أن يصادر النظام بيت الرئيس الشهيد رفيق الحريري في دمشق أمر متوقّع، وربّما تأخر هذا النظام في اتخاذ هكذا قرار.
نقول متوقع ليس لأنه امر طبيعي، بل لأنه من طبيعة النظام الشاذة، فالذي يدمّر منازل الشعب السوري في مدنه واريافه لن يكون حريصاً على بيت الشهيد رفيق الحريري.
والنظام الذي يدّعي انه يواجه حرباً كونية، يعجز عن ان يواجه بيتاً.
والنظام الذي يزعم انه يحارب الارهاب هو غير قادر على ان ينظر الى بيت رفيق الحريري..
والنظام الذي تحوّل الى رئيس اقلية نادرة في الشعب السوري الشقيق، يسيئه ان يكون في دمشق بيت لرفيق الحريري، ويكون نقيضاً لكل ما ينفذه النظام المأزوم الغارق في دماء الشعب السوري.
رفيق الحريري، رجل السخاء والعطاء والوفاء ما زال يرعبهم استشهاده لأن دماءه الطاهرة ستظل تلاحقهم الى الابد.
لقد قدّم رفيق الحريري قبل استشهاده لهذا النظام ما لم يقدمه بشار الاسد لنفسه.
وقف الى جانب سوريا في المحافل الدولية. رد عنها الضائقة مرات ومرات، اوصل صوتها الى حيث كان قادراً وكانت هي عاجزة عن ايصاله.
ولكن مشكلته مع النظام انه كان يؤمن بلبنان.
كان يريد الخير لهذا الوطن، بينما النظام «الوصي» كان يريد للبنان الشرّ والتفرقة كي يبقى مهيمناً على الارادة الوطنية، وعلى القرار اللبناني… وكي يبقى متحكماً في المواقف.
لم يكن رفيق الحريري إلا بشرى خير لسوريا، وما كان النظام السوري إلاّ حاملاً الخنجر متربصاً بالحريري.
لماذا؟
تكراراً: لأن الشهيد رفيق الحريري كان نقيضاً لهذا النظام المأزوم في ذاته، المريض في نفسيته، العاجز في قدراته، والقاصر في كفاءته.
وان يصادر النظام بيت رفيق الحريري يعني انه ينسجم مع ذاته في انه عاجز، وفي انه اقلوي، وفي انه محكوم بالانفعالات السخيفة، وفي انه مليء بالعقد. وفي انه يعيش في عالم آخر وليس له اي علاقة بهذا العالم وبهذا العصر.
قتلوا رفيق الحريري… اغتالوه بأطنان الحقد قبل أطنان المتفجرات.
وصادروا بيته في دمشق… بعدما صادروا ارادة اللبنانيين عقوداً…
ولكنهم عاجزون عن ان يقتلوا روح رفيق الحريري المتمثلة في دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري، وايضاً في كلّ مواطن لبناني وعربي شريف.
لا بورك لهم ببيت رفيق الحريري الذي ستظل دماؤه تستصرخ عدالة حتى يوم الدين.
عوني الكعكي