Site icon IMLebanon

مرجع لبناني كبير: يجب تفعيل المؤسسات الدستورية والبداية إنتخاب رئيس الجمهورية

الحوار المسيحي – المسيحي أوجد معطيات جديدة باتجاه إنهاء الشغور الرئاسي

مرجع لبناني كبير: يجب تفعيل المؤسسات الدستورية والبداية إنتخاب رئيس الجمهورية

موقف الشيخ نعيم قاسم جاء في الاتجاه المعاكس لجهود ميشال عون التوافقية والحوارية..

لبنان بلا رئيس منذ عام وشهرين، ورغم هذه المدة الطويلة ما زالت أدوات التعطيل مصرّة على وضع العقبات أمام انتخاب رئيس جديد.

خلال المدة الماضية لم تترك قيادات 14 آذار مناسبة سياسية أو إعلامية أو إجتماعية إلا واستثمرتها لإتهام ميشال عون وحليفه حزب الله بتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية، وكان ميشال عون يجتهد في كيفية تسويق حصر الترشح للرئاسة بشخصه فقط.

فعون يرى أن من حقه الوصول إلى الرئاسة الأولى، فهو صاحب أكبر كتلة نيابية مسيحية، وصاحب أوسع شعبية في الشارع المسيحي، وقدّم في سبيل ذلك اقتراحات عدّة، كان آخرها إجراء استفتاء أو انتخاب بين المسيحيين ومن يحصل على المرتبة الأولى والثانية يتم انتخابه في مجلس النواب، طبعاً هذا الاقتراح «المركّب» كي لا تكون الحجة عند الآخرين بعدم إمكانية تعديل الدستور، فانتخاب الرئيس من الشعب يتطلب تعديلاً للدستور وهذا غير ممكن في الظروف الحالية.

كما عمل عون وسعى ليكرّس نفسه شخصية «توافقية» معتدلة ومنفتحة على الآخرين، فأجرى انفتاحاً هاماً على الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل.

كما رحّب منذ سبعة أشهر باقتراح نقله له الوزير السابق وديع الخازن (شخصية معتدلة ومقربة من بكركي) يقضي بإجراء حوار بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وهذا الحوار الذي تنقل ما بين الرابية ومعراب توصل إلى نتيجة إيجابية في مرحلته الأولى أطلق عليها «ورقة إعلان النيّات».

ولا يمكن تجاهل ما حققه حوار القوات اللبنانية – التيار الوطني الحر، فهو أحدث نقلة نوعية إيجابية في العلاقات بين الطرفين بعد صراع حاد بينهما استمر أكثر من 13 عاماً، كما خفّف كثيراً من الاحتقان في الشارع المسيحي، فالتعاطي «الإعلامي» بين الطرفين اليوم تحوّل 180 درجة باتجاه الهدوء والعقلانية، وقد تبين أن الساحة اللبنانية المحاطة بساحات مشتعلة كانت بحاجة لهذا الحوار المسيحي – المسيحي، كما كانت بحاجة للحوار الإسلامي – الإسلامي بين حزب الله وتيار المستقبل كل ذلك لتبريد الساحة اللبنانية بدل دفعها للاشتعال.

منذ أيام لفت الانتباه الموقف الذي أعلنه نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم وقال فيه: «إما أن تنتخبوا ميشال عون رئيساً وإلا فالفراغ في رئاسة الجمهورية، باقٍ إلى ما لا نهاية..»، هذا الموقف جاء في الاتجاه المعاكس لجميع مساعي وجهود ميشال عون وتياره، فالرجل كان يبحث ويجتهد كي يكون مرشحاً توافقياً، وليس مرشحاً مفروضاً بقوة سلاح حليفه حزب الله، فهذا الموقف من حليف عون رأى فيه اخصام عون انه قضى على جميع الجهود التي بذلها الرجل خلال عام ونصف مضى. فالخصوم رأوا في موقف حزب الله عملاً مضاداً لمجيء عون رئيساً، فالجميع يُدرك ان القوة العسكرية لا يمكن ان توصل أحداً إلى رئاسة الجمهورية، فقد حدث ذلك مع بشير الجميل إبان وجود الاحتلال الإسرائيلي للبنان إثر اجتياح 1982 وفشل هذا المسعى، ولم يستطع بشير الجميل ان يقسم القسم ويستلم مهامه الرئاسية.

هل هذا يعني ان الأبواب مقفلة امام انتخاب رئيس للبلد سواء عون أم غيره؟

يرى مصدر سياسي ان الحوار بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وما نتج عنه من إصدار ورقة «اعلان النيات»، ومن ثم لقاء عون – جعجع في الرابية حيث يتوقع ان تتكرر اللقاءات بين القطبين، ويتوقع ان تبدأ قريباً المرحلة الثانية من الحوار بينهما حيث سيكون محورها رئاسة الجمهورية، فاللقاء والحوار بين أكبر تيارين في الشارع المسيحي أسَّسا لمعطيات جديدة ستنعكس ايجاباً على انتخاب رئيس جديد للبلد.

ومن جهة ثانية، يرى مرجع لبناني كبير ان ما يجري في المحيط شكل عامل ضاغط على لبنان، ويخشى ان تصل شرارات ما يحصل في الجوار السوري إلى البلد، ولذلك مرفوض تعطيل المؤسسات الدستورية، بل يجب تفعيلها وليس تعطيلها وشلها، وانه يجب البدء بإصلاح الحال والتفعيل تكون بدايته انتخاب رئيس للجمهورية، فالبلد لديه علاقات مع الدول والمؤسسات الدولية، وهناك استحقاقات وقروض كلها تتطلب قرارات ولا يكون ذلك إلاَّ عبر مؤسسات فاعلة وعاملة وغير معطلة، وأي انتظار يعني المساهمة في نزع الثقة من البلد وإلحاق الضرر بمصالح اللبنانيين، والأساس في كل ذلك إلغاء الشغور في رئاسة الجمهورية، فهذا الشغور اثر سلباً على دور مجلس النواب، وكذلك على مجلس الوزراء، ولذلك لن نسمح بتعطيل مجلس الوزراء، رغم تأييدنا لحكمة الرئيس تمام سلام.

فهل تجري الرياح بما تشتهي سفن الشعب اللبناني فيما لو تمّ توقيع الاتفاقية النووية بين إيران والغرب في نهاية الشهر الجاري، وهل يُساعد على ذلك التطورات المتلاحقة في سوريا حيث بات النظام عاجزاً عن لعب أي دور تعطيلي في المسار السياسي اللبناني، وبالتالي اللبنانيون سيستثمرون هذه التطورات في الجوار السوري للإسراع في ترتيب البيت اللبناني؟ ما نقل عن المرجع اللبناني الكبير فيه الكثير من التفاؤل فهل هذا التفاؤل في محله..؟