ما كان يُحكى همساً عن خلافات عميقة بين الرئيس فؤاد السنيورة والنائبة بهيّة الحريري لم يَعُد سراً. وإنّما صار يتردّد على كلّ شفة ولسان في صيدا ليصل صداه إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وبرغم عدم إقرار السنيورة والحريري بهذه الخلافات، ورؤية السنيورة في صورة واحدة مع الحريري مرةً واحدة كلّ شهر خلال اللقاء التشاوري الدوري في دارة الحريري في مجدليون، إلا أنّه من المعلوم أنّ الدعوة لحضوره تُوجّه من نائبة صيدا حصرياً ويكون كأي مدعو بصفته نائب المدينة لا غير.
تجذر الخلافات ليس حديث العهد، ولعل سببه الأساس أحقيّة هوية الوريث السياسيّ للرئيس الشهيد رفيق الحريري بغياب الرئيس سعد الحريري.
ويتوقف البعض عند مشهد اللقاءات والاستقبالات الدوريّة للنائبة الحريري في «بيت الوسط»، على غرار استقبال الوفود الشعبيّة والأهلية والتربويّة والذي تقوم به في صيدا منذ سنوات.
وعليه، فإن تحديد الحريري ليوم أو أكثر للقاءات في «بيت الوسط»، يحمل في طيّاته رسائل سياسيّة واضحة وموجّهة من الحريريين إلى «من يهمهم الأمر».
وتشير مصادر متابعة إلى أنّ الخلافات بين السنيورة والحريري بدأت في صيدا بسبب انتقال الملكية العقارية لبعض عقارات آل الحريري وورثة الرئيس الحريري، إلى يد السنيورة وشركائه وبعض المقرّبين منه. بالإضافة إلى التشكيك بدور رئيس كتلة «المستقبل» في المعركة القائمة حول معمل النفايات في المدينة، لجهة التصويب على قدرته على الفرز والمعالجة وعدم أهليته واتهام السنيورة ومن خلفه أحد رجال الاعمال في صيدا بأنهما يسعيان الى امتلاك المعمل.
وقد دخلت دار الافتاء في المدينة في هذه المعركة ببيان نسبه مصدره إلى مفتي صيدا سليم سوسان يشير إلى دور السنيورة التحريضي ضدّ معمل النفايات ووقوفه في صفّ المحرّضين كرئيس «التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد وعدد من رجال الأعمال ووجهاء المدينة.
وسارع سوسان، أمس، إلى إصدار بيان نفى فيه كل ما نسب إليه واستنكر «ما وُزّع عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي من كلام منسوب إلينا في موضوع النفايات ويمسّ بعض الشخصيات التي يربطنا بها الاحترام والتقدير».
وأكّد أنّ «هذه الألاعيب المشبوهة لن تنجح في النيل من احترامنا الكبير لهذه الشخصيات، وليست هذه المرة الأولى التي نتعرض فيها لمحاولات دس رخيصة هدفها إيذاء موقع حرصنا على ان يكون للجميع»، مشيراً إلى أنّ «دار الافتاء في صيدا لم ولا تتدخل لا من قريب ولا من بعيد في موضوع النفايات وأننا لم نلتقِ منذ مدة بأي صحافي ولم نتطرق لهذا الموضوع سراً ولا جهراً».
ولكن لم ينته الأمر عند هذا الحدّ، بل تعداه إلى نشر أحد المواقع الالكترونية المقرّب من رئيس البلديّة بياناً هو أقرب إلى موقف سياسي، وتضمّن اتهامات إلى السنيورة من دون تسميته، بالتحريض على البلدية ورئيسها ومشاريعها ومعمل النفايات بشكل غير مباشر وبأنه يتعاون في هذا التحريض ويلتقي مع سياسيين مناوئين (..) لإفشال البلدية ورئيسها ومشاريعها وإعداد العدة لشراء معمل النفايات مع شريكه رجل الاعمال الصيداوي المعروف».
في المقابل، وفي إطار معالم الحرب المفتوحة بين السنيورة والحريري وتأكيد حماية البلدية والردّ على منتقديها، لا تترك نائبة صيدا مناسبة من أي نوع كانت إلا وتشيد خلالها برئيس وأعضاء المجلس البلديّ المكوّن بأكثريته من محسوبين عليها، مثمنةً إنجازاته.