IMLebanon

ملجأ لـ«داعش» بعد هزيمته في العراق وسوريا

 

جورج مالبرونو – لو فيغارو

حتى لو لم يرتفع بعد عدد عمليات هجرة الجهاديين من «خلافة عراقية – سورية» تحتضر إلى أفغانستان، تُقلق هذه التحرّكات الأجهزة الاستخباريّة الغربية… والفرنسيّين أوّلاً.

في مقابلة له مع «لو فيغارو» في كابول، في أواخر كانون الأوّل، أكّد متحدّث باسم حلف الشمال الأطلسي أنّه لم يكن على علم بتحرّكات مقاتلي داعش الآتين من العراق وسوريا إلى أفغانستان.

ولكن في وقت سابق، أكّد حاكم منطقة درزاب القريبة من الحدود مع أوزبكستان، باز محمد دوار، أنّ «عدداً من المواطنين الفرنسيين والجزائريين» قد وصل إلى منطقته، وتشكّل هذه الأخيرة أحد معاقل داعش الجديدة منذ ظهوره في أفغانستان عام 2015.

كان العشرات من الجهاديّين يتنقّلون برفقة مترجم آتٍ من طاجيكستان، إلى جانب زوجاتهم، وشيشانيّين وأوزبكيّين وطاجيكيّين، وكان البعض منهم قد أقاموا في العراق. يُطلَق على العديد من الفرنسييّن لقب «المهندسين»، ويُزعَم أنّهم أتوا بهدف تطوير التعدين. ويبدو أنّ لهذه التعزيزات فرعا جهاديا في طاجيكستان، حيث تمّ اعتقال فرنسي في تمّوز وحُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة «الدخول غير القانوني» إلى البلاد.

وكان هذا الفرنسي سمكريّاً في الثلاثين من عمره، يقيم في كافايون في جنوب شرق فرنسا، واعترف بأنّه أراد الانضمام إلى داعش في أفغانستان. وفي نفس الوقت تمّ استجواب شخصين آخرين، كانا يحملان جوازات سفر فرنسية مزوّرة.

تصفية فرنسيين

وفي هذه المنطقة من درزاب، التي هي جزء من محافظة جوزجان، هرب كثير من المسؤولين الحكوميّين. وفي هذه المنطقة، كان داعش يضمّ حوالى 50 طفلاً إلى صفوفه بالقوّة لتنفيذ الهجمات. وفي عام 2015، أنشأ تنظيم الدولة الإسلامية الخلايا الأولى له في جنوب أفغانستان وشرقها، ولا سيّما في محافظتي ننغرهار وكونار اللتين يأتي منهما معظم مقاتليه.

وتمكّن التنظيم من السيطرة على مساحة واسعة من الأراضي على الحدود الأفغانية – الباكستانيّة، ثمّ انتشر في ثلاث مقاطعات شمالية (جوزجان وفارياب وسربل). وبهدف الهجوم على بعض المناطق، تحالف داعش وقتها مع طالبان، بعد أن وضعا اشتباكاتهما حول السيطرة على سوق المخدرات على حدة، وهي سوق يستمدّ منها الفرع الأفغاني لتنظيم الدولة الإسلامية حصّة كبيرة من إيراداته.

توجد بين المركز الأم العراقي للدولة الإسلامية وفرعها الأفغاني علاقات تجمع الإثنين. في أوّل عام 2016، إعتقلت الحكومة الأفغانية رجل أعمال، اشتُبه أنّه لعب دور الوسيط لإرسال مليون دولار للرئيس المحلّي لداعش في أشين.

وفي قواعد داعش في أشين، وجدت السلطات مستندات تمّ إرسالها عبر البريد الإلكتروني من العراق، وفيها تفاصيل حول تقنيات التجنيد والقتال ضدّ القوات الأفغانيّة. ووفقاً لبعض الخبراء، كان التنظيم قد جعل من مقاطعة جوزجان الأخرى «نقطة التقاء» للترحيب بالمقاتلين الأجانب وتدريبهم. ففي جوزجان، قُتل 6 موظفين في اللّجنة الدولية للصليب الأحمر في شباط 2017 بعد أن تعرّضوا لكمين، لم يَتبنّه داعش.

وفي دلالة على قدرته على التصرّف المتزايدة، إرتكب فرع داعش الأفغاني ما لا يقلّ عن 5 هجمات، في كانون الأوّل والثاني، ضربت 4 منها كابول مُستهدفة أجهزة الاستخبارات ومركزا ثقافيا شيعيا والشرطة والمنظمات غير الحكومية الأجنبية (كمنظّمة «أنقذوا الأطفال»). وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل 60 شخصاً. وفي الأسابيع الأخيرة، ووفقاً لمجلّة «L’Express»، قُتل العديد من مقاتلي داعش الفرنسيين بسبب ضربات الصواريخ الأميركية.

علماً أنّ الولايات المتحدة الأميركية تقدّر عدد عناصر داعش في أفغانستان بحوالى 700 عنصر، وهذا رقم قد يزداد مع وصول جهاديين آخرين، يجولون في بلاد الشام.