Site icon IMLebanon

جولة على تحالفات قد تكون مصيريّة

 

اليوم يعلن الدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية اسماء مرشحي حزبه في الدوائر الانتخابية التي قرّر ان يطلّ منها على اللبنانيين، بموجب اول قانون انتخابي على قاعدة النظام النسبي بهدف عزيز على حزبه القوات مثلما هو عزيز على احزاب اخرى تهشمّت طويلاً مثل احزاب الكتائب والتيار الوطني الحرّ والوطنيين الاحرار وغيرها.

اضافة الى اعلان اسماء المرشحين، ينتظر القواتيون وحلفاؤهم وخصومهم على السواء مضمون البرنامج الانتخابي الذي على اساسه يخوض حزب القوات «معركته» الانتخابية، القاسية في مجتمع لبناني يمرّ باصعب ظروف في تاريخه، ان لم تكن الاصعب، كيانياً وامنياً واقتصادياً ومالياً وسيادياً، وفي منطقة تغلي بالحروب والاحداث والمتغيرات الجذرية دينياً وطائفيا ومذهبياً وقومياً وعرقياً، وعلى ابواب حرب قد تكون عالمية، وكل الامر متوقف على خطأ بسيط من شأنه ان يشعل المنطقة والعالم.

في خضم هذا الآتون الذي يغلي بمشاكل تعود الى مئات القرون، والى اخرى جديدة افرزتها خلافات الماضي، كانت الجماهير المؤمنة حقاً بلبنان وطناً نهائيا سيداً كريماً قوياً آمناً غنياً مدنياً، يضم جميع ابنائه تحت شعار الانتماء الى امة لبنانية واحدة لا شراكة فيها لاي امة اخرى الا بالتعاون من ند الى ند، ترغب ان تجتمع الاحزاب اللبنانية الصافية تحت علم هذا الوطن لتخوض الاستحقاق النيابي وتجسد هذه القيم والثوابت التي مارسها الاجداد واورثوها للابناء والاحفاد، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه، والصورة الآن قبل اقل من اسبوعين على بدء السباق الى مجلس النواب تشير ولو بشكل غير كامل الى الوضع الحالي.

***

في دوائر جبل لبنان مثل الشوف وعاليه وبعبدا، هناك ارتياح كبير لتحالف الحزب الاشتراكي مع القوات اللبنانية كضمانة اساسية لوحده الجبل واستقراره ودوره التاريخي، بالتضامن مع تيار المستقبل، ومن الضروري ان ينعكس هذا التحالف على دائرة البقاع الغربي، وكان لافتاً قول احد قياديي القوات اللبنانية ان للقوات حتى الآن حليفاً واحداً هو الحزب الاشتراكي، وهذا القول يعني الكثير في مسيرة الحياة المشتركة في الجبل.

مع تيار المستقبل، لا تبدو العلاقة مع حزب القوات اللبنانية تسير في مياه جارية، على الرغم من اعلان التحالف في دوائر و«استمرار البحث» في دوائر اخرى، واللقاء الرمز الذي كان يظهّر العلاقات الممتازة بين سعد الحريري وسمير جعجع قد يكون اصبح من الماضي والله اعلم.

مع الكتائب والقوات «خطبة بالغصب» في زحلة وبيروت الاولى لا ينتظر ان تصبح زواجاًً كما يأمل القواتيون والكتائبيون والحريصون على مصلحة هذين الحزبين.

حتى الساعة، لم يترجم تفاهم معراب، تحالفاً في الحكومة ومجلس النواب والدوائر الانتخابية ذات الوجود الشعبي للحزبين، وقد يكون تحالف تياري المستقبل والوطني الحر، قد اخذ الاولوية على ما عداه، على الرغم من الجهود التي تبذل من قبل حزب القوات والتيار الوطني، لشدشدة براغي التفاهم ومنعه من التفكك.

على اي حال فالغموض الذي يلفّ التحالفات الانتخابية لن يطول، وقريباً على شاشة الغرائب في لبنان، سيظهر ما خفي من تغييرات وتفاهمات ومحاصصات سبقت ولحقت التسوية السياسية التي كانت سبب وجود هذا العهد.