Site icon IMLebanon

زيارة جبران خواطر

وزير الخارجية الفرنسية في بيروت اليوم، انفاذا لوعد الرئيس فرانسوا هولاند للبنانيين عندما زارهم في ١٦ نيسان الماضي، بمواصلة المساعي الفرنسية من أجل توفير فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية.

وبالتزامن، تصل الى بيروت السفيرة الأميركية المعيّنة في لبنان اليزابيت ريتشاردز لتتولى أعمال السفارة، ريثما يصبح هناك رئيس للجمهورية تتقدم منه بأوراق اعتمادها، لتصبح السفيرة المعتمدة.

وتختلف وجهات النظر حول مرتقبات نتائج زيارة الوزير الفرنسي وحضور السفيرة الأميركية، لكن غالب الانطباعات، انه لن يصلح العطار ما أفسده الدهر… وبالتالي ستكون زيارة اظهار اهتمام وجبران خواطر، وتفقّد للكتيبة الفرنسية في الجنوب…

لقد راهن البعض على لقاء الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون حول المكعبات النفطية تحت مياه الشاطئ، على أساس ان يكون مدخلاً للتفاهم على طريقة تخرج الفراغ من قصر بعبدا، لكن بري أيقظ هؤلاء من سباتهم عندما أعلن بأن لا رابط بين الموضوع النفطي وموضوع رئاسة الجمهورية!…

والآن تحوّل الرهان الى زيارة وزير خارجية فرنسا، رغم تأكيد أكثر عن مصدر فرنسي بأن الوزير قد يحمل أفكاراً لكنه لا يحمل مبادرات، وهذا قول منطقي للغاية، فقد فتح المسؤولون الفرنسيون كل النوافذ والابواب باتجاه الرياض وطهران، بأمل تحييد لبنان، بتركيبته الطائفية والمذهبية، عن النار الاقليمية المستعرة، وسرعان ما اكتشفوا بأن طهران تحتسب هذا البلد كجزء من خرقها الواسع للجغرافيا العربية، وقد استنتجوا ذلك من جملة معطيات، أبرزها اثنان: جواب وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف على تمنيات مسؤولين فرنسيين بأن تسهل طهران لعبة الرئاسة اللبنانية، بالقول: المسألة عند اللبنانيين، وبمعنى آخر عند حزب الله، والخطاب المتلفز للسيد حسن نصرالله، البديل عن احتفال يوم القدس، والذي جاهر فيه بأن أموال وتسليح الحزب مصدرهما ايران ودون أي مصدر آخر، وبالتالي أينما أمطرت فخراجها عائد الى هارون الرشيد… فالعطاء يولد القناعة بالولاء، والولاء من دون قناعة، مجرد سلعة مشتراة.

وبين شواهد الدوامة المستمرة فشل مجلس النواب بانتخاب رئيس في جلسة الأربعاء الثانية والأربعين بعد غد الأربعاء، رغم جولة أيرولت على الفعاليات الرسمية والدينية وكل من يمكن أن تكون له يد في الموضوع الرئاسي، ما يعني ان لا شيء مهيّأ للتغيّر الآن، حتى مع وصول سفيرة جديدة للولايات المتحدة، على اعتبار ان ادارة أوباما دخلت هي الأخرى فترة انتظار الادارة الأميركية الجديدة.

ويقول النائب الكتائبي فادي الهبر، إن انتخاب رئيس للجمهورية مرتبط بالقرار الايراني وحده، والمرتبط هو الآخر بنهائيات الصراعات المتفجرة في العراق وسوريا، واليمن، لتقرر أياً من الأوراق تلعب.

وحتى لو تقرر الافراج عن رئاسة لبنان، فإن الأسماء المطروحة بنظر الهبر، تشكل واجهة ايرانية، لا تفيد السياحة ولا الاقتصاد، ولا يمكن أن يتقبلها العرب…

ورداً على هذا يقول نائب الوفاء للمقاومة حسن فضل الله: للرئاسة معبر وحيد وإلزامي وضروري، ألا وهو الحوار مع العماد ميشال عون!!

وأمام هذا التعارض يضعف الأمل بفرج قريب.

وهذا ما سينعكس على الملفات الصعبة العالقة أمام مجلس الوزراء الذي سيعقد جلستين أسبوعياً، الثلاثاء والخميس، الأولى للملفات الخلافية والثانية لجدول الأعمال، وعندما نكون أمام حكومة معترف بفشلها ومسلّم به، ويقال فيها يومياً، أكثر مما قاله مالك في الخمرة، يتعين الاستنتاج بأن لا ملف نفط أو غاز يمكن أن يبصر النور، في مجلس الوزراء، ولا سلة متكاملة أو سلة منقوصة، ممكن أن تخرج من رحم حوار الجلسات الثلاثية المتتالية في مطلع آب، فلا قطار يمشي من دون قاطرة، وقاطرة الدولة رئاسة الجمهورية، وطالما القاطرة مفككة العجلات، فأبشر بطول فراغ يا مربع…