Site icon IMLebanon

عرس ديموقراطي حقيقي  

 

لغيرنا أن يتحدّث عن ثغرات هنا وثغرات هناك.

 

ولغيرنا أن يتذاكى وأن يتشاطر وأن ينظر وأن يتفلسف…

ولغيرنا أن يبكي أو أن يتباكى، أو أن يذرف دموع التماسيح.

ولغيرنا أن يغمد حق هذا الوزير أو ذاك المسؤول في الإنجاز الذي عشناه أمس، نحن والملايين في الوطن والخارج (…).

أمّا نحن فليؤذن لنا أن نحتفل. أن نفرح، أن نعتز. أن نسجل أننا عشنا حتى أدركنا هذا الحدث الكبير.

صحيح أنّ أرقام المنتشرين الذين سجلوا أنفسهم للمشاركة في الإقتراع في الخارج هم قليلو العدد بالنسبة الى رحابة الإنتشار اللبناني. ولكنها البداية.

وصحيح أن العديد من المسجّلين لم يقبلوا على صناديق الإقتراع في البلدان العربية الستة (مصر + بلدان الإتحاد الخليجي). ولكن لهذا أسباب تراوح بين الطقس وجهل القانون إعتقاداً من بعضهم أنهم سينزلون الى لبنان ويمارسون حقهم في الإنتخاب بعد بضعة أيام، وهذا غير متاح قانوناً للمسجلين في الخارج.

ولكن الأصح من ذلك كلّه أنّ حلم اشتراك الإنتشار اللبناني في عملية الإقتراع بات حقيقة… وأنّ الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل باتت حقيقة ملموسة، وأن الآتي أعظم وأجمل وأروع. خصوصاً عندما ينتخب المنتشرون النواب الستة الذين سيمثلونهم ابتداء من دورة 2022 الإنتخابية المقبلة.

والأصح أنه يجب الإعتراف لوزارة الخارجية والمغتربين بأنها حققت إنجازاً كبيراً ليس فقط في المنطلق منذ إصرار الوزير جبران باسيل على حق اللبناني المغترب في الإقتراع بل حتى التنفيذ أمس عبر الآلية المتطورة، النزيهة، الشفّافة التي تمت بها العملية الإقتراعية… والإستفادة من تكنولوجيا العصر لمواكبة العملية لحظة بلحظة على مرأى من كل من يريد أن يرى ويشهد.

والأصح أنه يجب الإعتراف لوزارة الداخلية والبلديات بأنها هي أيضاً حققت إنجازاً كبيراً ليس فقط في التنسيق بين الوزير نهاد المشنوق وزميله في الخارجية الوزير جبران باسيل الذي قال إنه نفذ الخطة التي وضعتها الداخلية بحذافيرها. وهي خطة ثبت أنها ناجحة، وأنها تضمن فعلاً نزاهة وشفافية وصدقية العملية الإنتخابية، بل أيضاً في وضع المشنوق الأسس التي تضمن صحة الإنتخابات خارجاً وداخلاً.

يبقى أنه يجب التنويه أخيراً بقدرة لبنان على إستيعاب «تكنولوجيا الإنتخابات» إن من خلال «غرفة العمليات» في وزارة الخارجية والمغتربين، أو من خلال غرفتي القوات والتيار الوطني الحر اللذين تفوقا بشكل ملحوظ على سائر الأحزاب. أو من خلال الأقنية التلفزيونية التي أثبت بعضها أنه «قدّ الحملة وزيادة».