Site icon IMLebanon

انتصار بطعم الهزيمة

الخطاب الذي ألقاه السيّد حسن نصرالله حول انسحابه من الحدود الشرقية بعدما أتم المهمة التي كلفه اياها قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني.

هذا الخطاب يعتبر في الظاهر انتصاراً، ولكن في الحقيقة هو اعتراف بالهزيمة التي منيَ بها الحزب العظيم… ولنا هنا بعض الأسئلة:

أولاً- لماذا الانسحاب وترك الحدود على عاتق الجيش اللبناني في الوقت الذي يخوض هذا الجيش أعنف المعارك في جرود «عرسال» حيث يقصف يومياً بأطنان القذائف المسلحين في تلك المنطقة الصعبة المسالك…

ثانياً- هل اتفق مع الجيش اللبناني يوم ذهب الى الحدود الشرقية وهل نسّق معه، وهلنسّق للانسحاب؟

ثالثاً- شعار الجيش والشعب والمقاومة ماذا يعني؟

يعني انّ القرار هو حسب إرادة المقاومة أما الانسحاب فبالتنسيق مع الجيش اللبناني.

رابعاً- الدخول الى سوريا جرى على مراحل بدأت تحت شعار الدفاع عن المقامات الدينية في السيدة زينب، ثم الى القصير، وجسر الشغور، ثم الى حمص ثم الى حلب فإلى الجولان بمعنى أدق الى سوريا كلها، ولكن ليس كما قال السيّد الى الحدود الشرقية.

أمّا الشق الثاني من حديثه فجاء بالهجوم على المملكة العربية السعودية لأنّ إيران أُزعجت جداً من دخول المملكة في حرب لإنقاذ الشعب اليمني المسكين من جماعة الحوثي المدعومين من ايران بالمال والسلاح من أجل مشروع التشيّع الذي فضحه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في حديثه التلفزيوني الأخير الى التلفزيون وإلى قناة «الجزيرة» فقناة «العربية»، وهذه هي المرة الأولى في تاريخ المملكة التي يعلن فيها مسؤول سعودي كبير بمستوى الأمير محمد بن سلمان يفضح المشروع الصفوي الايراني الذي يريد تشييع العالم العربي… وأضاف سموّه أنّ أطماع المشروع الايراني، مشروع ولاية الفقيه والمهدي المنتظر احتلال «مكة» و»المدينة» المدينتين المقدستين عند المسلمين.

كلام نصرالله جاء بأوامر إيرانية ولم يكن عنده أي فرصة إلاّ أن يقول ما قاله في خطابه بغض النظر عن رأيه واقتناعه.

عوني الكعكي