Site icon IMLebanon

استقبال مميز للقائد عون في الأردن

 

لم تكن زيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون الى المملكة الاردنية الهاشمية عادية بكل المقاييس شكلا ومضمونا، ذلك انها اتت رد تحية من الجيش اللبناني لدولة عربية كان لها «اياد بيضاء» في الانتصار الذي حققه الجيش في الجرود من خلال دعمها العسكري المفتوح له، فكانت الزيارة العربية بعد زيارة الولايات المتحدة الاميركية.

ورغم ان لقاء الملك الاردني بات تقليدا لاي قائد جيش يزور المملكة، الا ان الحفاوة التي استقبل بها القائد، والتي طبعت كل محطات الزيارة، شكلت علامة فارقة، اذ تقصد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني على استقبال القائد امام المدخل الرئيسي للقصر الملكي بحرارة، حيث اقيمت له التشريفات، قبل ان يدخلا سوية الى المكتب الملكي ويعقدا لقاء بحضور الوفدين، حيث شرح العماد عون بالتفصيل وقائع معركة ودقة العمليات والخطط العسكرية «فجر الجرود» ونتائج الانتصار الذي حققه الجيش، متمنيا على المملكة تعزيز التعاون ورفع نسبة الدعم للجيش اللبناني بعدما اثبت للعالم اجمع كفاءته ومهنيته. وكما كان الاستقبال كذلك كان الوداع، حيث رافق الملك العماد الى الباحة الخارجية مودعا اياه بنفس حرارة الاستقبال محملا اياه وعدا باستمرار الدعم وتعزيزه بما فيه مصلحة البلدين.

اما قصة دبابات الـ«ام60. اي1»، فتعود الى فترة سابقة يوم عرض الاردن على الولايات المتحدة الاميركية بموجب الاتفاقات الموقعة بين الطرفين، الاذن لنقل تلك الدبابات التي قرر اخراجها من الخدمة واستبدالها بدبابات «ام1ز ابرامز» الى لبنان بمثابة مساعدة لتطوير قدراته، فكانت موافقة واشنطن، التي اصطدمت «بتمييع» لبناني نتيجة ظروف معينة، قبل ان تعود الدولة اللبنانية وتوافق على استلام عدد منها تم تاهيلها قبل شحنها الى لبنان، حيث ظهرت ثلاثا منها في عرض استقلال عام 2015.

وفي هذا الاطار، كشفت المعلومات عن اتفاق مبدئي ثلاثي بين عمان – واشنطن – بيروت يقضي بتسليم لبنان ما يكفي لتشكيل كتيبتي دبابات، على ان تسحب دبابات ت55 وت56 من الخدمة بعدما باتت تشكل «عبئا»، ما سيسمح برفع جهوزية وفعالية سلاح المدرعات في الجيش، في الوقت الذي حقق فيه سلاح المدفعية نقلة نوعية وجهوزية عالية مع تسلمه مدافع الهاوتزر من عيار 155 الاميركية، ومدافع 155 محمولة على آليات مجنزرة من الاردن، ينتظر تسلم دفعة جديدة منها، والتي كان لها دور اساسي في عملية فجر الجرود، خصوصا مع تسلم الناقلات العشر المدرعة للذخيرة ،ما سمح بتحريك وحدات المدفعية وذخائرها بسرعة باتجاه الخطوط الامامية للجبهة.

وتشير مصادر مطلعة في هذا الخصوص الى ان الجيش اللبناني حقق كذلك «اكتفاء» على صعيد الاسلحة المضادة للدروع، بحيث بات يملك كمية من صواريخ الـ MILAN وقاذفاتها ،قدمتها فرنسا في اطار الصفقة التي مولتها المملكة العربية السعودية قبل ان يوقف العمل بها، وكذلك صواريخ «هوت»، التي سلمت فرنسا عددا من مدرعات «فاب» المجهزة بقاذفات رباعية، جرت تجربتها منذ عشرة ايام في السلسلة الشرقية بحضور ضباط فرنسيين، حيث جاءت النتائج مذهلة لجهة اصابة اهدافها 100% باستثناء احد الصواريخ الذي اصيب بعطل فني. والى الصواريخ الفرنسية تسلم لبنان مجموعة من صواريخ «تاو 2» مع قاذفاتها، والتي يمكن استخدامها ايضا على مدرعات «البرادلي» المجهزة بقاذف ثنائي الفوهة، مع الاشارة الى ان فنيي الجيش نجحوا في تركيب قواعد لتلك الصواريخ على ملالات «ام 113» و«آليات الهامفي» وكذلك الـ«a.t.v» ما اعطى الجيش قدرة كبيرة على المناورة في استخدامها في معركة فجر الجرود.

ولعل من ابرز محطات زيارة العماد جوزاف عون الى المملكة تفقده لمركز الملك عبد الله الثاني للتدريب على العمليات الخاصة، والذي يعد من ابرز معاهد المنطقة في مجال التدريب على عمليات مكافحة الارهاب، حيث كان للقائد جولة على منشآت المركز وتجهيزاته مطلعا من مديره العميد الركن احمد الكعبير على برامج التدريب والمستوى المتميز والاحتراف الذي وصل له المركز ،وهو ما نوه به القائد،حيث علم انه سيتم تفعيل ورفع نسبة وعدد العسكريين اللبنانيين الذين سيشاركون في الدورات التي سيقيمها المركز،خصوصا ان قائد الجيش سمع اشادة واعجاب بالضباط والعسكريين اللبنانيين الذين يتم انتدابهم لمتابعة دورات في الاردن في كافة المجالات والاختصاصات ،حيث يحققون نتائج ممتازة.

قد تكون المرة الاولى التي يجول بها قائد للجيش اللبناني في الخارج وفي جعبته انتصار لم تنجح اي من الدول العربية او الغربية في تحقيقه، ما يدعم موقفه في المطالبة بضرورة رفع نسبة المساعدات من العتاد والسلاح الذي اذا ما توافر استطاع لبنان ان يحقق المعجزات، في ظل الروح المعنوية العالية وارادة القتال المرتفعة لعسكريي الجيش اللبناني وكفاءتهم المشهود لهم بها من الخارج قبل الداخل.