IMLebanon

مسؤول أميركي في لبنان لتسوية رئاسيّة

يقول أحد المراجع السياسية والذي تربطه صداقة قديمة برئيس المجلس النيابي نبيه بري، بأن «أبو مصطفى» أيقن بما لا يقبل الشك بأنه لا انتخابات رئاسية في هذه المرحلة، ولهذه الغاية عاد رئيس المجلس النيابي للحديث عن أهمية التقارب السعودي ـ الإيراني، والذي ينتج تسويةً في لبنان، وبالتالي على ضوئها ينتخب رئيس للجمهورية وإلا فالشغور الرئاسي إلى الأمام درّ دون أي تقدم لا بل الأفق مسدود، وهذا ما يشير إليه أكثر من زائر لمقر عين التينه في الاسابيع الماضية، وذلك على اعتبار أن الرهان على توافق داخلي لانتخاب رئيس للجمهورية بات يحتاج إلى معجزة.

وفي هذا السياق، تكشف أوساط سياسية مطلعة، أن الحديث أضحى يدور مجدداً حول تسوية للبنان بمعزل عن اللاعبيين الإقليميين في المنطقة، بمعنى أن ثمة معلومات وثيقة تشير إلى أن المسؤول الأميركي الذي قيل أنه جاء إلى لبنان لساعات دون الإفصاح عن هويته، ركز على هذا الواقع و على التسويق لتسوية تقتصر على الملف الرئاسي أي دفع الأطراف الداخلية إلى ولوج الإنتخابات الرئاسية ودفع الأطراف الإقليميين للضغط على حلفائهم في لبنان لانتخاب الرئيس العتيد، وهذا يأتي في إطار إتصالات فرنسية – فاتيكانية ـ أميركية، انطلاقا من الدور الفاعل لعاصمة الكثلكة وامكان ضغطها على الفرنسيين والأميركيين بغية بذل قصارى جهدهم لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان. وتوقعت الاوساط صيغة توافقية لحل هذه المعضلة دون تحديد وقتٌ أو فاصل زمني معين، وعزت ذلك إلى توقّع الادارة الاميركية تحولات ومتغيّرات إقليمية هائلة في المنطقة على ضوء ما ستؤدي إليه حرب سوريا بعد المعارك الميدانية المتقدمة، وبالتالي خشيتها من ارتدادات المتغيّرات الميدانية على الداخل اللبناني. وأما هدف واشنطن كما اضافت الأوساط، فيقضي بالتحرّك السريع لإيجاد أرضية صلبة في لبنان، وتهيئة الظروف الملائمة لمواجهة ومجابهة ما قد يحصل في سوريا والمنطقة لاحقاً، وذلك من خلال الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية.

وفي حال فشلت هذه الإتصالات أو التسوية التي يجري العمل عليها في الكواليس، وهي غير سرية بالنسبة لبعض الزعامات والقيادات السياسية تضيف المصادر، فعندئذ سيكون البديل استحالة حصول انتخاب رئيس جديد للجمهورية قريباً، بل الفراغ سيطول أمده وإلى أجل طويل ولهذه الغاية، فإن الولايات المتحدة الأميركية وبعض سفراء عواصم القرار يعملون، وكما كشفت هذه الاوساط، على مواجهة الفراغ بحض المكوّنات السياسية اللبنانية على ضرورة تفعيل العمل الحكومي وهذا ما تبدّى في الآونة الأخيرة من خلال جلستي مجلس الوزراء تحسباً لفشل التسوية وانتخاب الرئيس العتيد للجمهورية. وبالتالي، فإن من يراهن على أي توافق داخلي، فذلك واهمٌ نظراً لصعوبة الوضع واحتدام الصراع بين الرياض وطهران والأمور سائرة باتجاهات تصعيدية ما يعني بشكل أو بآخر أن المساعي قائمة على خطوط عدة بغية إبقاء الساحة اللبنانية بمنأى عن أية أحداث قد تصل إلى الداخل اللبناني إن من نيران الحرب السورية أو سواها.