الأردن في قلب كلّ اللبنانيين، ولم تفاجئنا أبداً محاولات فيلق القدس الإيراني «التوأم الروحي» لحزب الله في محاولة زعزعة أمن الأردن وشعبه، إيران دولة «إرهابيّة» وإن تفاوضت معها أميركا والاتحاد الأوروبي، وإن ادّعت أنها دولة كبرى، وإن ادّعت أنّها تريد الخير لجيرانها ولا تهدّد أمن الخليج، ستبقى إيران دولة إرهابيّة، هي ومن خلفها من يحالفها، ومعها أذرعتها الإرهابية في المنطقة من حزب اللبناني إلى نسخه المتعددة في السعودية والبحرين والكويت وكل الخليج العربي، إلى فيلق القدس الإرهابي وكل من يؤازره في العراق وفي أي أرض أخرى على امتداد رقعة الأرض العربيّة!!
عندما خرج ملك الأردن عبد الله الثاني ليحذّر من مؤامرة إيران على العالم العربي وسعيها لتحقيق ما أسماه في العام 2004 «الهلال الشيعي»، أنكر الجميع يومها هذا «الهلال»، حتى في العام 2007 خرج رئيس مجلس النواب اللبناني ليقول ليس هناك هلال شيعي إلا من ضمن القمر السُنّي، ومع هذا جاءت كل أحداث المنطقة لتؤكد ما ذهب إليه ملك الأردن عبد الله الثاني، وما يحدث في سوريا من قتل دموي للشعب السوري ليس إلا جزءاً من محاولات مستميتة لحماية هذا الهلال الإيراني»الإرهابي»، فإرهاب إيران لا يتوقف عند الخليج العربي وأطماعها فيه بل يضم الشرق الأوسط وأوهام إيران بالعودة إلى شواطئ البحر المتوسط!!
لا حل لأزمات المنطقة المتفاقمة منذ أكثر من عقد من الزمن إلا بسقوط المشروع الإيراني على رأس إيران وحزب الله ومن معهم، فبالأمس القريب ضبطت قبرص ألفي كيلوغرام من الموادّ المتفجرة المخزّنة على يد أحد أفراد حزب الله استعداداً لعمليات إرهابية نظنّ أنها كانت ستستهدف تركيا وأوروبا معاً، فالإرهاب شديد الطموح لزعزعة أمن العالم، وحزب الله أخطر بمئات المرات من داعش، فهذه الأخيرة ليست أكثر من رعاع همج ومرتزقة يجمعهم المال والجهل والتعطش للدماء ولا مشروع حقيقي لهم، على عكس إيران ومعها حزب الله وفيلق القدس فهؤلاء لديهم مشروع مقنّع تحت عنوان «الوليّ الفقيه» ونشر التشيّع لاستعادة إيران أوهام إمبراطوريتها الكبرى، وهذه الخطورة قامت منذ مجيء الخميني إلى السلطة وقتله كل من خالفه الرأي وحكمه الشعب الإيراني بالحديد والنار، وتصديره الإرهاب إلى دول الخليج العربي من السعودية إلى الكويت وعبر حزب الله اللبناني تحديداً!!
نجا الأردن شعباً ودولة من إرهاب إيران، ولا نظنّ أن لبنان سينجو أبداً ممّا يفعله حزب الله، بل سيدفع لبنان عاجلاً أم آجلاً ثمن سكوته وضعفه في وجه حزب الله، ففي الخليج يقولونها صراحة: «الدولة اللبنانية جزء من المشكلة»، بل ويقولون إن: «دول الخليج عليها اتخاذ مجموعة من القرارات الفورية المتعلقة بوقف كامل لكل أنواع الاستثمارات والاتفاقيات الاقتصادية مع لبنان، وإيقاف التعاقدات القائمة مع الشركات اللبنانية واستقدام الكوادر البشرية من هناك، وثمة من يدعو إلى البدء بتصفية الوجود اللبناني في دول الخليج العربي، لأن على الشعب اللبناني أن يستشعر فداحة ما أجرم به حزب الله بحقه، وليتحمل لبنان ضريبة ضعفه أمام ميليشيا حزب الله الإرهابية»!!
هي حرب يخوضها حزب الله على الجميع ونَظّر لها أحد كتابه مرّة تحت عنوان «حزب الله والمشرق الجديد»، فماذا ستفعل الدولة اللبنانية ـ في مرحلة يستعد فيها حليف حزب الله لفرط ما تبقّى من مؤسساتها ـ عندما يُحارب حزب الله في الكويت أو في البحرين وكل دول العالم العربي، لاسترجاع أمجاد الإمبراطورية الفارسية التي لن تقوم لها قائمة مهما فعلوا، فحديث رسول الله أصدق من حسن نصرالله والخامنئي، لدعاء رسول الله صلوات الله عليه على ملك كسرى: «اللهمّ مزّق ملكه» ومهما قَتَلوا وقاتلوا وقُتِلوا لن تقوم لهذا الملك قائمة من جديد؟!