من غير المقبول ان يدفع المواطن ثمن هدر اموال الدولة.
من غير العادل ان يتحمل الفقراء ثمن الفساد في الدولة.
جريمة موصوفة ان يموت اللبنانيون بالسرطان لان الدولة فشلت في منع التلوث، او تواطأت مع الذين لوثوا الماء والهواء والتربة.
من غير المسموح ان يحمل الناس الطيبون، المغلوب على امرهم، جشع وطمع سماسرة الصفقات غير القانونية.
من غير المنطقي ان يكون لبنان مزرعة مستباحة لزبانية التهرب الضريبي والجمركي منذ سنوات وعقود، ويبشّر المسؤولون الشعب اللبناني بأن تدابير صعبة وموجعة سوف تتخذ لوقف العجز.
بأي عين ومنطق وشرع تتجرأ الدولة وتقول للناس انها سوف ترفع كل انواع الدعم عن كل السلع، وان تعرفة الكهرباء سترتفع 3 اضعاف، وإن لا غنى عن رفع القيمة المضافة الى 15% ؟؟
هل يعرف المسؤولون ان البطالة ارتفعت الى 40% بما يعني ان هناك الالاف من اللبنانيين عاطلين من العمل؟ وهل يعرفون ان الليرة اللبنانية التي يدعمها مصرف لبنان بدأت تتراجع يوماً بعد يوم امام الدولار والعملات الصعبة ووحش الغلاء، والاجهزة المعنية، لم رأينا لم سمعنا؟
وهل يعرف المسؤولون، ان قنبلة المدارس والجامعات سوف تنفجر بوجوههم ووجوه الاهل والطلاب والاساتذة في اقل من شهر؟ وهل يعرفون، ان الوضع الامني بعد حادثة سقوط الطائرتين في الضاحية الجنوبية، يقلق الناس، ويثير مخاوفهم خصوصاً اصحاب الدخل المحدود والمتوسط، ناهيك بالمعدمين، وهم اصبحوا الاكثرية الساحقة من الناس.
ماذا قدمت الحكومات للبنانيين، لتأتي اليوم وتمد ايديها على القليل في جيوبهم، بعدما ذهب الكثير طعماً للهدر والفساد؟
اذا اردتم سلوك طريق العدالة، عليكم ان تبدأوا اولاً بمن هدر وسرق ونهب وأفسد، وأثرى من الاموال التي هي اصلاً اموال الناس، وبعضها قال فلس الارملة.
افضل واضح ما تعملون، ان تعيدوا حساباتكم، لان الناس اصبحوا في حالة الانفجار، ولا يلزم لذلك سوى رأس دبوس صغير.