سرقت الخروقات الاسرائيلية الجوية والبرية للقرار 1701 الانظار عن الانتصار الذي تحقق في الجرود، والذي يبدو انه أزعج تل ابيب في الوقت الذي بين فيه القدرات الكبيرة التي يتمتع بها الجيش اللبناني، بعد المخاوف الكبيرة التي خلفتها صور المعارك التي خاضها حزب الله ضد النصرة في الجرود وفي الداخل السوري خصوصا على محور دير الزور، وسط معادلات دولية اقليمية ترسم غير مطمئنة بالنسبة للدولة العبرية، في ظل محاولات اسرائيلية على ما يبدو لتحرك ما ضد بيروت ردت عليه الاخيرة بشكوى عاجلة الى مجلس الامن لن يكون نصيبها افضل من سابقاتها.
وفي هذا الاطار، تشير تقارير دبلوماسية غربية عن جوانب من المفاوضات الجارية على محور تل ابيب – واشنطن، اميركا، بعدما ابلغت بان التسوية الجاري الحديث عنها حاليا في سوريا تشكل تهديدا للامن القومي الاسرائيلي الا في حال،اولا: انتشار القوات الروسية في المنطقة الآمنة التي اقامتها على طول الحدود مع اسرائيل والأردن بعمق يمتد بين 30 و40 كيلومترا مربعا في الأراضي السورية وابعاد المجموعات المسلحة الموالية لإيران منها، ثانيا: اتخاذ إجراءات جدية لإنهاء مخاطر الترسانة النووية والكيماوية السورية والإيرانية الموجودة في سوريا، مدعية ان ما لديها من معلومات يؤكد وجود تقصير دولي إزاء انهاء القدرات البيولوجية والكيماوية للنظام السوري على رغم تعهداته السابقة عدا عن الحديث عن المصانع الإيرانية لتصنيع الصواريخ المختلفة التي انشئت في سوريا ولبنان،ثالثا،لجم حزب الله بعدما تحول الى لاعب اساسي على الساحة الاقليمية.
عليه تكشف المعلومات الواردة الى بيروت، عن أن الغارة الإسرائيلية الأخيرة نالت موافقة الطرف الأميركي، بعدما قدمت تل ابيب الادلة الواضحة عن وجود خبراء ايرانيين في هذا الموقع، وتقديمها خريطة كاملة لتنقلاتهم بين المصنع المستهدف ومنطقة الهرمل حيث نصبت صواريخ بعيدة المدى في أودية بعيدة عن المناطق السكنية في نقطة هي اقرب الى الحدود السورية منها الى العمق اللبناني، بحسب ما بينت الصور الجوية التي التقطتها الاقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع، تأكيد اعطى الضوء الاخضر لاسرائيل لشن طائرات سلاح جوها غارته ضد موقع مصياف، من واشنطن بلا ضوابط، لذلك كان القرار باللجوء الى الأجواء اللبنانية وسلكت في غارتها الأخيرة مسارا جويا من جهة الشرق فعبرت من عمق اجواء البحر المتوسط عبر السلسلة الشرقية وتحديدا من منافذ جرود جبيل الى عمق البقاع الشمالي واطلقت صواريخها من سماء المنطقة في اتجاه الداخل السوري ومن نقطة تبعد حوالى 70 كيلومترا جنوب الموقع المستهدف.
مصادر مقربة من الثامن من آذار اشارت الى ان تل ابيب تحاول ايصال رسائل متعددة الى لبنان، بعد سلسلة الانتصارات التي تحققت، وبعدما ضمنت على ما يبدو اخذت الضمانات الاميركية بهواجسها مقدما لها الضمانات التي طلبتها على صعيد الجنوب السوري، ما دفع بالجبهة اللبنانية الى الواجهة، نتيجة الفشل الاميركي- الاسرائيلي بتعديل قواعد القرار 1701، ما يجعل من جبهة الشمال على طول الحدود اللبنانية مصدر خطر كبير، فلجأت بداية الى الاعلان عن اكبر مناوراتها التي حاكت لاول مرة سيناريو احتلال مستوطنات.
واعتبرت المصادر بان الخروقات الجوية والبرية الاسرائيلية وان كانت تشكل عرضا للعضلات بالتزامن مع المناورات العسكرية على الحدود، إلا أن لها في المقابل جانب مرتبط بالحسابات الداخلية الاسرائيلية، بعدما باتت عاجزة عن القيام بأي عمل عسكري ضد لبنان خوفا من التداعيات نتيجة قدرات «حزب الله»، لذلك كان اللجوء الى الخيارات اخرى، ابرزها تفعيل عمليات التجسس، ومنها الاجهزة التي زرعتها على طول الحدود، حيث جاء اكتشاف الجهاز المركب في كفرشوبا والموصول بكاميرا مراقبة، بينت التحقيقات التي اجراها الجيش أنه زرع في المنطقة منذ أيام قليلة، بعدما كان سبق واكتشف مقاتلون من حزب الله جهازا آخر في منطقة الباروك، داعية في هذا الاطار الى ضرورة تفعيل العمل الامني المضاد وابقاء العين مفتوحة على اية عمليات تسلل قد تحصل باتجاه الداخل اللبناني، غامزة من قناة قوات الطوارئ الدولية المدعوة الى تكثيف تحركاتها وضبط اي تسلل في منطقة عملياتها.