى 14300، وهو تقدم طبيعيّ يشير إلى أن الجمعية لم تستفد من الانكفاء الحريريّ ومن قدراتها الاجتماعية في ظل الأزمة الاقتصادية. ورغم قوة المشاريع الذاتية، فإنها فشلت في تشكيل لائحة قوية، فكان مجموع ما ناله المرشحون السبعة على اللائحة – غير المرشحين الأساسيين – 326 صوتاً، منها ثلاثة أصوات فقط للمرشح عن المقعد الدرزي على لائحة المشاريع أياد البنا. وقد حال ذلك دون تحقيق المشاريع تطلعاتها بالفوز بمقعد نيابيّ ثان. ومع ذلك، فإن حجم المشاريع التي تبتعد عن الصخب الإعلامي والتعبئة والتحريض يبلغ ضعف حجم الجماعة الإسلامية ونحو أربعة أضعاف حجم فؤاد السنيورة وسبعة أضعاف حجم وليد جنبلاط.

 

• مقابل التنافس المحدود بين تسعة أو عشرة مرشحين جديّين على المقاعد السنية الستة، وبين مرشحَين أو ثلاثة على كل من المقعد الأرثوذكسي والمقعد الإنجيلي، لم يسجل أيّ تنافس يذكر على المقعد الدرزي أو على المقعدين الشيعيين: حل مرشح حزب الله أوّل بـ 26363، يليه مرشح حركة أمل بـ 5789 صوتاً. أما أقرب منافسيهما فكان المرشح على لائحة المجتمع المدني علي عباس الذي نال 803 أصوات، يليه زميله على اللائحة نفسها محمود فقيه (534)، فالمرشح على لائحة الجماعة حيدر بزي (422)، تليه المرشحة على لائحة مخزومي لينا حمدان (227)، وزميلتها على اللائحة نفسها ألفت السبع (181 صوتاً). وبالتالي، بلغ عدد أصوات مرشح حزب الله في بيروت نحو 33 ضعف الأصوات التي نالها أقرب «منافسيه» (علي عباس).

• حل مرشح الحزب الاشتراكي النائب فيصل الصايغ عن المقعد الدرزي الوحيد في بيروت في المرتبة الأولى بـ 2565 صوتاً، تليه المرشحة على لائحة مخزومي زينه منذر (308)، ثم المرشح على لائحة حزب الله نسيب الجوهري (226)، ثم المرشح على لائحة المجتمع المدني هاني الأحمدية (153). ورغم تقدم الصايغ من 1902 صوت عام 2018 إلى 2565، إلا أن فوزه كان مستحيلاً لولا عاملين: أولهما تقدم مرشح المجتمع المدني وضاح الصادق على قباني زميل لائحة الصايغ بـ327 صوتاً، وثانيهما تقدم مرشح المجتمع المدني ملحم خلف على المرشح الأرثوذكسي على لائحة الصايغ التي نالت حاصلاً ذهب إلى المقعد الدرزي. ودرزياً أيضاً، سجل الحزب الديمقراطي (المير طلال إرسلان) فضيحة حقيقية في هذه الدائرة عبر نيل مرشحه الجوهري 226 صوتاً بعد كل الإصرار الإرسلانيّ على ترشيحه.

 

• حلت مرشحة المجتمع المدني عن المقعد الإنجيلي الوحيد نهاد يزبك في المرتبة الأولى بـ 3372 صوتاً، إلا أن لائحتها لم تفز بما يكفي من الحواصل للفوز بهذا المقعد. وحصد المرشح الفائز النائب إدكار طرابلسي 2053 صوتاً تفضيلياً، علماً أن حملة مركزة خيضت عشية لإسقاطه بوصفه مرشحاً عونياً، وكادت تحقّق هدفها مع نيل يزبك أكثر من 2100 صوت سني بين المقيمين وأكثر من 500 صوت اغترابي. رغم ذلك، تقدّم طرابلسي من 1919 صوتاً عام 2018 إلى 2053 عام 2022. وخلافاً لما يشاع، فقد أمّنت أصوات حزب الله الحاصل للائحة، إلا أن طرابلسي أمّن لنفسه الأصوات التفضيلية: 191 في الاغتراب، 3 موظفين، 31 مختلط مسيحي، 328 ماروني، 188 روم كاثوليك، 171 سريان، 7 درزي، 646 روم أرثوذكس، 83 أرمن، 120 إنجيلي، 154 شيعي، 131 سني.

• حل مرشح المجتمع المدني على المقعد الأرثوذكسي الوحيد النائب ملحم خلف في المرتبة الأولى بـ 7141 صوتاً، يليه مرشح القوات على «لائحة السفارة السعودية» ميشال فلاح (2950)، فالمرشحة على لائحة مخزومي زينة مجدلاني (1462)، ثم مرشح الحزب القومي على لائحة حزب الله رمزي معلوف (745)، والمرشح على لائحة بدر – الجماعة خليل برمانة (636). وحصد خلف أكثر من ضعف عدد الأصوات التي نالها أقرب منافسيه، في نتيجة غير متوقعة، خصوصاً أن حزب القوات اللبنانية كان شبه حاسم بفوزه بهذا المقعد. علماً أن 3103 من أصوات خلف الـ7141 جاءت من الأقلام السنية.

• أرثوذكسياً أيضاً، يمكن تسجيل ملاحظات عدة، منها خسارة برمانة أكثر من نصف الأصوات التي نالها في 2018، ودخول مجدلاني نادي المرشحين الجديين (25 مرشحاً فقط من 87 نالوا أكثر من 1000 صوت تفضيلي) مع نيلها 1462 صوتاً مقابل 1218 عام 2018، ونيل معلوف أقل بكثير من المتوقع (745) رغم انتمائه إلى عائلة بيروتية عريقة والحضور المفترض للحزب القومي وحضوره الدائم كقيادي طلابي في الحزب. في المقابل، أثبتت القوات حضوراً مهماً لم يكن محسوباً لها في هذه الدائرة، عبر نيل فلاح 2950 صوتاً، متقدماً على مرشح الاشتراكي الصايغ (2565 صوتاً)، ما يسمح لجعجع بالقول إن حجمه في دائرة بيروت الثانية (المزرعة والمصيطبة وطريق الجديدة وسائر الأحياء البيروتية) أكبر من حجم جنبلاط!

 

 

• أثبتت جمعية المشاريع أنها القوة السنية الأولى في بيروت، وكان يمكن مرشحها النائب عدنان طرابلسي أن يحصد 14300 صوت، لكنها فضلت توزيع أصواتها على مرشحين اثنين، ليتقدم النائب إبراهيم منيمنة المرشحين السنة بـ13281 صوتاً.

• تميزت لائحة المجتمع المدني بتوزيع مقبول للأصوات على أربعة مرشحين أساسيين (منيمنة، خلف، صادق، يزبك) إذ إن ماكينة اللائحة كانت تعمل على الفوز بأربعة مقاعد نيابية وليس ثلاثة.

• في موازاة سقوط أسطورة الوزير السابق خالد قباني الذي كان يحظى باحترام عابر للاصطفافات، سقطت أسطورة منسق تيار المستقبل السابق في بيروت بشير عيتاني الذي يكثر الحديث عنه منذ أواسط التسعينيات بوصفه عنصراً أساسياً في ماكينة الرئيس فريق الحريري، فلم ينل أكثر من 1692 صوتاً فقط.

• تراجع النائب فؤاد مخزومي من 11346 صوتاً عام 2018 إلى 10021 صوتاً، رغم الانكفاء الحريريّ، ورغم مضاعفة حضوره الإعلاميّ والمالي، وتصعيده السياسيّ وتبنيه خطاباً موتوراً. وهو لم يكن ليظفر بالنيابة بالتالي لولا المرشحين إلى جانبه زينه مجدلاني (1462 صوتاً) وعمر الدبغي (1403) وعبد اللطيف عيتاني (1531) الذي رفدوا اللائحة بأصوات أمّنت له الحاصل الانتخابيّ للفوز.

 

لعنة الكسور

عند التدقيق في «لعبة الكسور»، أو «لعنة الكسور»، يتبين أن الكسر الذي حصلت عليه لائحة حزب الله كان مرتفعاً (2.821) وبالتالي كان المقعد الثالث بعيداً من أي خطر. أما لائحة لبيروت (المشاريع) فكان كسرها منخفضاً (1.14) ولم يكن لديها أي أمل للفوز بمقعد ثان. وجاءت كسور اللوائح الأربع المتبقية كالتالي:

1. «هيدي بيروت» (بدر – الجماعة ): 1.56. تضمن مقعداً وتنافس على الثاني.

2. «بيروت التغيير» (منيمنة – خلف): 2.50. تضمن مقعدين وتنافس على الثالث.

3. «بيروت بدها قلب» (مخزومي): 1.48. تضمن مقعداً وتنافس على الثاني.

4. «بيروت تواجه» (السنيورة – السعودية): 1.37. تضمن مقعداً وتنافس على الثاني.

وقد دخلت اللوائح الأربع في دقائق الفرز الأخيرة في تنافس على مقعدين نيابيين، ففي حال تقدمت لائحة مخزومي مثلاً من 1.48 إلى 1.51 أي كسور بنسبة 0.03 أو ما يوازي بضعة أصوات فقط، كانت ستفوز بمقعد ثان وتحرم «بيروت التغيير» من المقعد الثالث. في وقت تبين أرقام الداخلية أن عدد الأوراق الباطلة ليس بالعشرات أو بالمئات إنما بالآلاف: 5795.

 

ترتيب المرشحين

أتى ترتيب المرشحين الأوائل على الشكل التالي:

 

1. النائب أمين شري (26363 صوتاً).

2. النائب إبراهيم منيمنة (13281).

3. النائب فؤاد مخزومي (10021).

4. النائب عدنان طرابلسي (8463).

5. النائب عماد الحوت (7362).

6. النائب ملحم خلف (7141).

7. مرشح «المشاريع» أحمد دباغ (5837).

8. النائب محمد خواجة (5789).

9. النائب نبيل بدر (5631).

10. النائب وضاح الصادق (3760).

11. القياديّ السابق في المستقبل محمود الجمل (3502).

12. الوزير السابق خالد قباني (3433).

13. المرشحة على لائحة التغيير عن المقعد الإنجيلي نهاد يزبك (3372).

14. المرشح عن المقعد الأرثوذكسي ميشال فلاح (2950).

15. النائب فيصل الصايغ (2565).

16. النائب إدكار طرابلسي (2053).

 

اقتراع الطوائف

بلغ عدد الناخبين الشيعة 71180، اقترع 32317 منهم أي ما نسبته 45.40 في المئة، فيما بلغ عدد الناخبين السنة 214529 ناخباً، اقترع منهم 91615 بنسبة 42.7 في المئة رغم المقاطعة الحريرية المفترضة. وبلغ عدد الناخبين المسيحيين 34494 ناخباً، اقترع منهم 8100 أي ما نسبته 23.48 في المئة رغم جهود القوات والتيار والمجتمع المدنيّ وكل الماكينات. ويشير التقارب في نسبتَي التصويت الشيعي والسني إلى واحد من أمرين: إما أن الاستنفار الانتخابي الشيعي لم يبلغ ذروته أو أن التعبئة الانتخابية السنية كانت كبيرة جداً بعيداً من الأنظار ورغم الغياب الحريري. بمعنى آخر: إما تعثر محدود لماكينة حزب الله أو عمل ناجح جداً لماكينتي السفارة السعودية والمجتمع المدنيّ.