IMLebanon

يقظة امنية من تهديدات السعودية ضدّ حزب الله

 

تؤكد اكثر من جهة امنية رفع وتيرة جهوزيتها في هذه الايام، لما تشعر به من تصعيد سياسي اقليمي، تحذر منه لأن ينعكس امنيا من خلال تسرّب بعض الجماعات التكفيرية او تلك «الذئاب المنفردة» القادرة اكثر من غيرها على اختراق الامن الوطني.

لذلك يقول العارفون في هذا الملف الحساس، ان اعين وآذان الاجهزة الامنية وكل المعنيين بالامن الداخلي اللبناني، «مفتحة» لاستباق اي تجاوز على الامن اللبناني، في هذه المرحلة  التي يعيش لبنان فيها مع المنطقة تحت ضغط سياسي وامني كبيرين.

في الموازاة هناك جهات لبنانية تتخوف بقوة من ان تترجم الهجمة السعودية على حزب الله، امنياً، كون المملكة على لسان وزير الملف الخليجي لديها، طالبت بتحالف اقليمي ودولي لضرب حزب الله، وبهذا المعني، قد لا يكون الضرب من خلال عمليات عسكرية مباشرة وواضحة، بل من خلال عمليات امنية يذهب ضحيتها العديد من الابرياء، طالما هم بنظر الوهابية كفرة، مباح دمهم واعرضهم ورزقهم.

بالطبع هذه ليست مسألة نظرية لدى المعنيين الرسميين وغير الرسميين، بل اعتبرت هذه المواقف من قبل الوزير السبهان تهديداً امنياً مباشراً ليس لحزب الله فحسب، بل لبيئة حزب الله، وجمهوره وحلفائه، ولكل من يؤيد المقاومة في لبنان، وهذا امر حساس وهام، مما يعني ان الحذر من الاخطار طبيعية جداً. في مثل هذه الحالة العلنية، لأن حزب الله ليس مكاتب ومقرات عسكرية على الجبهات، بل هو جزء كبير من مناطق ومجتمع، وبالتالي، من الممكن ان تتعرض هذه المناطق لهزات امنية اذا ارادت المملكة العربية السعودية السير بتهديداتها باساليب امنية.

من حق لبنان امنيا ان يفكر بهذا الاسلوب بغض النظر عن الخلاف السياسي الداخلي، او عن الانطباع الذي يتحدث به اللبنانيون عن الاجهزة ولأي طائفة تابعة، لكن هذه الاجهزة طوال سنوات الازمة السورية منعت التدخل السياسي في عملها الامني، وانكبت على رصد ومتابعة وملاحقة الجماعات التكفيرية ومموليهم والافراد والقاء القبض على الذين ارادوا تنفيذ عمليات امنية في معظم المناطق اللبنانية.

يقول وزير حزبي، ان النقاشات البينية مع الرؤساء او بعض الاطراف شملت هذه الرؤية، بغض النظر عن الاجوبة التي سمعتها، لكن ابدى بعض الافرقاء هواجسه من الناحية الامنية، خصوصاً ان لدى الجهات الامنية معطيات مسبقة عن استهدافات لاشخاص ومسؤولين حاليين وسابقين، وهي كانت حذرتهم بأستمرار، مما يعني ان لبنان بالاصل ليس بعيداً عن التهديد الامني، لكنه استطاع ان يبعد خطره الداخلي وان يحاربه ويستأصله من جذوره على الحدود اللبنانية السورية. مما اتاح تأمين اكبر فرصة امنية استباقية للبنان، وهذا ما لم تؤمنه اهم دول العالم.

الا ان هذا برأي الوزير الحزبي لا يلغي ان هناك جهة عربية وبشكل علني دعت للعدوان على جزء من الشعب اللبناني، ومن حق هذه الجهة ان تأخذ حذرها وتتحدث، عن المحاذير من وراء هذه المواقف. لذلك حزب الله وضع الجميع امام مسؤولياته الوطنية والامنية والسياسية.كما اخبرهم انه لن يقبل بأي اعتداء، لذلك قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله: «ان اليد التي ستمتد الى لبنان ستقطع» وهو كلام جدي جداً وليس من باب المزايدة او التهويل، لذلك نعم اليد التي ستمتد الى لبنان ستقطع، من اي جهة امتدت ومهما كان اسمها، هكذا يقول، بعض المسؤولين في حزب الله في مجالسهم الخاصة، تفسيراً لهذا الموقف الذي اعلنه السيد نصرالله.

في سؤال لمسؤولين من حركة «حماس» عن الفتنة الشيعية – السنية، وهل يمكن اعادت اجوائها الى لبنان، اجاب المسؤولون «هذه النغمة سقطت وما استطاع اصحابها ان ينفذوها لا في لبنان ولا العراق ولا حتى في سوريا، ولن يسمح احد بأعتادتها الى الساحة العربية والاسلامية».