لا يوفر رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل فرصة انتخابية الا ويوجه من خلالها «زخات» من الرسائل السياسية والانتقادات الى كل خصومه وحلفائه «الافتراضيين». وفي حين يعتبر قادة القوى المارونية الاساسية وفق اوساطهما ولا سيما الوزير سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع ان «معارك» باسيل الالغائية هي السبب وراء «تفرق» المسيحيين ويخيرهم بين «التبعية» و«الالغاء»، يؤكد باسيل وفق مقربون منه ان هذه الانتخابات فرصة ليثبت كل فريق سياسي وحزب حجمه و«قوته الذاتية» وعلى اساسها ينال «وكالة الناس» للسنوات الاربع المقبلة.
من جهتها تؤكد اوساط الوزير فرنجية لـ«الديار»، ان فرنجية والمردة في موقع الدفاع عن النفس بعدما بدأ باسيل حروبه «الدنكيشوتية» ضدنا واطلق منذ ايام حربه الشهيرة على «البينغو» والكسارات ونبش محازبوه فترة تولي الوزير فرنجية وزا رة الصحة والاشغال والزفت والكسارات وكل ما كان يجري في الفترات السابقة وكأن المردة كان في السلطة وحده. وتشير اوساط فرنجية الى ان باسيل يخوض معاركه ضد كل الناس ولم يترك له «صاحباً» لا عند الموارنة ولا عند غيرهم. فهو يمتن تحالفه مع حزب الله نكاية بالرئيس نبيه بري وتحالف مع الوزير طلال ارسلان نكاية بالنائب وليد جنبلاط بعد فشل التحالف الانتخابي معه وهو عقد تحالفاً مع القوات والدكتور سمير جعجع لقطع الطريق على ترشح الوزير فرنجية الى الرئاسة الاولى. وتقول الاوساط الى ان الانتخابات هي فرصة كشفت النوايا الحقيقية لكل الناس ونحن نعرفهم كما يعرفوننا كما باسيل يعرفنا كما نعرفه وبتنا متأكدين مما يضمره، فالقصة ابعد من الانتخابات وابعد من «الاحجام» انما عقلية «الغاء وتهميش» وسحق للوصول الى الاهداف.
وتؤكد اوساط فرنجية ان استخدام باسيل لكل النفوذ السياسي والامني والاغترابي في الانتخابات سيجعل من امر الانتخابات وخصوصاً الاغترابية منها محل طعن وتشكيك لان فيه محاولة لقلب الحقائق وتشويه النتائج.
وتشير الاوساط الى ان الاشتباك السياسي والانتخابي والذي يريده باسيل ليكون واجهة معركته في البترون ومن ثم ما بعد الانتخابات قد انعكس توتراً بين المناصرين وخلق اجواءً غير حميدة بين المردة والتيار رغم اننا نفصل بين الاشتباك في الهرم عن الارض ولا نريد إلا ان يحصل كل طرف على حقوقه وان يؤكد حجمه الطبيعي الذي ستفرزه صناديق الاقتراع.
وتؤكد الاوساط اننا نلتقي في السياسة على المستوى الاستراتيجي رغم افتراقنا كحلفاء ونجد انفسنا اقرب سياسياً في العناوين الكبيرة مع التيار وليس مع القوات ونستبعد حصول تفاهم سياسي معها لاختلافنا الجوهري معها. وتلفت الى ان لا مشكلة بين مناصرينا ومناصري القوات رغم تنافسنا الانتخابي وعدم تحالفنا في شيء وهذه ميزة تحسب للوزير فرنجية والدكتور جعجع اذ لم تحصل ضربة كف في الشارع منذ اكثر من ثلاث سنوات.
وفي السياسة تؤكد اوساط فرنجية ان جعجع والقوات يستفيدون حكماً من المشكل بين المردة والتيار ويخدم القاعدة الشعبية لهما. وتشير الى ان اسابيع قليلة ستنتهي الانتخابات وستظهر وقتها الاحجام الحقيقية لكل الناس وعندها سيبدأ الكباش الكبير حول تشكيل الحكومة وتركيبة السلطة الجديدة وتختم بالتاكيد ان معركة الرئاسة الاولى بعيدة وسيكون لها ظروفها في وقتها والكلام عنها اليوم متعجل ومبكر.
في المقابل تؤكد اوساط القوات ان من حقنا ان نطالب بأية وزارة وان نتصدى لاي عملية فساد واضحة واي تلزيم مشكوك في شفافيته ونحن مصرون على ان التيار فشل في ادارة ملف الطاقة والكهرباء ولا نرى جدوى من مسألة البواخر. وتشير الى ان العلاقة بين القوات والتيار طبيعية وضمن التفاهم المعقود في معراب ونحن نختلف في كثير من القضايا فلسنا حزباً واحداً ولكل منا افكاره وشعاراته وطريقة ممارسة سياسية محددة.
وفي حين تشير الاوساط الى ان الافتراق الانتخابي مع باسيل والتيار وخوض المعارك الانتخابية في اكثر من منطقة، عملية صحية وديمقراطية، تؤكد ان من حق اي طرف سياسي ان يبحث عن حصة اكبر وعن حضور اوسع اما الحديث عن زعامة ما فمبالغ فيه ولا يمكن لهذا القانون ان يصنع زعيما وكما يظهر من التحالفات التي تمت احياناً وفق معايير متناقضة اما نحن فتحالفنا مع المستقبل والاشتراكي وفق مبادىء سياسية مشتركة.
وتعتبر اوساط الوزير باسيل في المقابل اننا نخوض معركة انتخابات ضمن ثوابتنا ومبادئنا التي رفعناها ونحوضها وفق قدراتنا الذاتية حتى لا يقول الآخرون انهم ساهموا في نجاحنا او «شقلو» لوائحنا فنحن نريد كتلة صافية مسيحية ومع بعض الحلفاء لتكون كتلة التغيير والاصلاح وكتلة العهد لتؤكدا حضورنا وشعبيتنا والشرعية المسيحية والاكثرية التي ستفرزها صناديق الاقتراع. فالزعامة المارونية والمسيحية ستكون حق مشروع لمن يثبّته الناس في هذا الموقع ونحن كذلك منذ العام 2005 بقيادة العماد عون واليوم برئاسة الوزير باسيل.
وتؤكد ان معركة الانتخابات اليوم وكل الصراعات التي تخاض معركة انتخابات وتعيينات وحكومة ورئاسة جمهورية ومحاربة الفساد وكلها تجري في الاطار الطبيعي والديمقراطي ولندع الناس تقرر في صندوق الاقتراع من دون اتهامات وتهويل وافتراءات وتخويف وتفريغ الانتصارات من مضمونها.